خالد رزق
خالد رزق


مشوار

أنا والعذاب وعبد الوهاب

خالد رزق

الأحد، 28 مارس 2021 - 08:28 م

سعيد الحظ أنا بانتمائى لجيل سمع من الطرب المصرى والموسيقى العربية التى هى مصرية فى معظمها أجمل الأصوات وأشجى الألحان، ومحظوظ أكثر لأن العلم فى القرن الماضى أنجز اختراع تسجيل الأصوات الذى احتفظنا بفضله بتراث فنى غنائى وموسيقى بديع لنا أن نعيش عليه أبداً.


والحق أنى لا أتصور حالى فى غياب أصوات أم كلثوم ووردة وعبد الحليم ونجاة ومحمد رشدى وألحان العظيم عبد الوهاب وصاحب الألحان الشقية الموهوب محمد فوزى والنابغة بليغ وزملائه الموجى والسنباطى والطويل وآخرين تحتشد بهم القائمة، فكيف كان الأمر سيكون؟ هل كان سيفرض علىّ سماع أنكر الأصوات على إيقاع النغمة الواحدة النشاز التى تسود ما اصطلح على تسميتها زوراً وافتئاتاً بأغانى المهرجانات.. واتحول إلى مثل هؤلاء البُلهاء الذين نراهم يتقافزون ويترنحون تحت تأثير جعير رعاع المهرجانات وما يتعاطونه ليستسيغوا ما يسمعون منهم ويغيبوا معهم عن الدنيا وعن كل ذوق سليم وإحساس راق متلازم بالضرورة مع تذوق الفنون.


ورغم انى أجد ضالتى وملاذى فى الهروب من كل هذا الغثاء حولنا إلى ثروة سماعنا الوطنية والعربية فى حالات، إلا أن حال سميعة الزمن هؤلاء الذين من حولنا يفرضون علينا ما يسمعون فى كل مكان اقتحاماً لآذاننا يصيبنى بالقرف والاحباط غير القلق على مصير وجداننا المصرى فى ظل انسحاق هويتنا وذائقتنا الفنية الراقية العامة، وتراجع الاحساس بجمال الإبداع الغنائى والموسيقى بين الأجيال الجديدة الواقعة بأكثرها تحت تأثير أقبح ما فى هذا الزمن.


عموماً فى المحدث والجديد من الشباب ما هو جدير بالسمع ولعل فيما يقدمه حمزة نمرة ومروان خورى وما تقدمه جوليا بطرس وفايا يونان وقلة غيرهم ما يستأهل أن يضاف إلى ثروتنا الفنية حتى وإن قصرت القائمة وحتى إن بقيت حظوظهم مع طغيان القبح وانتشاره أقل مما يستحقون.


العذاب الذى ألقاه وأنا اسمع مضطراً رجس المهرجانات فى وسائل المواصلات وغيرها وأشعر معه وكأنى أعيش بمكب للقاذورات، لا يخلصنى ويطهرنى منه سوى الفرار لغسل أذنى بسماع الأستاذ عبد الوهاب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة