مهرجان الأقصر السينمائي الدولي
مهرجان الأقصر السينمائي الدولي


نجاح كبير للدورة الـ 10..

اليوم .. «الأقصر» تودع ضيوف مهرجانها بـ«الابتسامات والهدايا»

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 31 مارس 2021 - 01:30 ص

سينما السودان سفير فوق العادة.. والجوائز حائرة بين الأشقاء
المهرجان يرد الجميل لصناع  سنوات من الإبداع

كتب : محمد الشماع

تختتم اليوم فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الأقصر السينمائي الدولي، والذي شهد عدداً كبيراً ومهماً من الأحداث، ومنها على سبيل المثال إعلان صناع السينما الأفارقة عن تشكيل أول كيان يضم 30 من المهرجات السينمائية الأفريقية، التي تقام داخل بلدان القارة وخارجها. وهو الكيان الذي سيحمل اسم «جمعية المهرجانات الأفريقية» ويضم كل مهرجانات القارة في شبكة واحدة، تتولي خلق دوائر لتطوير الأفلام الأفريقية والترويج لها أفريقيًا وعالميًا، إضافة إلى تألق وحضور كبير من الفنانين المصريين، وعلى رأسهم سمير صبري ونادية الجندي ومحمود حميدة وغيرهم، إضافة إلى عرض عدد كبير من الأفلام الجميلة، إذ تألقت السينما السودانية باعتبارها ضيف شرف المهرجان. وأقام المهرجان من بين فعالياته احتفالًا لتكريم السينما السودانية ضيف الشرف لدورته العاشرة، كما تم تكريم الشخصيات الداعمة له منذ دورته الأولي وحتي العاشرة وشاركت نجمة الجماهير النجمة نادية الجندي في تكريم تلك الشخصيات الداعمة ومنهم الممثل  محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان واللواء طارق علام عضو اللجنة العليا للمهرحان والناقد الكبير مجدي الطيب، وأيضًا الراعي والشريك الدائم للمهرجان منذ بداية الدورة الثانية وحتى اليوم والذي يتبني برنامج تنمية الموهوبين في المجتمع المحلي من خلال خمس ورش فنية تقدم خمسة دروس سينمائية، وهم البنك الأهلي المصري والذي تسلم التكريم نيابة عنهم الأستاذ مروان عاطف.


كما تم تكريم أسماء الراحلين الذين دعموا المهرجان منذ بدايته ومنهم الناقد الكبير سمير فريد والناقد فاروق عبد الخالق، والنجم الكبير محمود عبد العزيز والنجم خالد صالح، كما قدم المهرجان تقديره الخاص للناقد والإعلامي الراحل يوسف شريف رزق الله، والخبير السياحي محمد عثمان، وكان من بين المكرمين أيضًا الفنان الأمريكي من أصل أفريقي والذي اهتم بقضايا بلاده في هايتي جيمي جون لوي.


وكان المهرجان قد أعلن سابقًا عن تكريم كل من وزير الثقافة السابق الدكتور عماد أبوغازي، والمنتج الدكتور محمد العدل، والمخرج مسعد فوده نقيب المهن السينمائية، والدكتور عزت سعد محافظ الأقصر الذين تعذر حضورهم نظرًا لاحتياطاتهم الاحترازية الشديدة ضد فيروس الكورونا.
وقدم المهرجان الشكر للدكتورة هدى يسى وهي أحد أبناء الأقصر والتي قررت إهداء دروع المستثمرات العرب لمؤسسي مهرجان الأقصر الذين قاموا أيضًا بتكريمها وإهدائها  درع المهرجان في دورته العاشرة.

وفي نهاية الحفل الذي أحياه فرقة الدرب الأحمر، وقدموا مجموعة من المعزوفات والموسيقى المشهورة، تم الإعلان عن ولادة كيان جديد من شأنه أن ينهض بمهرجانات السينما الأفريقية في دول أفريقيا جميعًا والعالم أيضًا، حيث أعلن عن تأسيس جمعية المهرجانات الأفريقية، وهو أول كيان يضم 30 مهرجانًا سينمائيًا أفريقيًا يتم من خلاله خلق دوائر لتطوير الأفلام الأفريقية والترويج لها في أفريقيا والعالم، بالإضافة لبناء وإيجاد مبادرات تمويلية للمهرجانات السينمائية الأفريقية من خلال إنشاء مجموعة اتصال واحدة تتولى الحديث بإسم صناعة السينما في أفريقيا، وقام المخرج النيجيري مايكل بريش نائب رئيس الجمعية بالإعلان عن انتخاب المخرجة عزه الحسيني رئيسًا لها وذلك بعد تقديمه التحية لمهرجان الأقصر على إصراره إقامة الدورة العاشرة رغم كل الصعاب التي تواجههم نظرًالظروف منع وإغلاق المطارات بعد انتشار جائحة الكورونا وتأثيرها على الصناعة وإقامة المهرجانات.
مصر وموريتانيا ومدغشقر تتنافس على الجوائز


وتوزع في حفل الاختتام جوائز المسابقات، ويعتبر فيلم «دوجا.. نابشي الموتى» للمخرجين عبد الله داو، وإيريك لينجاني، من بوركينا فاسو، من بين الأفلام التي نالت إعجاب المشاهدين، حيث تتمحور أحداثه حول مجتمع بوركينا فاسو المعاصر، حيث الجميع يعيشون في حالة مثل دوجا أو النسور، وهي الطيور التي تعيش على الحيوانات النافقة، وبينما يعيش الجميع بمختلف معتقداتهم في قوقعته الخاصة، يرفض الفيلم تلك الطائفية الدينية.

إضافة إلى فيلم «زنقة كونطاكت «، للمخرج المغربي، إسماعيل العراقي، ويكشف الفيلم تفاصيل فردوس رومانسي، ورحلة مليئة بالأحداث لعازف سابق لموسيقي الروك، وفتاة ليل ذات صوت ذهبي، في مدينة كازابلانكا، ويحاول الرجل الإقلاع عن تعاطي الهيرويين، بينما تحاول الفتاة الهروب من حياة الشارع، ولا يجدان أمامهما مخرجًا سوي الموسيقي، ويقلب حبهما المغرب رأسًا على عقب، لتظهر البلاد بصورة غير معروفة.

أما في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فتنحصر المنافسة بين فيلم «الخطاب» من إخراج مايا ليكو، وكريستوفر كينج، من كينيا، وتنطلق أحداث الفيلم عندما تُتهم جدة كاريسا بممارسة السحر، ويتضح له أن خطاب التهديد الذي تلقته جدته قد جاء من أحد أفراد عائلته، وكيف أن الاتهامات ناتجة عن مزيج من الخرافات والدوافع الاقتصادية، وأن الجدة ليست الوحيدة المستهدفة، فالمئات من كبار السن، يوصفون بالسحرة كوسيلة لسرقة أراضيهم، والفيلم الجزائري «لا تحكوا لنا المزيد من القصص» من إخراج كارول فيليو موحالى، وفرحات موحالى، وتدور أحداث الفيلم حول امرأة فرنسية، ورجل جزائري، وكيف عصفت الحرب الجزائرية بطفولتهم كلها، وأحدهما صحفي، وله ذكريات مؤلمة عن رحيل قسري من البلاد.

وبخصوص مسابقة الأفلام القصيرة، يتنافس فيلم «600» للمخرج محمد صلاح من مصر على الجائزة الرسمية، وتدور قصة الفيلم حول نور الذي يقرر السفر بدراجته من القاهرة إلي مدينة سفاجا المطلة علي شواطي البحر الأحمر، لإيصال رسالة من جده المتوفي لشقيقه بعد فراقهما بسنوات. وفي ذات المسابقة يعتبر فيلم «المداد الأخير» للمخرج المغربي، يزيد القادري، منافساً فوق العادة، وتبدأ قصة الفيلم حين يتسلم إبراهيم ، الذي يعمل خطاطًا ويمتلك محلًا لنقش شواهد القبور، ورقة من رجل غريب تحتوي على اسم خاص بشخص متوفي لكنه يحمل اسمًا مطابقًا لاسمه. إضافة إلى فيلم «شفت مسائي» للمخرج كريم شعبان، من مصر، وتدور قصة الفيلم حول زين موظف خدمة العملاء الذي يجهز نفسه لمقاومة النعاس نظرًا لرتابة المناوبة الليلية في عمله، لكن مكالمة العميل أكرم قد تتكفل بحرمانه من النوم لشهور، وفيلم «هه رقصتي فاسمعوا» للمخرجة السودانية علياء سر الختم، وتدور قصة الفيلم حول أصم ذو 9 سنوات، يحاول التكيف مع مدرسته الجديدة. الناقد خالد عاشور قال عن هذه الأفلام «تنوع الأفلام وجودتها كان مفاجأة، الفيلم السودانى مسني جدًا، وجديد من نوعه، حيث لا كلمة نطقت طوال مدة الفيلم 15 دقيقة لأنه يتكلم عن عالم الصم والبكم، على الأخص الأطفال، ورغم أنه فيلم بدون أي كلمة، لكن الكادرات هي التي تتكلم، والموسيقى. والأحداث رشيقة والأطفال لا يقومون بالتمثيل، هم على طبيعتهم، فيلم إنسانى مهم وإخراج متميز للمخرجة علياء سر الختم». أما فيلم «600 كيلو» فقال عاشور «الفيلم مدته 17 دقيقة بيحكى رحلة البطل يوسف عثمان التى تتناص مع تجربة للمخرج ذاته، يقابل في طريق سفره سائق تريلة (فنطاس) بترول، يتم التعارف سريعًا بين سائق فنطاس البترول النجم طارق عبدالعزيز وبين سائق الدراجة يوسف عثمان»، مضيفاً «طارق عبد العزيز أبدع في دور السائق، فالمشاهد أمام سائق حقيقي بشحمه ولحمه، والحوار كطلقات الرصاص، والمخرج له كدرات متميزة لأنه كان مدير التصوير والمخرج في ذات الوقت». ويقول خالد عاشور عن فيلم «شفت مسائي» إنه يحكي قصة شاب يعمل في شركة إنترنت، بالتحديد في خدمة العملاء، «الفيلم بيشفي غليل كل اللي يشوفه واتعذب مع شركات الإنترنت وموضوع اقفل الراوتر وشغله وأعمل ريستارت، والوقت إللي بيستفزونا بيه في الانتظار والموسيقى والأغانى السخيفة إللي بيسمعوهالنا إجباري وكمية التنمر التي يتعرض لها الشباب الذي يرد على خدمة العملاء.. الشباب إللي بنقول عليه حافظ مش فاهم وواقف في وش المدفع وللأسف الشركة هي المسؤولة عن التخلف وسوء الخدمة..  شاب يتصل به عميل (الفنان القدير أحمد كمال).. وكان أسطوري في أدائه.. يلعب بعقلك في الفيلم بصوته.. العميل إللى جاب آخره زينا كلنا لما بنقع فريسة لخدمات الإنترنت في مصر.. مباراة كرة تنس في الأداء بين الفنان أحمد كمال والممثل الشاب.. بتنتهي بمفاجأة بيفجرها أحمد كمال تجبرك على الانحناء له وللبطل.. مين فيهم هايكون الكرة ومين فيهم المضرب.. ده إللي مش هاحرقه لأنه بجد فيلم روعة.. وبدون تحيز لكونى ناقد أتابع الأفلام كلها لكن الفيلمين دول بالذات 600 كيلو وشفت مسائي يستحقوا التكريم والجوائز».
 

سمير ونادية .. أهم الندوات

وتعتبر ندوة تكريم سمير صبري من بين الندوات المهمة والناجحة في المهرجان وأعرب الفنان سمير صبري في البداية، عن سعادته بوجوده وتكريمه في مهرجان الأقصر، مشيرًا إلى أن المرة الأولى التي حضر فيها المهرجان كانت خلال مشاركة فيلم بتوقيت القاهرة في عام 2015، وهو آخر فيلم لصديقه الفنان الراحل نور الشريف، كما حضر دورة أخرى كان فيها تكريم الراحل جميل راتب، مؤكدًا أن مهرجان الأقصر مهم جدًا للسينما الأفريقية، وأنه شهد ميلاد وتطور المهرجان على مدار السنوات الماضية.

وأوضح سمير صبري، أنه اقترح أن يقام خلال المهرجان أسبوع لتسويق الفيلم المصري في أفريقيا، ولقى اقتراحه قبولا لدى رئيس ومدير المهرجان. وأكد سمير صبري أن السينما الأفريقية مهمة جدًا، معربًا عن سعادته بتكريمه من المهرجان في دورته العاشرة، وأن هناك من يذكره بالتكريم وشعر أن مشواره الفني والإعلامي لم يذهب هباءً.

وقال الفنان محمود حميدة «أشاهد أفلام سمير صبري منذ زمن بعيد، وقد أضاف لنشاطه التمثيلي عنصري الغناء والإعلام، وكنت أتابعه وهو يتحدث في محافل عامة أو ندوات وغيرها، فأراه لا يصدر إلا البهجة، ومن المعروف عنه أنه تاريخ السينما والغناء العربي وغير العربي، فهو يملك ثقافة واسعة جدًا، أما على المستوى الشخصي فقد جعل حياتي مليئة بالبهجة والتفاؤل.

وعن فكرة اتجاهه للإنتاج السينمائي، قال سمير صبري «كنت أتمنى أن أمارس اختيار الموضوع ومكان التصوير وفريق العمل، كنت معجبًا بالمنتج والمخرج أنور وجدي بأفلامه، وحاولت أن أقدم مثله في أفلام جمع فيها عددًا كبيرًا من النجوم، ففكرت أن أنتج أفلامًا حتى اختار لوكيشن جديد. فالمنتج العادي يخاف أن يخوض ذلك، وفعلت ذلك في فيلم جحيم تحت الماء». وعن عدم حصوله على أجر مقابل تقديم برنامج في الإذاعة، قال «الإذاعة صاحبة الفضل عليا، علمتني الكلام وكل شئ في الدنيا، فمن حقها في هذه الظروف الحالية أنا لا اتقاضى منها أجرًا، أقدم برنامج منذ 5 سنوات على إذاعة الأغاني أحاول فيه أن أقدم تاريخ الفن، وسعيد جدًا بالعمل في الإذاعة بدون أجر».

كما تعتبر ندوة تكريم نادية الجندي هي الأخرى من أهم الندوات، وبحضور سيد فؤاد رئيس المهرجان، والنجم محمود حميدة، والمخرج مجدي أحمد علي. وبدأت الفنانة الكبيرة حديثها قائلة: «أشكر المهرجان على تكريمي وأعتز جدًا بهذا التكريم، وأتمنى لهم التوفيق، ولأي مهرجان يضيف للصناعة، ويبين أن مصر لها ثقافة وحضارة وفن وعشان كدة قررت أجي وأدعم المهرجان خاصة أنه يدعم علاقتنا بالدول الأفريقية وأنا أفخر بالمهرجان وهو فخر لبلدنا».
وتابعت «هناك محطات كثيرة في مشواري فالصعود والنجاح في الفن يأتي بسبب حب الفن، ولو ماحبتش الفن عمره ماهيحبك وهذه معادلة صعبة، والفن مابيحبش شريك، وأنا ضحيت من أجل الفن لكن الفن أعطاني الكثير ولست نادمة على حرماني من بعض الأمور في حياتي الشخصية؛ لأن حب الجمهور عوضني عن الكثير». وأضافت «بدأت حياتي بأدوار مملة ودمها تقيل لكنها خدمتني في الفن ومنحتني خبرة استطعت من خلالها الوقوف أمام الكاميرا، خاصة أنني بدأت الفن وأنا في عمر 13 عامًا وعلى مدار 10 سنوات كان لدى طموح أن أحقق في الفن ما أتمناه، ولم أيأس بعد الفترة التي سافر فيها نجوم مصر للعمل في لبنان، وأثر هذا على سماعة السينما، وقمت بافتتاح بوتيك أزياء وأنا أنتظر الفرصة التي أتمناها ومؤمنة أنها ستأتي لأنني طيلة الوقت كان الفن هو كل تفكيري». واستكملت «عرض علي دور صغير في فيلم ميرامار، وقال لي المخرج كمال الشيخ اضربي شادية فلم أوافق، فقال لي لابد أن يظهر المشهد وكأنك تفترسيها ودخلت افترستها بالفعل، حتى أن أظافري تركت علامات في جسدها، فتأسفت لها وأخبرتها أن المخرج طلب مني هذا، وبسبب نجاحي في الدور سأل عني الأديب العالمي نجيب محفوظ ولفت نظر الجمهور والنقاد حينها، خاصة أن الأمر جاء بالتزامن مع عرض مسلسل الدوامة». وأشارت إلى أنها قررت عدم قبول أدوار صغيرة بعدها، وكانت تود اقتحام مجال الإنتاج فأخبرني المنتج جمال الليثي أن لديه فيلم استعراضي، وفرحت جدًا أنه أعطاني بمبة كشر، لأن به كل الإمكانيات التي تظهر نجمة واستطيع من خلاله إخراج كل الطاقة كممثلة ودفعت وقتها 1500 جنيه. وأضافت «شكك البعض في نجاحي وقالوا أنني نجحت لأن الفيلم استعراضي وبه رقصات فقررت أتحدى وأمثل فيلم شوق وظهرت طوال الفيلم بجلابية، بعدها أنتجت فيلم ليالي ياسمين، وتعبت من الإنتاج لأنه يحتاج للكثير والكثير من التركيز».

وكشفت أنها تزوجت محمد مختار وقرر أن ينتج لها، وكانت البداية مع فيلم الباطنية ورغم صعوبة الموضوع لكنه كان متحمسًا وبدأ في انتاج العمل، وجاء الباطنية ليدعم نجاحها، حتى أن الجمهور كان يأتي من الأقاليم لمشاهدة الفيلم وكان الأمن المركزي ينزل الشوارع وقتها. وعن لقب نجمة الجماهير، قالت: «اللقب الناس أطلقته ولم أمنح نفسي اللقب، وجمهوري وأعمالي ونجاحي في شباك التذاكر منحني اللقب».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة