صالح الصالحي
صالح الصالحي


يوميات الأخبار

العفى ماحدش يأكل لقمته

صالح الصالحي

الأحد، 28 مارس 2021 - 08:00 م

3 يوليو يوم سيتوقف أمامه التاريخ طويلاً.. فهو اليوم الذى قضى على حلم الإخوان.. وغير وجه المنطقة.

من ثوابت السياسة الخارجية لحفظ الأمن القومى للبلاد أن تتوافر قدرات الدولة الشاملة.. والتى تعنى كافة القدرات الصلبة والناعمة.. لتحقيق الأمن القومى للبلاد، وردع كل من تسول له نفسه التعدى على مصالح البلاد.. سواء كان هذا التعدى عسكريا أو غير عسكرى.

لابد أن تتوافر للدولة القدرات لمواجهة كافة التحديات وتحقيق الأمن القومى للبلاد فى كافة المجالات.. الأمن الذى لن يتحقق إلا بإرادة سياسية قوية تتحلى بسياسة استباقية تردع كل من تسول له نفسه التعدى على البلاد وتحفظ حقوقها.

ومصر الآن لديها كل الخيارات فى الحفاظ على أمنها القومى داخلياً وخارجياً.. وتعتبر القوات المسلحة هى الدرع الحامى للبلاد.. فهى تحتل المرتبة التاسعة عالمياً فى قوة الجيوش.. وما بالك بالمرتبة الأولى فى الشرق الأوسط.

ورغم ذلك فإن مصر لديها ثوابت تؤكد عليها كل يوم.. بأنها أبدا لم ولن تكون دولة معتدية.. بل كانت وستظل درعاً لكل القضايا العادلة فى المنطقة.. وانها استطاعت بواسطة ذلك أن تخمد نار الفتنة وتقضى على الإرهاب فى المنطقة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن انه لا سبيل سوى أن نكون أقوياء بكل مقومات الدولة القوية فى كل المجالات.. وأكد أنه لن يكون هناك قوة إلا بالظهير الشعبى القوى.. هذا الظهير الذى خرج فى 30 يونيو يرفض الأخونة.. وفوض الرئيس فى 3 يوليو ليغير شكل المنطقة ويقضى على أطماع الإخوان وحلم الشرق الأوسط الكبير إلى غير رجعة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد فى مناسبات عديدة أن العفى لا يأكل لقمته أحد.

وعلى أرض الواقع فإن جميع الخيارات مفتوحة أمام مصر فى التعامل مع أى عدوان يهدد أمنها القومى ليطمئن الشعب، بأن قيادته قادرة على الدفاع عن أمن واستقرار البلاد، وأن جيشها قادر على الدفاع عن الأمن القومى المصرى داخل وخارج الحدود.. وإننا قادرون على الدفاع عن مصالحنا بكافة الوسائل خاصة إذا كانت هذه المصالح مرتبطة بالحق فى الوجود، وأمن واستقرار البلاد.

والأمثلة على ذلك كثيرة.. ولكن أقربها ما حققته مصر من توقيع معاهدة الدفاع العربى المشترك مع القبائل العربية فى ليبيا وتحديد الخط الأحمر )سرت− الجفرة( مما كان له الأثر فى دعم مصر لكافة الجهود السلمية لتحقيق تسوية شاملة وسريعة واستعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأمن والاستقرار المصرى.. وعلى مدار السنوات الخمس الماضية استقبلت القاهرة كل الفصائل الليبية.. ووقفت على مسافة واحدة من الجميع.

فمصر لم تكن يوما دولة غازية ولا طامعة.. والتاريخ خير شاهد على ذلك بل كانت ولا تزال حامية للسيادة والكرامة العربية.. وهو ما هيأ الأجواء لإجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة والمجلس الرئاسى الليبى مما يصب فى صالح الشعب الليبى ووحدته.

ولم تكن جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ببعيدة.. حيث استطاعت الجهود المصرية فى إنهاء الانقسام الفلسطينى وايجاد مخرج يصب فى صالح الشعب الفلسطينى بإعادة تلاحم الفصائل الفلسطينية.. واحتضنت القاهرة لقاءات متعددة للاشقاء لتوحيد الصف.. وقد أثمرت هذه اللقاءات عن توافق وطنى بين قادة وممثلى الفصائل الفلسطينية حول قضايا الشراكة والانتخابات.

القضية الفلسطينية لمصر ليست قضية جارة عربية فقط ولكنها قضية أمن قومى مصرى.. وما تم التوصل إليه من حل يؤكد على دور مصر العربى المحورى فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. ويؤكد أيضا على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية.. واعتبار مصر بيتاً لكل الفلسطينيين.. وهو ما ساهم فى جمع الفصائل على مائدة مصرية واحدة.

وقد فرضت عبقرية وموقع مصر الجغرافى عليها إرثاً من المخاطر.. فهى تقع فى قلب أفريقيا والمنطقة العربية والعالم، مما جعل المخاطر تحيط بها من كل جانب.. وكان لزاماً على القيادة السياسية أن تجعل من مصر قوة لا يستهان بها.. وان تكون يقظة لمواجهة هذه المخاطر.. فهو قدر مصر.

هذه المخاطر نجدها فى الغرب والمتمثل فى الوضع فى ليبيا.. وقد استطاعت مصر بقوتها وحكمتها حله.. وفى الشمال نجد صراع شرق المتوسط.. والذى استطاعت مصر ان تفننه فى صورة اتفاقيات دولية تحفظ حقوق مصر فى مقدراتها من النفط والغاز.. وفى الجنوب ارتبطت مصر مع الشقيقة السودان فى وحدة وادى النيل لتمتد فى العمق الاستراتيجى لقضية السد الإثيوبى الذى أكدت مصر على عدالة القضية الوجودية لمياه نهر النيل.. وأكدت السياسة المصرية للشعب فى الداخل وللقوى المناوئة فى الخارج أن مصر لا تتهاون فى حقوقها المائية الثابتة بالمواثيق والمعاهدات الدولية.. وهى وإن كانت تؤكد على سلوك التفاوض فانها أكدت بشكل حاسم وقاطع انها ترفض سياسة الأمر الواقع.

ففى الوقت الذى ارتفعت فيه أحاديث العداء من طرف الجانب الإثيوبى.. وغابت النية فى التوصل لاتفاق بخصوص السد الإثيوبى.. أكدت مصر على جاهزيتها لكافة السيناريوهات الخاصة بالملء الثانى وتعنت الجانب الإثيوبى.

ففى الوقت الذى عملت مصر جاهدة على مدار السنوات الماضية لتحقيق المصالح المشتركة للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا وفى ظل الخطر المؤكد الذى ستتعرض له السودان أصبح الأمر يتعدى مراحل التفاوض!!

وعلى الرغم من رفض أثيوبيا كل المقترحات المصرية السودانية فإن ما يميز الوضع الراهن للسد رغم تأزمه هو تمسك مصر بموقفها فى توقيع اتفاق ملزم يحفظ حقوق مصر الثابتة فى نهر النيل ويحقق المنفعة للجميع.. وأتصور انه رغم تشدد الجانب الإثيوبى وعدم اكتراثه بتحديد موعد للتوقيع فإنه لن يتم الملء الثانى فى موعده كما حددت إثيوبيا وان غدا لناظره قريب!!

رغم أنف الشامتين

لا أعلم وجه الشماتة فى جنوح سفينة عابرة فى مجرى ملاحى دولى −قناة السويس− تتوقف معه الملاحة العالمية.. ويتكبد الاقتصاد العالمى خسائر تعد بالثانية والدقيقة.. فى وقت يئن فيه الاقتصاد من الركود تحت وطأة تفشى وباء كورونا.. الذى عطل دوران عجلات الاقتصاد.

فتجد الشامتين من القنوات الإعلامية المعادية تتناول حادث جنوح السفينة فى قناة السويس بالتشكيك فى قناة السويس الجديدة.. على الرغم من جنوح السفينة فى جنوب مدخل القناة القديمة وتأكيد رئيس هيئة قناة السويس أنه هذا الحادث إذا كان فى القناة الجديدة كان أفضل.. ورغم أن هذه القناة بمثابة الصرح العالمى الذى دفع فيه المصريون على مدار مائتى عام من دمائهم وأموالهم ما يجعله مفخرة لكل مصرى.. تستمر هذه الفضائيات فى التشكك فى قدرات القناة وجدوى التوسعات الأخيرة التى تمت فى المجرى الملاحى للقناة.. والتى ساهم فيها كل مصرى فى سباق وطنى حقق ما يسمى بالملحمة الوطنية.

هذه القنوات تعاملت مع الحادث على أنه غريب من نوعه وغير مفترض الحدوث مع سفينة عملاقة يبلغ وزنها 220 ألف طن وطولها 400 متر.. تناسوا أن هذا الحادث تأثيره عالميا حيث تمر أكثر من ١٠٪ من التجارة العالمية عبر قناة السويس 

الأمر الذي دفع شركات أمريكية وهيئات أخرى لتقديم المساعدة والعون حرصا على الملاحة فى قناة السويس والتى تمس مصالحهم الاقتصادية بالدرجة الأولى.

عاشت مصر وظلت قلب العالم الذى ينبض بلا توقف يربط شرايين العالم الشرقية والغربية رغم حقد الحاقدين.

هذه القنوات لا تكف عن الشماتة فى حوادث تقع كل يوم فى دول العالم الأكثر تقدما منا ولديها أفضل المقومات.. وأفضل خطوط السكك الحديدية وأفضل عربات القطارات.. ورغم أن الحوادث امر قدرى فنى  وارد الحدوث.. فتجد هذه القنوات تسلط الضوء على حادثة تصادم قطارى سوهاج وكأنها كل حياتنا.. وتجرد البلاد من كل الانجازات.

صحيح هذه الحادثة مروعة وامر إنسانى بالغ القسوة بوجود ضحايا من قتلى ومصابين.. وخيم الحزن بهذه الحادثة على عشرات البيوت والأسر. ولكن لنكن منصفين فمشاكلنا مزمنة.. وما نراه من مشكلات تطفو على السطح فهى أعراض لهذه المشكلات التى تراكمت على مدار عقود لأسباب عديدة.. ومن العبث أن تدفع الحكومات المتعاقبة فاتورة هذه المشكلات خاصة انه بتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد اعتمد استراتيجيات وخططا لمعالجة كافة مشكلات البنية التحتية ومنها إعادة هيكلة السكك الحديدية سواء للخطوط أو لعربات القطارات.. ولكنها خطط صحيح تم توفير الاستثمارات اللازمة لها إلا أن عمليات الإحلال والتجديد تستغرق وقتا زمنيا.

وشهادة حق فان الدولة تعمل فى كافة الاتجاهات.. فهى تقوم بعمليات إعادة هيكلة للقديم وإنشاء خطوط جديدة حديثة مثل القطار الكهربائى الذى يربط كافة أنحاء الجمهورية على أحدث طراز عالمى.

ولكن هذه القنوات تسلط الضوء على الحادث بشكل يظهر الحكومة بانها مقصرة.. وانها تهتم بالإنشاءات الجديدة والخطوط الجديدة والعربات الجديدة التى تخدم المدن الجديدة وتهمل القديم.. إنهم يريدون هذه البلاد خرابة.

فينكرون عليها ان تتقدم ويهاجمون كل جديد ومتطور.. يهاجمون العاصمة الإدارية التى تحتل منزلة متقدمة فى الاعمار العالمى والمدن الذكية والتطور المذهل فى الطرق الذى يغير وجه مصر كل يوم عن اليوم الذى قبله.

الرئيس أكد اننا سنرى مصر حاجة تانية وأنه أوفى بعهوده فمن يتصور ما حدث فى منطقة مصر الجديدة ومدينة نصر على الرغم من الهجوم الذى صاحب مراحل التطوير.. هذا بالإضافة إلى تطوير القاهرة التاريخية وتحديث شبكات الكهرباء ومحطات مياه الشرب والصرف الصحى وتطوير القرى وتحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى والعديد من المشروعات التى تضيف كل يوم جديدا.. كلها جهود لا ينكرها إلا جاحد. وسوف يستمر الإنجاز والتقدم والتطور رغم أنف الشامتين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة