رجال هيئة قناة السويس يحتفلون بإعادة تعويم السفينة الجانحة
رجال هيئة قناة السويس يحتفلون بإعادة تعويم السفينة الجانحة


رجال «المهمة المستحيلة»

فخورون بنجاحنا في تعويم السفينة بسواعد مصرية خالصة

حسام صالح

الثلاثاء، 30 مارس 2021 - 08:46 م

كانت‭ ‬عملية‭ ‬إنقاذ‭ ‬صعبة‭ ‬ونادرة 

تسابق‭ ‬الجميع‭ ‬لتحقيق‭ ‬المعجزة

المشهد  كان شديد الصعوبة

 ملحمة وطنية بكل المقاييس قدمها رجال هيئة قناة السويس خلال مراحل تعويم السفينة الجانحة.. ضربوا أروع المثل فى التفانى والإخلاص.. ولا نبالغ إذا قلنا أن هؤلاء الرجال سهروا الليالى حتى حانت لحظة تحرك السفينة وسمعوا صافرات القاطرات تدوى فى المجرى الملاحى فرحة بالتعويم.

الربان إيهاب مرسى، هو أحد الأبطال المشاركين فى الملحمة، قبطان قاطرة "ريد سى بريجون" وكان دوره والمساعدين وطاقم البحارة سحب مؤخر السفينة الجانحة لاتجاه الجنوب، وازاحتها بالتزامن مع عمل كراكة الحفر، لفتح مجال لتعويم ناقلة الحاويات العملاقة البالغ طولها 400 متراً، وكانت تلك العملية بالاشتراك مع القاطرة  "كابوجو" التى شاركت بالسحب فى نفس التوقيت.

يوضح القبطان إيهاب أنه بدأ العمل فى اليوم الأول، ويصف المشهد بأنه كان شديد الصعوبة، والحادث نادر الحدوث بهذا الشكل مؤكداً أنه يعمل فى المجال البحرى قائدا للقطع البحرية وشارك فى مئات عمليات إنقاذ وتعويم سفن مختلفة الأطوال والحمولات فى البحر بمواقف وحوادث صعبة للغاية، لكنه لم ير حادث مثل هذه الواقعة خلال مسيرة عمله.

وأضاف أن مناورة السفينة والتفافها بعرض المجرى الملاحى هو الأمر الأصعب، إذ استقرت السفينة على جانبى تكسيات القناة، واحتاج الأمر إلى مجهود شاق للحفر وسحب الرمال من أسفل السفينة حتى تعويمها مرة أخرى.

وأشار ابن محافظة الإسكندرية، المقيم بسموحة، إلى أنه قضى 34 عامًا فى ذلك المجال عمل فيها داخل وخارج مصر، وإنه فخور بعمله فى المهمة الأصعب، والتى أدارها رجال هيئة قناة السويس بما لديهم من علم وخبرات مكتسبة متراكمة بحكمة وهدوء، بحسابات دقيقة نتج عنها خروج السفينة دون أى خسائر فى حمولتها أو بدنها.

وأوضح أنه بعد انتهاء مهمته فى الأيام الأولى، غادرت قاطرته الموقع وحلت مكانها القاطرة "ماريدايف 703"، ويوضح أنه جرى الاستعانة بعدة قاطرات مختلفة القوة، وذلك تنفيذا لخطة عمل اعتمدت على تحريك السفينة بهدوء واستخدام قدر معين من القوة حتى لا تتأثر حمولتها البالغة أكثر من 18 ألف حاوية، يصل ارتفاعها لأكثر من 50 مترًا.

وأكد أن هيئة قناة السويس لديها مقومات بشرية تتمتع بخبرة مكتسبة، فهم من أعاد⊇الحركة للقناة عام 1974 ورفعوا السفن الغارقة والدبابات والطائرات التى كانت تغلق القناة بالكامل من المدخلين الشمالى والجنوبى، وهم الذين نفذوا مشروع تطوير القناة ولديهم خبرة وعلم وامكانيات ومعدات قادرة على تخطى تلك المواقف بنجاح.

من بين الأبطال المشاركين أيضا فريق القاطرة البحرية "سلام 9" بقوة شد 70 طنًا كانوا من أول القطع البحرية التى جرى توجيهها لموقع جنوح السفينة فى القطاع الجنوبى للقناة.

وأشار مؤمن أحمد عبده، بحرى على القاطرة إلى أن دورهم كان دفع مقدم السفينة من الجهة اليمنى، لتحريكها بقدر معين، بينما كانت الكراكات تجرى سحب الرمال من القناة، وكان الهدف من تزامن العمل إحداث خلخلة للتربة وتسهيل أعمال الحفر وإزاحة المقدم وقوس السفينة.

وأضاف أن مهمتهم كانت تدار بهدوء وتركيز، وعملية الدفع وفق قدرة معينة، لتحقيق الغرض المطلوب منها دون حدوث أى عقبات غير محموده، وقاد تلك العملية الربان على جاد الله، بينما ضم فريق القاطرة البحارة حسين على وعلاء رجب وأحمد جمال ومعتز عامر، وقضوا ساعات اليوم الأول كله فى تلك العملية.

وتابع البحار على متن القاطرة، أنهم فى اليوم الثانى لعملية التعويم غادروا، حل مكانهم فريق أخر واصل المهمة بنجاح، وهو فخور بمشاركته فى تلك الملحمة رغم صغر سنه، وسيحكي لأبنائه عما فعله رجال هيئة قناة السويس فى 6 ايام كانت الأكثر ثقلا وتأثيرا على حركة الملاحة فى العالم كله. 

وأكد أن سر نجاح تلك الملحمة وتنفيذها فى زمن قياسى دون اللجوء إلى تخفيف حمولة السفينة، وراءه حب رجال الهيئة للعمل وتفانيهم فى تنفيذ المهمة دون كلل، والعمل كفريق واحد سواء المتواجدون فى جهة الشمال أو جهة الجنوب، وتسابق كل قبطان بحرى وفنى والحرص على التواجد فى منطقة العمليات والمشاركة فى تلك الملحمة.

وأبلغ رد على من يقلل من تلك الملحمة ويبخس حق الرجال، هو أن يرى كيف تأثر العالم بغلق القناة، وكيف أدرك المواطنون فى دول العالم المختلفة قيمة القناة، أن توقفها سيؤثر عليهم أيا كان موقعهم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة