قصر ثقافة المحلة
قصر ثقافة المحلة


أطلال قصور الثقافة| 34 موقعا ثقافيا بالغربية ضربها الإهمال وقلة الدعم

فوزي دهب

الأربعاء، 31 مارس 2021 - 10:07 ص

◄ قصر ثقافة المحلة الكبرى آيل للسقوط

◄ قضية لإخلاء قصر ثقافة طنطا

انطلقت فكرة قصور الثقافة قبل قرن من الزمان في مصر ومن بينها محافظة الغربية، في خطوة هامة لتنوير المجتمع وقد كان حيث خرج آلاف المبدعين منها الذي أثروا الحياة الأدبية والفنية، إلا أن اليوم حالها لا يسر.

وقد مرت قصور الثقافة بعدة مراحل حتى صدر القرار الجمهوري رقم 63 لسنة 1989م لتتحول إلى هيئة عامة ذات طبيعة خاصة وأصبح اسمها الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد أن كانت تسمى الثقافة الجماهيرية وتتبع وزارة الثقافة.

في السنوات الأخيرة تمكن الإهمال من اقتحام الكثير من المواقع الثقافية لأسباب أهمها نقص التمويل المالي اللازم لإقامة الأنشطة وفي محاولة من وزارة الثقافة لإعادة إحياء دورها في المجتمع تم وضع خطة لتطوير وإعادة تأهيل بعضها إلا أن ذلك لم يكن كافياً خاصة في ظل الزيادة السكانية وعدم وجود التواصل الجيد بين الثقافة والفئات المستهدفة وغض الطرف عن الكثير من المواقع والاهتمام بالعدد القليل منها فقط على حساب الباقي..

 «بوابة أخبار اليوم» رصدت على أرض الواقع بعض المواقع التي تعمل في محافظة الغربية والتي طالها الإهمال وقلة الدعم

نحو 34 موقعا ثقافيا لديها خطة للأنشطة، بعضها يقدم الخدمة بشكل منتظم والآخر لا يعمل وأبرز المواقع التي تعمل على سبيل المثال المركز الثقافي بطنطا والذي يقدم أنشطة متعددة ما بين عروض فنية وأمسيات أدبية ودورات تدريبية للموهوبين وكذلك قصر ثقافة طنطا الذي يعد من أكثر المواقع نشاطاً ويقدم خدمة متميزة للموهوبين في مجال الموسيقى والغناء والأدب والتمثيل والفنون التشكيلية وغيرها على الرغم من قلة الإمكانيات وأيضاً دار الكتب وقصر ثقافة الطفل وقصر ثقافة المحلة الأثري والآيل للسقوط وقصر ثقافة غزل المحلة وبيت ثقافة كفر الزيات ومكتبة سمنود ومكتبة ابيار وعلى الجانب الآخر تعاني بعض المواقع الأخرى من ضعف الإمكانيات وعدم وجود مقر مخصص فغالبية المواقع مؤجرة وغير ملائمة فضلاً عن قلة أعداد الموظفين وغالبيتهم غير مؤهلين مما يجعل الخدمة لم تقدم للجمهور على الوجه الأكمل.

بديل لقصر ثقافة طنطا 

يترقب أعضاء ورواد قصر ثقافة طنطا بقلق شديد القضية المتداولة في المحكمة بشأن إخلاء المقر الإداري لقصر الثقافة من مقره الحالي بشارع المتحف بعد أن لجأ صاحب العقار للقضاء لاستعادته مرة أخرى ويعد قصر ثقافة طنطا من أعرق قصور الثقافة على مستوى الجمهورية والذي يعود لعام 1973 ميلادية ويقع على مساحة 350 متراً ويضم قاعة احتفالات ومكتبة وقاعة فنون تشكيلية وقاعة لتدريب فرقة الموسيقي العربية وفرق المسرح والفنون الشعبية وغيرها.

ويعد القصر منارة ثقافية لعاصمة الدلتا مدينة طنطا لما يحتويه من تراث متنوع منذ سنوات ويتردد عليه الكثير من الشباب والموهوبين لصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم الإبداعية ومع كل هذا ورغم تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على ضرورة الاهتمام بقصور الثقافة إيماناً منه بدور الثقافة لحماية الشباب من براثن الفكر المتطرف والأفكار الهدامة إلا أن القصر في موقعه الحالي أصبح لا يتناسب مع معطيات العصر ولا يليق كمقر لاستيعاب الشباب فضلاً عن أن النشاط به مهدد بالتوقف لأجل غير مسمي بسبب وجود نزاع قضائي مع صاحب الشقة التي تستأجرها مديرية الثقافة لإقامة أنشطة قصر الثقافة بها وأرسل العديد من الرواد المترددين على القصر من مثقفين وأدباء وإعلاميين وغيرهم بشكاوى واستغاثات عديدة لوزيرة الثقافة ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ومحافظ الغربية لسرعة التدخل لإنقاذ القصر وإيجاد حل سريع لاحتواء هذا الكم من الشباب الموهوبين.

وتم تقديم مقترح للدكتور طارق رحمي محافظ الغربية بإعادة إحياء المشروع الذي سبق وأن أعلن عنه الدكتور حلمي نمنم وزير الثقافة السابق واللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية الأسبق بهدم مقر قاعة المعارض المملوك للثقافة ومقر المجلس المحلي المجاور للقصر ودار الكتب وإعادة تشييد وبناء المبني ليتسع إلى عدة أدوار بدلا من دور واحد بالشراكة بين محافظة الغربية ووزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة ليشمل المبنى مقراً للمجلس المحلي ومجمع ثقافي كبير يضم قصر للثقافة وقاعات للعروض الفنية والتدريبات ومعرض للفنون التشكيلية حتى يتسنى لقصر الثقافة القيام بدوره التنويري والإبداعي المنوط به محاربة الفكر المتطرف بما يليق بمكانة مدينة طنطا وأسوة بالمحافظات المجاورة والتي تعد قصور الثقافة بها مفخرة حقيقية وكلف الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية نائبه الدكتور أحمد عطا بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة المبنى على الطبيعة وفي هذا الإطار قام نائب المحافظ بتفقد مبنى القصر ومعاينته وتبين له سوء حالة المبنى خاصة من ناحية السطح وتم رفع المساحة الكلية تمهيداً للبدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ المشروع الذي سوف يكون مفخرة لأبناء محافظة الغربية بوجه عام ومدينة طنطا بوجه خاص.

قصر ثقافة المحلة الكبرى آيل للسقوط

قصر ثقافة المحلة الكبرى يعد أحد المعالم الثقافية والأثرية المهمة بالمدينة والذي يجمع بين الأسلوب المعماري الإسلامي والأوروبي ويعود لأواخر القرن التاسع عشر الميلادي وعاش فيه عبد الحي باشا خليل أحد أعلام مدينة المحلة الكبرى وقامت الثقافة الجماهيرية التي أصبحت هيئة قصور الثقافة فيما بعد بشراء القصر ليتحول لمنارة ثقافية كبيرة وهو أحد ثلاثة أماكن بالمحلة ذات قيمة معمارية وأثرية متميزة وهو مسجل كواحد من الآثار الإسلامية والقبطية عام 1997 ويحتل مكانة مميزة لدى الأدباء والمثقفين والفنانين لكنه يعاني حالياً من الإهمال ويحتاج للترميم .

آراء رواد الثقافة

يقول محمد غنيم وكيل المجلس المحلى لمدينة المحلة السابق ومنسق لجنة الدفاع عن القصر، أن اللجنة تصدت لجميع محاولات التعدي على القصر منذ عام ٢٠٠٥ وبعد معاناه كبيرة للحفاظ على القصر ومقاومة التعديات المستمرة يعاني القصر من التهالك ونطالب بتنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء بترميم وتطوير قصر ثقافة المحلة وهو البند الثاني في القرار بعد تطوير ميدان محطة سكة حديد طنطا .

ويطالب الشاعر مصطفى منصور رئيس نادي أدب طنطا محافظ الغربية بالتدخل لترميم قصر ثقافة المحلة قائلاً "إن هذا الصرح الثقافي هو أحد المعالم الأساسية لمدينة المحلة وتنفيذ توجيه رئيس مجلس الوزراء سينقذه من الانهيار في أي وقت فالقصر عمره الآن تجاوز المائة عام وإن هذا الترميم تأخر كثيرا وذكر منصور أن الكاتب محمد ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق وضعه ضمن خطة التطوير وأرسل بالفعل مكتب استشارى تابع لجهاز الخدمة الوطنية وتم عمل الدراسات اللازمة لإعادة القصر إلى ما كان عليه بشكل ينافس قصر عائشة فهمي بالزمالك لكن للأسف لم يتم التنفيذ حتى الآن .

مسرحية عن التعديات

ويقول المخرج الشاب محمود الجندي أنني أخرجت مسرحية لأطفال القصر بعنوان رسالة إلى السيد الرئيس أرسلها أطفال المحلة  تتناول ما تعرض له القصر من تعديات من أصحاب الأموال ويعيد إرسال رسالة الأطفال  مرة أخرى إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي  للحفاظ على قصر ثقافة المحلة وترميمه وتجميله وحمايته للأطفال والشباب وكل المراحل العمرية .

أما الأديب جابر سركيس المستشار الثقافي بالهيئة العامة لقصور الثقافة والمدير الأسبق لفرع ثقافة الغربية فيقول إن أنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة تنصب فى مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب من خلال غرس حب الفن والموسيقى والعزف في الشباب مشيراً إن الغربية تعاني من نقص الميزانيات الخاصة بالثقافة وعدم وجود مواقع ثقافية كافية تؤدي من خلالها الأنشطة كما أن مديرية الثقافة لها عدة مواقع ثقافية بكل مدن المحافظة لكنها في شقق ايجار وعلى سبيل المثال الموقع الثقافي بمركزي بسيون والسنطة داخل شقة إيجار والمقر الإداري بقصر ثقافة طنطا كذلك بالإيجار وهناك دعوى قضائية مرفوعة لإخلاء المقر وكذلك الموقع الثقافي بقرية كفر حجازي داخل غرفة وطالب سركيس بتوفير أماكن مجهزة داخل الوحدات المحلية ومراكز الشباب وتخصيصها للمواقع  الثقافية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة