آخر حوار للعالمة فرحة الشناوي قبل وفاتها
آخر حوار للعالمة فرحة الشناوي قبل وفاتها


«وداع حزين».. ننشر آخر حوار للنائبة فرحة الشناوي قبل وفاتها

إسلام دياب

الإثنين، 29 مارس 2021 - 05:25 م

توفيت اليوم النائبة العالمة الدكتورة فرحة الشناوي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب اليوم الاثنين.

وقالت مصادر إن النائبة فرحة الشناوى تعرضت لوعكة صحية كبيرة إثر إصابتها بفيروس كورونا، ونعى الدكتور أشرف عبد الباسط، رئيس جامعة المنصورة، وفاة الدكتورة فرحة الشناوي، أستاذ المناعة بكلية الطب بالمنصورة ونائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث الأسبق.

 وفي السطور التالية ننشر حوار العالمة الجليلة الأخير لبوابة أخبار اليوم، قبل وفاتها بأيام:

عالمة كبيرة فى مجال البحث العلمى والمناعة استحقت عن جدارة اختيار رئيس الجمهورية لها بتعيينها عضواً فى مجلس النواب الحالى.. مازالت حياتها العلمية والمهنية نموذجا مشرفا للعالم الذى يبذل أقصى جهده لرفعة بلاده وتقدم البحث العلمي، والتى نالت عن تلك المسيرة العديد من الجوائز العالمية والمحلية، إنها العالمة التى ما إن تنتهى جلسات النواب خلال الأسبوع حتى تجدها تمارس عملها فى مركز الخلايا الجذعية فى كلية طب المنصورة دون كلل أو ملل.

وفى حوارها لـ«بوابة أخبار اليوم» تروى د. فرحة الشناوى ابنة محافظة الدقهلية، تحديدًا مدينة المنصورة مسيرتها العلمية والحياتية منذ النشأة فى عائلة جمعت بين الدين والثقافة والعلم، فهى حفيدة الشيخ محمد مأمون الشناوي، شيخ الأزهر الشريف الـ37 وقريبة الشاعر الكبير مأمون الشناوى حتى دورها فى مجلس النواب ودورها فى مواجهة فيروس كورونا والفرق بين اللقاحات المختلفة فى العلاج منه.

النشأة كانت فى أسرة متنوعة الثقافات، لماذا اخترتِ العلم والبحث العلمى طريقا لحياتك؟

فى البداية أسرتى وجدت أنى متفوقة ومحبة للعلم وأقول آراء جيدة وكانوا حاسين أنى «ييجى مني» فعندما حصلت فى الثانوية العامة على مجموع كلية الطب، والدى أخبرنى أنه يتمنى أن أكون طبيبة وإنها أمنيته وأمنية والدتى كذلك منذ ولادتي، وفى الحقيقة لم يكن هذا فى خاطرى وزى كل البنات كنت بذاكر وأتفوق ويمكن ما كنت أتمناه وفكرت فى كلية الصيدلة مثل خالى وكلية السياسة والاقتصاد وكانت ساعتها موضة خاصة أنها تخرج سفيرات وأن الواحد يمثل بلده ويعمل صورة جيدة لمصر فى الخارج وكنت شغوفة بذلك، ونزولا على رغبة الوالد والوالدة لأنى كنت أعزهم جدا وأثق فى كلامهم ولا يمكن أتصور أن أرفض لهم طلبا دخلت كلية الطب.

لماذا رفضتِ كلية الطب فى البداية؟

أنا كنت رافضة لكلية الطب فى البداية لأنى لا أقدر أن أرى مريض بيتألم أو أرى المشرحة وأنا لم أدخل المشرحة نهائيا أنا كنت أقف على الباب وأجد قدماى لا تتحرك رغم أنى أجد زميلاتى جالسات وبيشتغلوا على الأجسام الموجودة أمامهم لكن لم أستطع أن أقوم بذلك ولكن ربنا أكرمنى بأستاذ فاضل وهو الأستاذ الدكتور فتحى أبو ستيت ساعدنى على تخطى عقبة التشريح وكان له الفضل أن أكمل مسيرتى فى كلية الطب لأنه كان حتما رسوبى فى التشريح وبالتالى سأترك الكلية، واستطعت أن أتخطى تلك العقبة ولم يكن أمامى بعدها عقبات، وبفضل الله تخرجت من الكلية وحصلت على المركز الثالث وزعلت جدا من نفسى عندما رأيت فرحة والدى بنجاحى وحصولى على المركز الثالث لأنى كانت فاكرة أنه مش واخد باله وأن نجاحى هذا حاجة مهمة بالنسبة له لم أكن أعرف بهذا منه رحمه الله، فعندما وجدته يحتضننى لأول مرة فى حياته ويقولى مبروك، ندمت لعدم تفوقى أكثر من ذلك وأن أحصل على المركز الأول.

ما أسباب اختيارك لقسم «التحاليل الطبية»؟

التشريح والألم والجراجة كانت صعبة جدا على نفسي، وبدأت التفكير فوجدت أننى كنت دائما متفوقة فى الكيمياء والبيولوجى «الأحياء» فقررت الدخول من بوابة البحوث بعمل أبحاث حتى لا أتألم وطبعا إحنا فى سنة الامتياز بنمارس الطب فوجدت أننى لا أقدر أن أرى طفلا مريضا وبالتالى لن أدخل طب الأطفال ولا أقدر على إجراء عملية فى العين وبالتالى لن أختار قسم الرمد وبالتالى وجدت أن أفضل شىء بالنسبة لى الدخول فى تخصص بعيد عن مواجهة المرضى وللأسف هذا لم يحدث لأنى دخلت التحاليل الطبية والمريض يأتى دائما لى بآلامه ومشاكله لكن الواحد عندما يكون فى سن صغيرة يجد أن تفكيره ليس ناضجا فاختارت قسم الباثولوجيا الإكلينيكية «التحاليل الطبية» على أمل ورغبة منى فى الدخول إلى عالم الأبحاث الطبية وبالفعل قد كان فاشتغلت على ذلك وركزت اهتمامى عليه.

منحة فرنسا

كيف تم اختيارك لمنحة فرنسا؟ وما وجه الاستفادة التى حصلتِ عليها؟

عندما جاءت لى فرصة السفر بمنحة من الحكومة الفرنسية وبفضل الله حصلت عليها لأنني على دراية باللغة الفرنسية وبعد عمل اختبار لى نجحت فيه وسافرت إلى فرنسا وقبل سفرى إلى هناك كنت مخططة أنا عايزة إيه خاصة وأنى سأبعد عن أهلى وأولادى خاصة أنه ليس مسموحا لى أن آخذ أولادى معى فقررت أن يكون سفرى شيئا يستحق التضحية فطلبت أن أذهب إلى معامل البروفيسير جان دوسيه، «العالم الفرنسى فى علم المناعة الحاصل على جائزة نوبل فى الطب عام 1980»، وتم إبلاغى بقبوله أن أذهب إليه وكنت سعيدة جدا بذلك، وعلى الرغم من أن السفر إلى فرنسا كان به صعوبة كبيرة لاغترابى عن المنصورة والسفر بمفردى وفراق أولادى إلا أنها كانت بالنسبة لى نافذة على العالم تعلمت منها الكثير فتعلمت العلم اليقين فالأبيض أبيض والأسود أسود وليس هناك مجال للرمادية وقدرت بنفسى أن أقوم بأشياء لم أكن أتصور أن أعملها فوجدت أنها بسيطة والسبب فى ذلك لوجود أستاذ قام بتعليمى ذلك وهناك معاونون لهذا الأستاذ جعلونى أجرب أن أعمل بنفسى وأعطونى الثقة فى العمل والحصول على نتائج، وكان المعمل بالنسبة لى بيتى الأول وليس الثانى لأنى لم أكن أحب العودة وترك معملي، فإلى جانب تعلم العلم والمناعة التى تخصصت فيها وكيفية إدارة المعمل وطلب الكيماويات وأنواعها والتعامل مع الأجهزة الحديثة والتعامل مع فرق عمل تعمل سويا فى تناغم وأن البروفسير هو القائد وكل يقوم بتنفيذ ما يطلبه ثم العودة إليه لتقييم النتائج للبدء فى عملية النشر العلمى وكنت حريصة ألا أضيع لحظة دون تعلم الجديد.

علمنى جون دوسيه كيف أكون أستاذة فى احتواء الطلاب فالأستاذ المعطاء الذى يعطيهم خلاصة تجاربه والأستاذ ليس فقط فى المعمل لدرجة أنه كان يدعونى إلى منزله كثيرا وخاصة فى المناسبات كعيد الأم خاصة وأنا بمفردى ليشعرنى أننى لست وحيدة خاصة وأننى بعيدة عن أسرتى فتعلمت الكثير من الدروس الحياتية من هذا الأستاذ العظيم، فالعظيم فى العلم يكون عظيما فى كل شيء، وتعلمت من فرنسا الثقافة بأنوعها وتعلمت الاستمتاع بكل شيء بأقل التكلفة.

كيف تعاملتى بعد رجوعك من فرنسا ولم يكن فى مصر معامل خاصة بالمناعة فى ذلك الوقت؟

بعد رجوعى من فرنسا عملت على تطبيق التقنيات التى تعلمتها فى معمل أستاذى جون دوسيه، ولكن المعامل فى كليات الطب لم يكن فيها هذا التخصص ولكن من حسن الحظ كان د.محمد غنيم رائد زراعة الكلى فى الشرق الأوسط افتتح مركز أمراض الكلى والمسالك البولية طلب منى أن أشارك فى عمل التحاليل الخاصة بتوافق الأنسجة للمرضى وللمتبرعين، فسعدت جدا عندما طلب منى عمل معمل بالشكل الذى رأيته فى فرنسا مع توفير كل الأجهزة والكيماويات والمستلزمات.

بدأت العمل وأنشأت أول معمل للمناعة الإكلينيكية وتصنيف الأنسجة فى جامعة المنصورة والذى يحدد مدى نجاح عملية نقل وزراعة الكلى وأشياء أخرى مثل وجود أجسام مضادة وكونت فريق عمل لأعطيه كل ما تعلمته وطالبت بإنشاء تخصص المناعة فى كلية الطب فاستطعت ذلك عام 1996 والذى أصبح ذا أهمية قصوى خاصة هذه الأيام.

وحرصت على عمل اتفاقية تعاون بين مركز أمراض الكلى ومستشفى سان لويس الفرنسية ووجود أستاذة فرنسيين فى المنصورة وإرسال باحثين مصريين إلى فرنسا، وكنت أسافر مرتين أو أكثر كل عام لمتابعة الجديد لأنهم لا يتوقفوا لأن العلم يتقدم جدا وكنت أتابع كل جديد وأنقله لمصر ومن هذا الجديد بنك الخلايا الجذعية من الحبل السري.

خلايا جذعية

- ما الذى يقوم به مركز أبحاث وبنك الخلايا الجذعية من الحبل السري الموجود بجامعة المنصورة؟

أثناء عملى فى فرنسا كنت أجدهم يأتون بـ«المشيمة» فى كيس فعندما سألتهم قالوا أنهم يجرون أبحاث على الخلايا الجذعية من الحبل السرى لأن فيها خلايا جذعية مدهشة تحمل الكثير.

بدأت أبحث فى هذا الموضوع خاصة وأنه لا يتوقف دورهم عن هذا الحد بل يقومون بحفظ الخلايا الجذعية بعد فصلها فى سائل النيتروجين ناقص 160 درجة تحت الصفر ما يحفظها لسنوات عديدة فوجدت أنه ما أكثر الولادات فى مصر، وتساءلت لماذا لا يكون لدينا هذه التقنية التى ستنقذ ملايين من المرضى بأمراض متعددة فحلمى أن أقوم بهذا المشروع فى مصر، وكتبت فكرة المشروع لأقنع به المسئولين وقدمت لصندوق العلوم والتكنولوجيا وتم قبوله وأخذت 10 ملايين جنيه من 10 سنوات وأسست أول بنك للخلايا الجذعية من الحبل السرى بنك عام وليس بنكا خاصا.

فالبنك العام سيأخذ من كل السيدات اللائي يلدن فى مستشفى المنصورة الجامعى ويعطى لكل المرضى بعد التأكد من خلوه من كل الفيروسات والمسببات المرضية أما البنك الخاص فيأخذ من الطفل المعين اللى أبويه بيخزنوا الخلايا الخاصة به ولا يُعطى إلا للطفل أو عائلته، فأنا مؤمنة بالعدالة الاجتماعية التى رأيتها فى فرنسا وكذلك مشروع التأمين الصحى فى مصر والذى أتمنى أن يطبق عندنا ويستفيد منه المواطن المصري.

فبنك الخلايا الجذعية فتح آفاقا جديدة ونعمل حاليا على تجارب سريرية للعلاج بالخلايا الجذعية بالطرق العلمية السليمة ومش هنجرب فى الناس، ويشترك معى عدد كبير من الباحثين من كليات مختلفة.

مناصب عديدة

تقلدت العديد من المناصب وحصلت على جوائز كثيرة محلية وعالمية.. ما الذى مثلته لك؟

تقلدت منصب وكيل كلية الطب للدراسات العليا والبحوث بجامعة المنصورة ثم عميد كلية الطب  فكنت أول امرأة تتقلد عمادة كلية الطب ولكن هناك دائما من يؤمن باختيار الأفضل وليس المألوف وكان لرئيس الجامعة فى ذلك الوقت الدكتور مجدى أبو ريان وبعد اختبارات وتصويت حصلت على منصب العميد وتوليت منصب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث ورئاسة المجلس الثقافى بالمنصورة.

وحصلت على جائزة الدولة التشجيعية وجائزة الحكومة الفرنسية فيريس جو فانيل من الرئيس الراحل جاك شيراك ووسام ضابط عظيم من فرانسوا آلان وتكريم من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولم أتوقف عن البحث العلمى لأنه هوايتي.

كيف ترين مستقبل البحث العلمى فى مصر؟

إذا نظرنا إلى عدد الباحثين وقدرتهم وكفاءتهم فنجده متميزا جدا لأن هناك باحثين كثرا فى مختلف الأعمال والخبرات فى مصر ولكن هذا لا يكفى لا بد أن يكون هناك منظمومة حرة للبحث العلمى بمعنى أن يكون الباحث ليس خائفا من الدخول فى نقطة جديدة ميطلعش نتيجة وبالتالى يلجأ إلى نقطة سبق دراستها حتى يأتى بنتيجة وهذا ما يحدث فى مصر فنحن نستهلك أنفسنا فى موضوعات قُتلت بحثا لأن الباحث ليس لديه حرية الانفاق على البحث العلمى فأنا أتمنى أن يكون هناك مظلة للمراكز البحثية فى الجامعات وغيرها بأن يكون للمراكز البحثية المتميزة تمويل خاص من الدولة مقابل أبحاث ونتائج بحيث أن يكون الباحث المتقدم لا يخاف عند حد معين ويتعثر.

ففى الخارج عند البدء فى مشروع بحثى يتم البدء فى التفكير وتطوير التقنيات وأقوم بطلب الكيماويات والمستلزمات فلست أنا المسئولة عن تدبير الموارد وأن من يقوم بالتدبير هو رئيس القسم مع إدارة المكان ساعتها يكون لدى حرية كاملة للإبداع وليس لدى سقف طالما أن الفكرة مقبولة علميا ما يشجع الطلبة على الإبداع والبدء فى نقاط جديدة حقيقية ولكن مقابل التمويل من الدولة لابد أن يكون هناك نتائج فالمركز فى الخارج الذى لا يقدم نتائج يُغلق.

ما رأيك فى التهاون فى الإجراءات الاحترازية فى التعامل مع فيروس كورونا؟

نحن شعب بطبعنا نقول لا قبل نعم فلو طلبت من مواطن فى الشارع أن يمشى على الرصيف تكون الإجابة لا على الرغم من أن الطلب بسيط ومنطقى، ولكن لا نقدر أن نترك أقدار البلاد بدون تنظيم وهذا واضح جدا فى الأماكن الرسمية والمحلات الكبرى هناك تدقيق على ارتداء الكمامة لكن نحن نحتاج إلى توعية أكثر فأنا أجد أن نسبة 50% هى الملتزمة بارتداء الكمامة وأنا لا أميل إلى الغرامات والعقاب ولكنى أميل إلى التوعية ليس بالمخاطر ولكن بحسنات ارتداء الكمامة التى تقيك وأولادك وعائلتك بالإقناع ويجب تكثيف التوجيه الصحى فى هذه الأيام للوقاية يارب من هذا الوباء ولا ندخل فى الموجة الثالثة.

لا يوجد علاج للمناعة.. ولكن هناك روشتة لتقوية الجهاز المناعي.. ما هى النصائح التى توجهينها للمواطنين للالتزام بها؟

أكرر هذه النصائح فى كل مكان وأنادى بها دائما وأولها الأكل المعتدل والبعد عن الأغذية المصنعة والمحفوظة وتناول كل ما هو طبيعى مثل الخضراوات والفواكه الطازجة أما الوجبات السريعة التى نترك أطفالنا فريسة لها خاصة أن كل طفل هذه الأيام لديه الموبايل الخاص به ويطلب به تلك الوجبات فأرجو من الأهالى أن يكونوا غير متهاونين فى هذا الموضوع وثانيا: النوم السليم الذى أمرنا به الله ويكون فى الظلام لأن الجسم يفرز مواد بيولوجية أولا تصلح ما فسد فى الصباح وبالنسبة للأطفال تعمل على نموهم أثناء الليل فيجب أن يكون النوم 8 ساعات أثناء الظلام وعدم استخدام الأدوية بدون استشارة الطبيب وأن نأخذ من المضادات الحيوية نصف قرص وعند التحسن نلقى بالباقى وأن نأخذ طول الوقت مسكنات ناهيك عن التدخين والمواد المخدرة، وشرب المياه بكمية كبيرة من 2 إلى 3 لتر يوميا ويجب الاهتمام بممارسة الرياضة، لأن فيها فوائد كثيرة وتأثيرها على المناعة سحرى وأخيرا البعد عن الضغط العصبى والقلق وأننا يجب أن نؤمن بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، والمناعة تتأثر جدا بالحالة النفسية وطالما أن الإنسان سعيد وراضٍ وعلاقته جيدة مع ربه وأسرته وزملائه يكون لديه مناعة عالية جدا.

اقرأ أيضا: حوار| العالمة النائبة فرحة الشناوي: تقدمت بطلب إحاطة للتحذير من الموجة الثالثة لكورونا

حوار| العالمة النائبة فرحة الشناوي: رفضت الطب في البداية لخوفي من التشريح

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة