الأحد، 28 مارس 2021 - 07:56 م

دون تهوين أو تهويل فيما جرى فى حادث اصطدام القطارين، بمركز طهطا محافظة سوهاج ظهر الجمعة الماضى، وحادث سقوط عمارة جسر السويس بالقاهرة منذ يومين،...، نستطيع القول بكل الصراحة والوضوح، أن الكوارث عندنا تمر كلها دائما عبر نفق مظلم يعلمه الجميع للأسف، وهو نفق الإهمال.

هذا الإهمال بالإضافة إلى التسيب وعدم الانضباط لدى البعض، يؤديان إلى غيبة الالتزام بالقواعد المعمول بها والمنصوص عليها لتسيير وتنظيم العمل، وتطبيق الإجراءات والقواعد الخاصة بضمان الأمان والسلامة المهنية والإنشائية.

والمؤسف والمؤلم، أن الحقيقة الواضحة والمؤكدة أيضا فى غالبية − إن لم يكن كل − الحوادث الدامية والنكبات الجسيمة، التى تقع فى السكك الحديدية أو غيرها من وسائل المواصلات العامة أو الخاصة،..، وكذلك فى انهيار وسقوط العمارات والمبانى، هى أنها تحدث كنتيجة مباشرة للإهمال والتسيب، والاستهانة بقواعد الأمان وإجراءات السلامة الضرورية واللازمة للحركة والسير على القضبان أو على الطرق،..، ومخالفة قواعد وقوانين البناء.

وفى ظل هذه الحقيقة المؤسفة، تتنوع وتتعدد الأسباب المباشرة للكوارث الدامية، التى يتكرر وقوعها عدة مرات على فترات متقاربة، ويسقط فيها الضحايا، نتيجة الأخطاء الفادحة العائدة إلى الإهمال والتسيب الجسيم،..، الذى تراكم للأسف الشديد طوال السنوات الماضية، فى ظل عدم الالتزام بقواعد وإجراءات الأمن والسلامة الواجب الالتزام بها.

وأحسب أننا لا نبالغ على الإطلاق، إذا ما أكدنا بوضوح على أن الإهمال والتسيب وغيبة الانضباط، ليسوا هم فقط المسئولين عن هذه الكوارث، التى يروح ضحيتها العديد من المواطنين،..، بل إن هناك سببا آخر أكثر بشاعة وسوءا وهو غيبة الضمير لدى البعض،...، لذلك وجب التطبيق الصارم والرادع للقانون، وإنزال العقاب على المتسبب والمسئول عن هذه الكوارث وتلك الجرائم البشعة.