الإثنين، 29 مارس 2021 - 08:27 م

تكريمات واستقبال وإشادات دون أى إجراءات حقيقية لرعاية موهبته، هذا هو ملخص قصة الطفل العبقرى فى الرياضيات محمود أشرف عطية، ابن قرية كوم الضبع مركز نقادة محافظة قنا، طفل عمرة الآن 9 سنوات يدرس فى الصف الثالث الابتدائى، موهبة فذة فى الحسابات والرياضيات تنبئ بمستقبل عظيم بإذن الله، يفتقد للتربة الخصبة والرعاية المناسبة لتنمية قدراته.

والد الطفل محمود، لاحظ منذ كان عمر ابنه 3 سنوات، ظهور موهبة كبيرة فى إجراء العمليات الحسابية، وأى شئ له علاقة بالرياضيات، وبعقل الأب البسيط توهم أن ابنه مريض فأرسله مع والدته إلى طبيب مخ وأعصاب الذى بدوره أكد عدم مرضه بأى شئ وكانت نقطة البداية لانتباه الوالدين أن ابنهما يمتلك موهبة غير عادية.

ورغم أن كثيرا من الأطفال فى هذه السن المبكرة يكره الرياضيات ومصطلحاتها، نمت لدى محمود عشق العمليات الحسابية والنظريات المعقدة، ويستطيع حل المسائل الحسابية فى أقل من ثوان معدودة وأسرع من الآلة الحاسبة سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.

العمر العقلى للطفل محمود يؤكد كثيرون أنه يتخطى سنه بمراحل كثيرة، ولو وجد الاهتمام والرعاية المناسبة يمكن أن يكون "مصطفى مشرفة" الجديد.

وبسبب عشقة للرياضيات تمكن الطفل محمود من حفظ جدول الضرب فى عمر الثالثة، وبدأ بعدها الأب رحلة إيجاد تدريب جيد لابنه من خلال ورشة الطفل المبدع التابعة لقسم الموهوبين والتعلم الذكى بنقادة، ومن خلال والدته معلمة رياض الأطفال فى سن الخامسة.

ثم بدأت المعاناة بعد ذلك كما يقول الأب، توجهت مع ابنى وهو فى عمر السادسة إلى رئيس جامعة جنوب الوادى فى ذلك الوقت الأستاذ الدكتور عباس محمد منصور الذى قابل الطفل العبقرى وأشاد به وأوصى بخطاب رسمى بعمل برنامج إثرائى داخل كلية التربية بقنا يمنح الطفل محمود دراسة الرياضيات البحتة، وبعد مقابله عدد من أساتذة فى كلية العلوم أشادوا وانبهروا بعقلية الطفل ونصحونا أن ينضم لبرامج تعليم غير تقليدية لأن ذكاء محمود يتخطى مناهج الكلية.

ثم طلبت الجامعة منا عمل مقياس ذكاء،وكانت نتيجته ١٣٢من ١٤٠من دون تدريب وهذه نسبة غير عادية لطفل فى سن السادسة على مستوى العالم كما قالوا لنا.

وأضاف الأب أن الدكتور يوسف أحمد غرباوى رئيس الجامعة الحالى أعطاه خطابا رسميا لكلية العلوم بقنا بدراسة محمود مستويات أعلى فى الفيزياء والرياضيات، ومحمود فى هذه السن الصغيرة ابتكر 3 طرق جديدة للضرب وابتكر أسلوبا جديدا مبنيا على نظرية فريدتش جاوس عالم الرياضيات، ثم فوجئنا بتصرفات غريبة من جامعة جنوب الوادى بمنع محمود من الدراسة.

وأشار إلى أنه توجه بعد ذلك إلى جامعة القاهرة كلية العلوم قسم الرياضيات من خلال تواصل وتوصية من أكاديمية البحث العلمى، لعمل برنامج خاص للطفل العبقرى وذهبنا عدة مرات إلى جامعة القاهرة وفعلا استفاد الطفل العبقرى كثيرا من خلال تدريس أساتذة الرياضيات بجامعة القاهرة وتوقف البرنامج بدون ابداء أى أسباب، ومازال يبحث عن رعاية موهبة ابنه الفذة.

وأكد والد الطفل العبقرى محمود أشرف أنه على مدار السنوات السابقة تم تكريم ابنه من عدة جهات حكومية وغير حكومية، ومنها تكريم ابنه فى مهرجان القاهرة الدولى للابتكار 2019وحصوله على الميدالية الذهبية فى الرياضيات تسلمها من د. محمود صقر، وحصوله على المركز الأول فى الرياضيات على مستوى الجمهورية فى مهرجان الطفل المبدع الثالث، إلا أن كل الإشادات والتكريم لم تتحول لواقع ينمى قدرات ابنه ويخشى أن تندثر مواهبه بسبب الإهمال.