هيئة قناة السويس
هيئة قناة السويس


جهود مكثفة لإنقاذ السفينة "الجانحة" يا قناة.. ما يهزك ريح

الفريق مميش: المسئولية تقع على عاتق قبطان السفينة ولا غرامات مالية على القناة

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 31 مارس 2021 - 01:43 م

 

كتب: محمد ياسين

هل تسببت الرياح والعواصف التى شهدتها مصر خلال الأسبوع الماضى فى جنوح السفينة البنمية فى قناة السويس؟ أم أن المسئولية تقع على عاتق قبطانها الذى أخطأ التقديرات فتسبب فى الأزمة التى عطلت مسار السفن عند المدخل الجنوبى للقناة؟. أياً كان السبب فقد أظهرت تلك الأزمة أهمية قناة السويس كمجرى ملاحى يربط العالم ببعضه، فما إن علقت السفينة العملاقة حتى تأثرت حركة التجارة العالمية، واصطفت السفن فى طابور طويل انتظاراً للعبور، وارتفع سعر البترول عالمياً تأثراً بتوقف الحركة فى القناة.. "آخرساعة" استطلعت آراء الخبراء بشأن أهمية القناة المصرية كشريان مهم لحركة التجارة العالمية، بالإضافة لجهود هيئة قناة السويس من أجل تعويم السفينة.

بدأت أزمة السفينة العالقة فى القناة منتصف الأسبوع الماضي، ولايزال العمل جارياً من أجل تعويمها حتى مثول المجلة للطبع، فى محاولات مدروسة بدقة لإعادة الحركة مجدداً بصورتها الطبيعية إلى المجرى الملاحي، واهتم العالم بمتابعة أزمة جنوح سفينة الحاويات البنمية "إيفر جرين"، نظراً لحجمها العملاق، حيث يبلغ طولها 400 متر، وعرضها ٥٩ متراً، فيما تبلغ حمولتها ٢٢٤ ألف طن، ما يعنى أن التعامل معها فى غاية الصعوبة.

من جانبها، تواصل هيئة قناة السويس برئاسة الفريق أسامة ربيع، جهودها منذ بدء الأزمة، بالدفع بوحدات الإنقاذ وقاطرات الهيئة لإنقاذ وتعويم سفينة الحاويات العملاقة التى جنحت عند الكيلومتر ١٥١ بحسب ترقيم القناة، خلال عبورها القناة ضمن قافلة الجنوب فى رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام.

ووجه رئيس الهيئة رسالة طمأنة بشأن حركة الملاحة بالقناة وانتظامها مرة أخرى من خلال مجرى القناة الأصلية، مشدداً على أن القناة لا تدخر جهداً لضمان انتظام الملاحة وخدمة حركة التجارة العالمية.

وقع الحادث صباح الثلاثاء، 23 مارس، ويعود بشكل أساسى إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظراً لمرور البلاد بعاصفة ترابية، بلغت معها سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة، ومن ثم جنوحها.

فور وقوع الحادث، تشكلت لجنة إدارة الأزمات بقيادة الفريق ربيع، وتتم عمليات الإنقاذ الحالية من خلال إدارة التحركات بالهيئة وبواسطة ١٢ قاطرة أبرزهم القاطرة "بركة١" وعزت عادل بقوة شد ١٦٠ طناً فيما تقوم ٦ قاطرات بدفع مؤخرة السفينة جنوباً و٤ أخرى بشد المؤخرة للجنوب ومن المقرر أن تدفع الهيئة بقاطرتين جديدتين للمشاركة فى مناورات الشد، حيث يتم الدفع من جانبى السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة بالقناة.

بينما قامت الكراكات التابعة للهيئة بأعمال التكريك المستهدفة بواسطة الكراكة "مشهور" لإزالة الرمال المحيطة بمقدمة سفينة الحاويات، بمعدلات تكريك تقترب من ٢٧ ألف متر مكعب من الرمال.

ومن المقرر استئناف تجارب الشد فور انتهاء أعمال التكريك المستهدفة، على عمق وصل ١٨ متراً وأكد رئيس الهيئة أن مسح الأعماق وقياسها يتم بصورة دورية من خلال أنظمة متخصصة للمساحة البحرية لقياس الأعماق باستخدام الموجات فوق الصوتية سواء أحادى الأشعة أو متعدد الأشعة من خلال فريق المساحة والبرامج التابعة لإدارة الكراكات.

من جانبه، قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس السابق، إن القناة يمر منها 11% من حجم التجارة العالمية وتشمل أدوية وقطع غيار وغيرها، وتعتبر حلقة الوصل بين الشرق والغرب، ويمر منها سنوياً مليار طن بضائع، وهى أسهل طريق ملاحى فى العالم، وجرى تنفيذ قناة السويس الجديدة لتسريع زمن العبور من 22 إلى 11 ساعة، وهذه الحادثة هى الأولى من نوعها فى تاريخ القناة، لافتاً إلى أن القناة سبق أن أغلقت لأسباب سياسية، وإن شاء الله سيتم التغلب على المشكلة الأخيرة الخاصة بالسفينة البنمية.

وأضاف الفريق مميش فى تصريحات لـ"آخرساعة": هناك شركة هولندية تعمل فى مجال الإنقاذ استعان بها مالك السفينة لتعويمها، ومن حق مصر الحفاظ على أمن وسلامة المجرى الملاحي، وأتوقع بعد هذا الحادث أن تطلب شركات التأمين من السفن ووكالات الشحن زيادة قيمة التأمين، مؤكداً أنه لا توجد غرامات مالية على القناة، لأن المسئول عما حدث هو قائد السفينة وليس المرشد، فالأخير رأيه استشارى ويمكن أن يطلب منه القبطان عدم إبداء رأيه، فأمن وسلامة السفينة مسئولية القبطان.

بينما يقول الخبير الاستراتيجى، اللواء ناجى شهود: شق قناة السويس الجديدة لتسريع وتيرة حركة السفن عكس رؤية ثاقبة للمستقبل، والمصريون وقتها لم يستوعبوا ما كانت ترنو إليه القيادة السياسية، ووضع المصريون 64 مليار جنيه فى ثمانى ساعات منذ بدء الإعلان عن إطلاق شهادات القناة الجديدة، وبعد هذا الحادث يجب أن يجرى التفكير فى إنشاء قناة أخرى موازية ليكون لكل قناة اتجاه، بمعنى ازدواجية القناة بالكامل لقطع الطريق أمام كل من يفكر فى عمل مسار بديل لقناة السويس.

وأضاف أن الهيئة الآن مشغولة بإيجاد حل للأزمة ومعرفة أسباب حدوثها، مع إيجاد حلول لضمان عدم تكرارها مجدداً حيث توجد إجراءات تأمين على القناة والبضائع، وبكل تأكيد فإن المصريين منزعجون لتأخر البضائع عن العالم، ومن المحتمل أن يكون من ضمن البضائع على السفن الأخرى لقاحات وأطعمة وغيرها، مشيراً إلى أن هيئة قناة السويس لم تألُ جهداً فى محاولة تعويم السفينة الجانحة.

فى حين يقول اللواء سمير فرج: انتاب المصريين وأنا منهم حالة من الحزن بسبب هذا الحادث، ولكننى فى الوقت ذاته أشعر بالسعادة لأن الحادث أظهر اهتمام وكالات الأنباء العالمية بالقناة وأهميتها كأهم شريان للتجارة العالمية، وأنه لو أن البعض فكّر فى الاستغناء عنه باستخدام طريق رأس الرجاء الصالح سيواجه فرق التكلفة والوقت الأطول بخلاف العوامل الجوية والمخاطر التى يمكن أن تواجهه من قرصنة لافتاً إلى أن الحادثة الأخيرة أظهرت أهمية قناة السويس، ويكفى أن أسعار البترول ارتفعت فى أول يوم للأزمة بنسبة 5%.

 

شركة‭ ‬هولندية‭ ‬تشيد‭ ‬بإجراءات‭ ‬عملية‭ ‬الإنقاذ

أشادت شركة SMIT  الهولندية، وهى واحدة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة فى مجال الإنقاذ البحري، بالإجراءات التى اتخذتها هيئة قناة السويس لتعويم السفينة الجانحة، جاء ذلك خلال اجتماع فريق عمل الشركة الهولندية، مع لجنة إدارة الأزمات بالهيئة لمناقشة سبل تعويم السفينة، وطرح السيناريوهات المقترحة بما فى ذلك إمكانية القيام بأعمال التكريك بمحيط السفينة من خلال كراكات الهيئة.

يأتى ذلك تتويجا للتواصل والتنسيق المستمر بين هيئة قناة السويس والخط الملاحى EVER GREEN المالك للسفينة فى إطار جهود حل الأزمة وتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة مرة أخرى بالقناة، ومن المقرر أن تقوم الشركة بتقديم الاستشارات الفنية للهيئة الخاصة بإجراءات تعويم السفينة على أن يتم التعامل من خلال الوحدات البحرية الخاصة بالهيئة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة