عرض مسرحى
عرض مسرحى


فنون: سهرات.. وخيال ظل.. وأطفال ينظرون من خلف الخيام

«الثقافة» تكتشف المواهب ولا ترعاها!

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 28 مارس 2021 - 02:43 م

إشراف: عصـام عـطــية

يتلخص حال المشهد الثقافى حاليًا فى مجموعة من الحفلات والسهرات والمسرحيات وعروض التنورة وخيال الظل التى تجوب قرى الصعيد، لتبقى الفجوة الكبيرة قائمة بين الإرث الثقافى الحقيقى، وما يتم ضخه من منتج ثقافى حاليًا من جانب وزارة الثقافة.

الثقافة منظور واسع لم تستطع وزارة الثقافة احتواءه، هى فقط تلقى ببعض الحفلات والمسرحيات فى القرى والنجوع، فيما يبدو للمشاهد أنها عملت وأنجزت، لكن الحقيقى هو أن دور وزارة الثقافة يجب أن يكون أكبر بكثير من الحفلات، واكتشاف المواهب الذى ابتليت به كل هيئات الوزارة، ونسيت أن توعية الإنسان ونقله من العشوائية الفكرية والسلوكية المسيطرة عليه إلى الوعى وتقدير قيمة العمل والوطن، هو الدور الرئيسى لها.

الثقافة ليست ترفيها أو مجرد سهرة للاستمتاع، بل أصبحت ضرورة حتمية يجب وضعها على رأس الأولويات، وحكمة قالها ألبرت أينشتاين "ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته فى المدرسة" لذلك فتثقيف الشباب قد يكون أهم من تلقينه معلومات قد ينساها فيما بعد.

فى الوقت الذى تقدم فيه الدولة كل الدعم وتبذل وتضخ أموالا وموازنات كبيرة من أجل المواطن ورفعته إلى المستوى اللائق على الساحة، إلا أن بعض هيئات وزارة الثقافة تسير بعكس الاتجاه، فبدلًا من أن تولى اهتمامًا بالمواطن، تسخر إمكانياتها فى الطريق الخطأ الذى لا يسمن ولا يغنى من تغير عقول أطفال وشباب كثيرون على مستوى محافظات مصر.

اندهشت للغاية من خبر نشره المستشار الإعلامى لوزير الثقافة، عن مسرح المواجهة والتجوال بدعم ورعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، قال فيه: "مساء الخير لن أرسل إليكم الخبر ولكن أريد منكم أن تشاهدوا الصور وتعرفوا تأثير وزارة الثقافة، والمنتج الثقافى والفنى للدولة وثقة المواطن المصرى والأسرة المصرية فيه خاصة فى قرى ونجوع هؤلاء أهلنا فى قنا"، وبالنسبة لى الصور كانت صادمة خصوصًا تلك التى يظهر فيها أطفال يتسللون خلف الخيمة التى تُقام فيها الفعاليات.

وزيرة الثقافة تشاهد العرض المسرحى "ولاد البلد" فى قنا، ومسرح الطليعة يعرض إنتاجه فى بورسعيد، ومحافظ أسيوط يحرص على مشاركة الأطفال مشاهدة عرض لمسرح الطفل بقصر ثقافة أسيوط، هكذا كان المشهد خلال الأيام الماضية على مسارح الدولة خارج القاهرة.

وفى إطار التجوال قدم البيت الفنى للمسرح مجموعة من العروض فى القاهرة، وفى إطار المواجهة يواصل المشروع للعام الثالث على التوالى بعرض "ولاد البلد" جولاته فى الأقاليم، والتى قطع فيها خريطة مصر طولا وعرضا، ويبدأ بتجوال فى قرى ونجوع محافظتى قنا والأقصر، والعرض من إنتاج المسرح الحديث، وتأليف الدكتور مصطفى سليم، وبطولة مجموعة من الشباب الذى ولدت معه فكرة التجول، وإخراج محمد الشرقاوى.

وشارك مسرح الطليعة فى الموجة الأولى من عروض التجوال بعرض "ريسيكل" صياغة وإخراج محمد الصغير، والذى يقدم عروضه على مسرح المركز الثقافى فى بورسعيد.

هيئات وزارة الثقافة الآن باتت مهمتها اكتشاف المواهب فصندوق التنمية الثقافية له برنامج لاكتشاف المواهب سواء غناء أو تمثيلا، أيضا قصور الثقافة تكتشف المواهب، دار الأوبرا تكتشف المواهب، مركز الإبداع يكتشف المواهب، ويبدو أن رؤساء القطاع اتفقوا على أجندة واحدة فى حياة الثقافة المصرية، ونسوا أن الموهبة وحدها لم ولن تنجح لأن الموهبة تحتاج إلى مخرج كبير وسيناريست كبير، اكتشاف المواهب دون مخرجين كبار فشل بعينه.

صندوق التنمية الثقافية على مدار دورات عديدة قدم لنا أصواتا ذهبية أين هى؟ وماذا تفعل هذه الأصوات الآن؟، من هنا فإن تدقيق وزيرة الثقافة فى اختيار فريق عملها ومعاونيها يعد أمرا غاية فى الأهمية، ويجب أن تكون له معايير جديدة تتناسب مع توجهات المرحلة، فنحن بما نعانيه من مأساة أخلاقية وسلوكيات سيئة، نحتاج لفريق من المتخصصين فى علم النفس والتنمية البشرية كى يستطيعوا مجتمعين وضع أيديهم على مشاكل سوء الأخلاق فى المجتمع الفكري، وكيفية إعطاء العلاج الناجح، وتأصيل القيم والثوابت فى نفوس الشباب والأطفال والتصدى لكل ما يقودهم للتفسخ والانحلال، فعلى الوزارة أن تعمل على احتياجات المرحلة الراهنة فهناك حروب واختراقات فكرية وعقدية وأخلاقية.

نحن نمتلك 500 قصر ثقافى على مستوى الجمهورية، ولدينا 26 ألف مكتبة مدرسية بجانب مئات المكتبات الموجودة فى مراكز الشباب، ووفقا للأرقام التى تعلن يوجد فى كل مدرسة ما بين خمسة إلى عشرة طلاب يملكون مواهب مختلفة فى الشعر والغناء والتمثيل وكتابة القصة هذا بجانب وجود ما بين عشرة إلى عشرين طالباً مهتمين بالقراءة والمعرفة، نريد خلق نخبة جديدة وتوفير كل الإمكانيات والدعم للقوة الناعمة لمواجهة هذا الفكر الظلامى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة