الكاتب الصحفي خـالد مـيرى
الكاتب الصحفي خـالد مـيرى


نبض السطور

«خالد ميري» يكتب : سفينة الأقدار.. وإرادة المصريين

خالد ميري

الأربعاء، 31 مارس 2021 - 07:25 م

 

 

سلاما يا بلادى.. لا أحد يستطيع المساس بقطرة من مياهك أو حبة من رمالك

 

تمضى الأقدار حيث يشاء خالقها.. وكانت قناة السويس على موعد جديد مع القدر خلال أسبوع بأكمله.. ليكتب المصريون بأيديهم صفحات جديدة فى موسوعة الإعجاز البشرى.


قبل ١٦٠ عاما حفر المصريون القناة بأيديهم وأجسادهم ليمنحوا العالم هدية طالما انتظرها، قناة تختصر الوقت والمجهود وتوفر الأموال وتضمن للبشر والبضائع التنقل فى أمان، وفوق صفحة مياه القناة جرت أحداث التاريخ.. بعد أن حررها المصريون من الاحتلال الإنجليزى بعد ثورة يوليو العظيمة، شهدت القناة بعد تأميمها عدوانا ثلاثيا على مصر.. وكتب المصريون بدمائهم ملحمة جديدة فى عشق الوطن، وكانت القناة شاهدة على نكسة ٦٧ واحتلال سيناء، وفى ٦ أكتوبر ٧٣ كانت مياه القناة جسر العبور للنصر العظيم، وعلى ضفتيها عاد العلم المصرى يرفرف عاليا.. بعد أن سطر الجيش المصرى ملحمة النصر.


عندما وصل الزعيم عبدالفتاح السيسى إلى الحكم عام ٢٠١٤ كان المشروع القومى الأول هو حفر قناة جديدة، والتف الشعب المصرى حول الحلم الوطنى الجديد، وفى عام واحد تحقق الإنجاز بل الإعجاز ليشهد العالم افتتاح القناة الجديدة، والتى كانت «وش الخير» وبعدها انطلقت التنمية والمشروعات القومية فوق كل شبر من أرض المحروسة.


وخلال الأيام الماضية كانت قناة السويس على موعد جديد مع القدر.. عندما شحطت السفينة «إيفرجيفين» فوق مياه القناة، توقفت بمنطقة من القناة عرضها ٢٥٠ مترا بينما طول السفينة ٤٠٠ متر وعرضها ٥٩ مترا.. جنحت السفينة فسدت القناة وتوقفت حركة الملاحة، وأصبحت قناة السويس من جديد «تريند» تتصدر أخبارها كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى عالميا.. ووقف العالم يتابع بشغف ماذا ستفعل مصر ورجالها؟


كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت واضحة للفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس ورجاله، سمعة مصر أمانة فى رقبتكم.. الأصدقاء عرضوا المساعدة وجماعة الإخوان الإرهابية ومن والاهم ارتفعت أصواتهم بالنعيق فى الصحراء.


وخلال ستة أيام فقط أثبت المصريون من جديد أنهم قادرون على تحدى التحدى.. وبأيد مصرية تحقق ما اعتبره العالم بأكمله إعجازا لا يصدق، نجح رجال هيئة قناة السويس فى تعويم السفينة ـ بل المدينة العائمة ـ وارتفاعها ٥٥ مترا وتحمل ١٨٣٠٠ حاوية بوزن ٢٢٠ ألف طن.. تحركت السفينة ليبدأ التحقيق الفنى فى كل ملابسات الحادث.. ولتعود القناة تفتح ذراعيها لكل سفن العالم وناقلاته، فعبرها ١١٣ سفينة فى ١٤ ساعة فقط، وخلال ٣ أيام ستعبر كل السفن المنتظرة وتعود الأمور لطبيعتها تماما.


الشعب الصابر الصامت عبر عن فرحة غامرة.. وامتلأت رئتاه بأحاسيس الفخر والأمل، مصر قوية وقادرة برجالها على عبور كل التحديات.. والرئيس السيسى الذى تابع جهود رجال القناة لحظة بلحظة، والذى لم يهتز يقينه فى قدرة رجال مصر على النجاح.. كان أول من أعلن فرحته.. بلدنا وبنخاف عليها وبنفرح بنجاحها.. سلاما يا بلادى وحيث تمضى إرادة الشعب المصرى يمضى التاريخ ليسجل فى كل يوم نجاحا جديدا.


وبعد ساعات من المعجزة، كنا على شط القناة فى مؤتمر صحفى عالمى لزعيم مصر.. ليرسل رسالة شكر لرجال هيئة قناة السويس على البطولة والكفاءة والمهنية والإنجاز.. نعم مصر لديها سيناريو للتعامل مع أى حادث أيا كان.. لا تهتز ثقتنا بأنفسنا.. وبالعمل والايمان ننجح وقادرون على أن نستمر فى النجاح.


رسائل الأمل حملتها سفينة الأقدار بعد نجاح الأيادى المصرية فى تعويمها.. فى معجزة بحرية غير مسبوقة.. ومن جديد وقف العالم يصفق للإرادة والعزيمة المصرية.


ومن شط القناة كانت رسائل الأمان والمستقبل من رئيس مصر القوية لشعبها الصامد الصابر البطل، لا تخافوا على مياه النيل فحصة مصر من مياه النيل خط أحمر ولا أحد يستطيع المساس بقطرة واحدة منها.. واللى عايز يجرب يجرب.


منذ بداية أزمة سد النهضة ويد مصر ممدودة للحوار والتعاون.. بحثا عن اتفاق قانونى ملزم.. يضمن للشعبين المصرى والسودانى الحق فى الحياة ويضمن للاثيوبيين الحق فى التنمية.. ورغم المراوغات الإثيوبية لإضاعة الوقت دون نتيجة، مازالت مصر تتمسك بالمفاوضات وسيلة لحل المشكلة والتعاون للبناء والتعمير، لكن مصر لن تقبل ضياع حقوقها وتعريض مياه شعبها للخطر.. مصر لا تهدد لكنها تحذر وهى تتمسك بحسن النية والتفاوض طريقا لحل الأزمة إن حسنت النوايا.


عندما أعلن الرئيس السيسى عن الخط الأحمر فى ليبيا كانت هذه نقطة البداية الحقيقية لإنهاء نزاع الدم، وبداية حل سياسى حقيقى نرجو أن ينتهى وكل أحلام الأشقاء فى ليبيا بالأمن والاستقرار قد تحققت، ونرجو أن تصل الرسالة للأشقاء فى إثيوبيا لتبدأ مفاوضات جادة تحفظ حقوق الجميع.. خاصة بعدما سارعت دول المنطقة لتأييد الحق المصرى والسودانى فى جهود حفظ مياه الشعبين الشقيقين.


رسائل الأمل والمستقبل امتدت إلى المشروعات القومية الكبرى التى تشهدها أرضنا الطيبة.. وأولها الدلتا الجديدة التى سيتم انجازها خلال عامين بتكاليف ٤٠٠ مليار جنيه لاستصلاح ٢٫١مليون فدان للزراعة، منها مليون فدان بالصحراء الغربية و ٥٠٠ ألف فى سيناء و ٦٠٠ ألف فى توشكى..  وسيتم توفيرالمياه الصالحة للزراعة من المشروعات الضخمة لإعادة تدوير المياه، ومن المياه الجوفية، ويجرى تنفيذ المشروع بالتوازى مع المشروع الأضخم للحياة الكريمة فى الريف المصرى، والذى يستهدف تحسين حياة ٥٨ مليون مواطن فى الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحى والطرق والمساكن بتكاليف تتجاوز ٥٠٠ مليار جنيه.


الرئيس السيسى أعلن من شاطئ القناة عن المشروعات الضخمة بالبحرين الأحمر والمتوسط، وأولها ميناءا جرجوب وبرنيس الجاهزان للافتتاح، وعملية التطوير الضخمة للموانئ، القائمة حيث سيصبح ميناء العين السخنة الأكبر على شواطئ البحر الأحمر.


فى كل مجالات الحياة تسابق مصر الزمن مع الرئيس السيسى.. وتنجز فى سنوات قليلة ما يحتاج لعشرات السنين، وسيكون الانتقال للعاصمة الادارية الجديدة إعلانا عن ميلاد جمهورية ثانية.. جمهورية توفر لشعب مصر ما يستحقه من حياة كريمة فى أمن واستقرار.


هى مصر لا تقول إلا لتفعل.


هى مصر التاريخ المجيد.. والحاضر المشرق.. والمستقبل الواعد.


هى مصر لمن كان له قلب يرى.


حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وزعيمها.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة