جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

كانوا كما عهدناهم على قدر المسئولية

جلال عارف

الثلاثاء، 30 مارس 2021 - 06:42 م

بقدر ما كان استردادنا لقناة السويس قبل خمسة وستين عاما استعادة لحق مسلوب، وثأرا لآلاف الشهداء من الذين حفروا القناة، وانتصارا للإرادة الوطنية وهى تنهى ظلما تاريخيا استمر لعقود. فإنه كان أيضا تحديا كبيرا لقدرة المصريين على مواجهة الصعاب وعلى إظهار أفضل ما لديهم عندما يستدعيهم الوطن لمعارك المصير.
ومنذ اليوم الأول لاستعادة القناة بقرار التأميم فى عام ١٩٥٦ وحتى اليوم، لم تتوقف التحديات، ولم تتوقف إرادة المصريين عن حسم الامور والانتصار للوطن. منذ اليوم الأول راهن الاعداء على أننا لن نستطيع إدارة القناة، فكانت إدارتنا على مدى خمسة وستين عاما نموذجا يحتذيه العالم. وحين واجهنا بعد أسابيع فقط من استعادة القناة مؤامرة سحب المرشدين الأجانب على أمل أن تتوقف الملاحة، كان الأداء الاسطورى لرجالنا كفيلا بهزيمة المتآمرين مع انتظام الملاحة فى القناة على خير وجه فى يوم أصبح عيدا للمرشدين الأبطال نردد فيه معهم : محلاك يا مصرى وإنت ع الدفة!
واليوم.. نحن نحتفل بالأداء المصرى الرائع فى أزمة السفينة الجانحة «إيڤرجرين» فإننا نعتز بأن رجالنا كانوا على قدر المسئولية وأنهم انتصروا على كل العقبات بإرادة وطنية صلبة، وبخبرة السنين التى قدموا فيها على الدوام نموذجا فى الإدارة الناجحة التى استحقت تقدير العالم وإطمئنانه على أن هذا المرفق العالمى فى يد مصرية أمينة وحريصة على مصالح العالم بقدر حرصها على إعلاء الارادة الوطنية التى تفرض على الدوام أن يكون القرار مصريا، وأن يتم الانجاز بأيدى المصريين القادرين ـ فى أصعب الظروف ـ على تقديم الأفضل وتحقيق ما يبدو صعبا أو مستحيلا!
>> وتظل قناة السويس عنوانا مصريا خالصا يقدم للعالم الممر المائى الأهم والأكثر أمانا، ويقدم لنا النموذج الأفضل فى تحمل المسئولية وفى الإدارة الناجحة التى استطاعت ـ على مدى السنين ـ أن تتجاوز كل الازمات وأن تحافظ على مكانة هذا المرفق العالمى، وأن تتجاوز كل التحديات بسواعد المصريين وبإرادة وطنية تعرف جيدا ماذا تمثل القناة لمصر وماذا ينتظر العالم منها.
من حقنا أن نحتفى بالإنجاز الذى حققه أبناؤنا وبعودة الملاحة فى القناة إلى حالتها الطبيعية، ومن واجبنا أن نقدم كل الشكر لمن ساهموا فى هذا الانجاز الذى يقدره العالم كله، وربما تكون هذه فرصة لنجد الاجابة عن سؤال مطروح منذ ستين سنة: لماذا لا ينتقل هذا المستوى من الاداء إلى مؤسسات عديدة ومرافق هامة سيكون حالها أفضل كثيرا بالتأكيد لو تأملت فى درس أزمة السفينة الجانحة فى قناة السويس، واستوعبت كيف تجاوزنا الأزمة وهزمنا كل التحديات، بأيدينا، وبإرادتنا، وبأداء استحق تقدير العالم كله.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة