كرم جبر
إنها مصر
«لا تصالح ولا تسامح !»
الأحد، 28 مارس 2021 - 07:57 م
وأفلتت مصر من مصيدة "الجحيم العربي"، التي استهدفت تفتيتها بمؤامرات الإخوان وتحويلها إلى مستنقع للحرب الأهلية، واستدعت البلاد احتياطي القوة المصرية الكامنة في أعماقها لمواجهة الخطر الداهم، خطر يهدد وطنا عظيما، واستبداله بميليشيات دموية قتلت من أبناء الوطن الكثيرين، ولم تقتل من أعداء الوطن فرداً واحداً، واستغلوا الدين الإسلامي السمح أسوأ استغلال، ولم يدركوا أن مصر لم تكن يوماً إلا ميداناً للشجعان، يحميها جيش وطني حر.
وكتب لمصر عمر جديد، في 30 يونيو وانفجرت مظاهرات الفرح في الشوارع، وعادت الابتسامة للوجوه الحزينة والقلوب الخائفة، فمن كان يتصور أن الليل الدامس سوف ينجلي، وأن الوطن الطيب سيعود لأهله وناسه، وأن الدولة التى حاولوا تفكيك مفاصلها, سوف تتماسك وتقف على قدميها، وتسترد قوتها وهيبتها واحترامها؟
ذكريات بدأت حزينة وانتهت رائعة، بعد أن انزاح كابوس الجماعة الإرهابية، وأخذت فى طريقها القوى الانتهازية ونشطاء التجسس والدولار، وفلاسفة التحاليل السوداء، الذين كانوا منتشرين في الفضاء مثل الجراد المتطاير.
حدث ذلك بعد أن أعلن وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي إنهاء حكم المعزول، وأن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد، لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ووقف العمل بالدستور الإخوانى المشبوه، فإما أن تضيع مصر، أو أن تنقذها العناية الإلهية وجيشها البطل.
هل تذكرون قتلة السادات الذين أجلسهم مرسي في صدارة صفوف احتفالات السادس من أكتوبر، بينما غاب أبطال العبور الحقيقيون، لقد أصدر أحدهم "طارق الزمر" بياناً يوم 29 يونيو 2013 يقول فيه بالحرف الواحد إن جماعته سوف تنصب المشانق فى الميادين العامة، استعداداً لاستقبال رؤوس العلمانيين الكفرة والصليبيين، وإطعام جثثهم النجسة للذئاب والكلاب المسعورة.
وكانت الأحداث تسير فى اتجاه مذبحة مروعة لرموز مصر، على غرار ما تفعله داعش فى سوريا والعراق، لبث الذعر والهلع فى قلوب المصريين, وإشعال حرب أهلية تغرق البلاد فى بحور الدماء، وتفكك أركان الدولة ومؤسساتها, لتقوم على أنقاضها خلافتهم المزعومة.
وقبلها بأيام كانت ميليشيات خيرت الشاطر تجهز أسلحتها وتعلن "النفير العام", ورصدت الأجهزة الأمنية والمخابراتية, محاولات تسلل جماعية من عناصر حماس لدخول سيناء والاشتراك فى "أم المعارك"، بنفس سيناريو 25 يناير، وأعد مكتب الإرشاد قائمة طويلة بأسماء سياسيين وقضاة ومسئولين وإعلاميين وعسكريين ورجال أمن وشخصيات عامة, ليتم اعتقالهم فى حملة ترويع غير مسبوقة فى تاريخ مصر.
لم ينخدع المصريون بزيفهم، ولم يبتلع الطعم سوى بعض المخدوعين.. وجن جنونهم لأن مصر كسرت شوكتهم, وأن الجنة التى يخدعون بها الإرهابيين, لن تكون أبداً بالقتل وإراقة الدماء والترويع، وقدمت البلاد طوابير من الشهداء، لهم وطن يدافعون عنه, وحياة يفرشونها بالخير لأولادهم وأحفادهم.
عادت مصر إلى شعبها وعاد شعبها إليها ولن ينسى أبداً تلك الأيام السوداء، ولهذه الأسباب: لا تصالح ولا تسامح.