جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

.. ولا نقطة واحدة من مياه النيل

جلال عارف

الأربعاء، 31 مارس 2021 - 07:08 م

مصر لا تهدد أحداً، لكنها توضح موقفها بكل حسم، وتنبه الجميع إلى أنها تعنى تماماً ما أكدته مراراً بأن قضية مياه النيل هى قضية وجودية بالنسبة لشعب مصر، وأن الصبر الذى طال لعشر سنوات على مراوغات إثيوبيا لا يمكن أن يستمر بعد ذلك.
لم تعتد مصر على أحد، ولم تطلب إلا الحفاظ على حقوقها فى مياه النيل، وعلى مدى سنوات كان مطلبها واضحاً ومحدداً فى اتفاق قانونى ملزم يحفظ مصالح كل الشركاء فى مياه النيل الأزرق، ويتيح لإثيوبيا أن تمضى فى التنمية، ويحفظ -فى نفس الوقت- حقوق مصر والسودان فى مياه النيل التى لا يمكن المساس بها.
وعلى مدى السنوات العشر كانت المراوغات الإثيوبية مستمرة، والانتهاكات للقوانين الدولية من جانب أديس أبابا تتعدد حتى وصلنا إلى نقطة الحسم التى لا تريد فيها إثيوبيا «حتى الآن» أن تستمع لصوت العقل، وأن تدرك أنه لا بديل عن اتفاق عادل وملزم يحفظ حقوق كل الأطراف قبل أى ملء جديد لخزانات السد الإثيوبى.
وبكل المسئولية كان على مصر أن تنبه لخطورة الموقف حتى تدرك إثيوبيا خطورة أى تصرف خاطئ من جانبها، وحتى يتحمل العالم مسئوليته فى إيقاف الحماقات الإثيوبية التى كادت تصل إلى نقطة اللا عودة. بكل حسم ووضوح جاءت كلمات الرئيس السيسى لتنبه وتحذر بأن المساس بحصة مصر من مياه النيل خط أحمر، وأن رد الفعل على أى محاولة تستهدف نقطة من مياه النيل التى كفلتها لمصر الاتفاقات والمواثيق والقوانين الدولية سيكون حاسماً، وأنه لا أحد يتصور أنه يستطيع أن يكون بعيداً عن قدراتنا.
حديث لا يستهدف تهديداً أو وعيداً، وإنما أن يتحمل كل طرف مسئولياته، وألا تبنى إثيوبيا موقفها على حسابات خاطئة، وأن تدرك أن الصبر لن يطول أكثر من ذلك، واننا إذا كنا بصدد جولة تفاوض أخيرة فهى محكومة بالخطوط الحمراء التى أوضحتها مصر، كما هى محكومة بالقوانين الدولية ذات الصلة بالأنهار العابرة للحدود.
هناك فرصة أمام إثيوبيا «قد تكون الأخيرة» إذا فهمت رسالة مصر كما ينبغى، وإذا أدركت أنه لا بديل عن اتفاق قانونى عادل وملزم يحفظ حقوق كل الأطراف، وبعد أن تأكدت أنه لا مجال للمزيد من التسويف أو المراوغة.
الوقت ضيق، والفرصة أمام إثيوبيا لتقرر: هل تريد مصالح شعبها التى تتحقق من خلال اتفاق يضمن حقوق الأطراف الثلاثة «مصر والسودان وإثيوبيا» أم ستمضى فى طريق تتجاوز فيه الخطوط الحمراء، وتتحمل كل المسئولية عن العواقب التى قد لا يتخيلها من يدمرون مستقبل إثيوبيا بحساباتهم الخاطئة ومغامراتهم الحمقاء!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة