الأحد، 28 مارس 2021 - 08:26 م

عقب كل حادث يخرج علينا الجهلة وأنصاف المثقفين والمدعين وكل من هب ودب بكتابات وتحليلات على الفيسبوك فيها العجب.. ففى هذا العالم الافتراضى لا رقيب على الشخص سوى ضميره وعقله فما بالنا إذا كان من فاقدى العقل والأهلية؟ وماذا تتوقع أن يكتب؟ من حق كل فيسبوكى أن يكتب وأن يستعرض عضلاته بشرط الا يقلب الحقائق ويدعى بغير علم خاصة حينما يتعلق الأمر بمسائل فنية بحتة مثلما حدث فى واقعة جنوح حاوية بضائع فى المجرى المائى لقناة السويس.. ليس هكذا تورد الإبل أيها الجهلة والمناضلون على الورق!

هناك حادث وقع.. نعم، لكننا يجب ألا نخوض فى تفاصيل لا نعلمها ولنترك هذا للأجهزة المعنية التى ستقدم حتما الدليل وحيثيات وقوع الحادث وسيعرف العالم كله تفاصيل دقيقة لأن قناة السويس مجرى عالمى شعر العالم بها منذ اللحظة الأولى لجنوح السفينة العملاقة وبالتالى ليس هناك ما نخفيه والدولة المصرية تحركت بسرعة لإعلان كافة التفاصيل.

وفى حادث قطارى سوهاج امتلأت صفحات الفيسبوك بحكايات عن أسباب الحادث واستبق البعض التحقيقات التى تجريها النيابة العامة وكذلك تحقيقات هيئة النيابة الإدارية مما حدا بالمستشار النائب العام إلى إصدار بيان بعدم استباق الأحداث وذهب النائب العام ومعه فريق من النيابة العامة إلى موقع الحادث. من حق أى شخص أن يكتب وأن يترحم على الضحايا من أهالينا الذين ساقهم قدرهم إلى القطار المشئوم.. ولنا أن نتساءل ونستفسر عن الأسئلة المشروعة بعد انتهاء التحقيقات لمعرفة ما حدث وكيف وقعت الحادثة ومن المتسبب فيها.. ولماذا توقف القطار فى تلك اللحظة.. ولماذا تحرك القطار الثانى ليصطدم بالقطار الأول.. وهل هناك شبهة إهمال أدى إلى ما حدث مع الوضع فى الاعتبار أن هناك أخطاء بشرية تحدث وتتسبب فى إهدار أرواح الآخرين.

سوف تعلن النيابة العامة كل تفاصيل حادث قطارى سوهاج وسوف تتم محاسبة كل من تسبب فى وقوع الحادث وليصمت هؤلاء الذين يتخذونه ذريعة للهجوم على الدولة ولتهدأ كتائب الإخوان الذين تمتلئ صفحاتهم بالغل والحقد على بلدهم.. ربنا يهدكم ووقوع حادث مهما كان حجمه لا نرضى عنه مطلقا لكن حوادث القطارات والطائرات كثيرة فى معظم دول العالم.

وزير النقل المهندس كامل الوزير رجل نشيط يتابع عمله بدقة ويتحرك لإصلاح شبكة السكك الحديدية منذ لحظة توليه الوزارة وإنجازاته واضحة فى الطرق وعلاج القصور فى مترو الأنفاق ولن يثنيه مثل هذا الحادث أو غيره عن استمرار بذل كل الجهود.. أنا لا أدافع عنه وهذه ليست مهمتى إنما أقول لمن خرجوا يطالبون باستقالة الوزير فور وقوع الحادث بدون أن يعرفوا أى تفاصيل وكأنهم ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر.

ليست مهمتى الدفاع عن الحكومة أو رئيسها فقد تحركت إلى مكان الحادث فورا وتابع الدكتور مصطفى مدبولى وعدد من الوزراء الحادث وزاروا المصابين وقدمت الحكومة مساعدات عاجلة لأسر الضحايا والمصابين.. وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسى بنفسه الحادث منذ اللحظة الأولى وطلب صرف تعويضات مناسبة للضحايا.. هناك تحرك عاجل تم وهناك متابعة مستمرة.. وكل ما نرجوه هو عدم تكرار حوادث القطارات مرة أخرى فى كل أنحاء مصر وعدم التهاون مع كل من يتسبب فى إزهاق أرواح الناس.