التبرع بالدم لإنقاذ المصابين في حادث قطاري سوهاج
التبرع بالدم لإنقاذ المصابين في حادث قطاري سوهاج


مواقع التواصل الاجتماعى وسيط لتقديم الخدمات للمصابين

جدعنة وتكاتف المصريين الوجه الآخر للأزمات

وائل ثابت

الإثنين، 29 مارس 2021 - 07:43 م

طوابير‭ ‬للتبرع‭ ‬بالدم‭ ‬وتوصيل‭ ‬مجانى‭ ‬للمستشفيات‭ ‬ووجبات‭ ‬مجانية‭ ‬للمصابين‭.. ‬أستاذ‭ ‬اجتماع‭: ‬معدن‭ ‬المصريين‭ ‬يظهر‭ ‬فى‭ ‬الأزمات

حالة من الحزن سيطرت على الشارع المصرى خلال الأيام القليلة الماضية وذلك بعد عدد من الأزمات التى تمثلت فى حادث تصادم قطارى طهطا فى سوهاج، وحادث انهيار عقار جسر السويس، ليسطر المصريون خلال تلك الأزمات أسمى معانى التكاتف والتلاحم لمساعدة المصابين وتوفير المسكن والطعام لعائلاتهم والتسابق من أجل التبرع بالدم لإنقاذ المصابين.

وحرص رواد مواقع التواصل الاجتماعى على نشر صور تظهر حجم المساعدات التى قدمها المصريون وخاصة أهل مركز طهطا بمحافظة سوهاج والذين تسابقوا من أجل تقديم المساعدة والعون للمصابين فى حادث التصادم، فقد انتفض أهالى قرى طهطا منذ اللحظات الأولى للحادث من أجل المساعدة فى إخراج المصابين واستخدام الأدوات المتاحة لإزالة حطام التصادم وإنقاذ ركاب القطار قبل وصول المساعدات.

حيث أعلنت المستشفيات الخاصة استقبال حالات من المصابين فى الحادث مجانا، تتسابق المطاعم فى محافظة سوهاج على تقديم وجبات مجانية للمغتربين، بينما توجه البعض الآخر مباشرة إلى موقع الحادث وهو يحمل قطنا وأدوات طبية للمساعدة فى إسعاف المصابين، بينما توجه آخرون لتوزيع المياه على الأهالى ممن يشاركون فى المساعدة.

وفى ملحمة أخرى أعلن بنك الدم فى مستشفى سوهاج بامتلائه بعد تسابق أبناء الصعيد من المحافظة بالتبرع بالدم بعد مناشدات على مواقع التواصل الاجتماعى بحاجة المصابين إلى دم وطلب من الأهالى بسرعة التوجه والتبرع بالمستشفيات، وغيرها العديد من الصور التى قدمها أهالى مراكز طما وطهطا وسوهاج للمصابين منذ وقوع الحادث وحتى الآن، وهو ما يظهر التكاتف لأبناء الصعيد.

ولم تكن المرأة السوهاجية بعيدة عن المساهمة والمشاركة فى تقديم المساعدة خلال الحادث، فقد أعلن عدد من سيدات طهطا عن استعدادهم لاستقبال السيدات من أهالى المصابين الذين يتلقون الرعاية الطبية فى المستشفى إلى المبيت فى بيوتهم بعد إعدادها وتجهيزها لاستقبالهن، كما قام عدد آخر من الأهالى بتجهيز مسجد المستشفى بالمراتب والمستلزمات الكافية لاستقبال أهالى المصابين والمبيت.

بينما تسابق سائقو التاكسى بالمحافظة لتوصيل المصابين إلى المستشفيات ثم المساهمة فى توصيل الأهالى إلى المستشفيات للتبرع بالدم من أجل إنقاذ المصابين، بينما انتشرت صور لتبرع المواطنين بالدماء وهم على "الرصيف" بعد امتلاء المستشفى بالكامل وكذلك الطرقات ليصل طابور المتبرعين إلى رصيف المستشفى، فى ملحمة أظهرت المعدن الأصلى للمصريين وقت الأزمات والتكاتف بين جميع أطياف الشعب بدون تمييز بين شخص وآخر من أجل الإسراع فى تقديم المساعدة.

لم يختلف الأمر كثيرا فى جسر السويس فقد تسابق الأهالى فى المساعدة فى استخراج المحتجزين تحت الأنقاض وكذلك استقبال الناجين من حادث انهيار العقار فى منازلهم وتوفير المياه والأكل وغيرها من المستلزمات للأهالى والمشاركين فى عملية إزالة الأنقاض.

ومن جانبها قالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع، إن الشعب المصرى قادر دائمًا على مواجهة الأزمات، هذا ما ظهر بالفعل خلال الثورات التى شهدتها مصر خلال الفترة الماضية.. ويعرف عن المصريين دائمًا صفة «الجدعنة» حتى أننا نرى فى كل تصرفات الشعب المصرى أنها نابعة من الفطرة والجينات التى تأصلت فيه منذ الحضارة الفرعونية، ويظهر كل ذلك فى عدة مواقف ولاسيما الأحداث الأخيرة من حادث القطارين، الذى برز فيه المصريون صفة الجدعنة والشهامة.

وأضافت أن جدعنة المصرى تظهر بشكل كبير فى الأزمات، وذلك لما يملكه من قدرة على استشعار الخطر، كما أن تاريخ مصر مر بالعديد من الأزمات الاقتصادية، النفسية والاجتماعية وهذا ما ساعد المصرى على أن تتشكل لديه القدرة على مواجهة الأزمة واستجماع قوته للتصدى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة