محمود معروف
محمود معروف


يوميات الأخبار

عبدالحليم حافظ.. وقراقوش.. ومحافظ القاهرة!

الأخبار

الأربعاء، 31 مارس 2021 - 11:35 م

قال لجلال معوض بصراحة أنا باحب الأهلى ولن أشجع إلا الأهلى حتى أموت وسأغنى فى أى حفل للأهلى متبرعاً

٤٤ عاماً مرت على رحيل العندليب الأسمر الفنان عبدالحليم حافظ يوم ٣٠ مارس ١٩٧٧ ومازال الشارع الذى كان يسكن فيه بحى الزمالك يحمل اسم (شارع بهاء الدين قراقوش)!!!
ومنذ حوالى ١٥ عاماً..

عندما كنت نائبا فى البرلمان ونائب رئيس لجنة الثقافة والاعلام تقدمت بطلب إحاطة للسيد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وقتها أطالب بإطلاق اسم عبد الحليم حافظ على الشارع الذى كان يسكنه بدلاً من اسم (قراقوش).. وقلت فى طلب الاحاطة إن الدول العربية الشقيقة تونس والجزائر والمغرب اطلقت اسم عبدالحليم حافظ على احد شوارعها الا مصر التى ولد فيها وينتمى إليها ويعشق ترابها.

أحال الدكتور نظيف طلب الاحاطة إلى محافظ القاهرة وقتها وطلب منه أن يرد فى جلسة البرلمان.

حضر السيد محافظ القاهرة فى لجنة الثقافة والاعلام ثم فى الجلسة العامة لمجلس النواب ووقف يقدم خطبة عصماء قائلا:

ان بهاء الدين قراقوش رجل وطنى وهو الذى بنى القلعة وبنى وبنى وبنى.

قاطعته بقولى بس.. بس.. بتقول إيه يا عم أنت.. بقى قراقوش هو اللى بنى القلعة؟!

أيوه هو اللى بنى القلعة وبنى كمان سور مجرى العيون.

قلت: إذا كان كلامك صحيحا يبقى كل اللى اتعلمناه فى المدارس والجامعات غلط فى غلط لان الطفل الصغير يعرف أن صلاح الدين الايوبى هو اللي بنى القلعة واسمها قلعة الناصر صلاح الدين الايوبى ولم نقرأ أو ندرس اسم قراقوش بتاعك فى أى كتاب.

اكمل محافظ القاهرة كلامه بقوله: على فكرة فيه شارع باسم عبدالحليم حافظ بجوار معهد الموسيقى العربية امام مسرح جلال الشرقاوى ولا يجوز اطلاق اسم شخص واحد على شارعين فى نفس  المدينة.

قلت اعطنى فرصة للتأكد من صحة هذه المعلومة..

وذهبت بالفعل الى هذا الشارع الصغير (الحارة) التى تربط بين شارعى رمسيس والجلاء ووجدت اليافطة مكتوبا عليها (شارع نادى الموسيقى) وليس عبد الحليم حافظ كما قال السيد المحافظ وشكوت لرئيس الوزراء وطلب من محافظ القاهرة أن يأتى مرة أخرى إلى مجلس النواب وقلت له ان ما قلته فى الجلسة امام اعضاء البرلمان غير صحيح.. الشارع اسمه (نادى الموسيقى) ثم إنه حارة صغيرة وضيقة ولا تليق باسم ومكانة الفنان الكبير عبدالحليم حافظ واكملت بقولى: (إذا كان قراقوش ده يهمك شخصياً اطلق اسمه على ميدان القلعة وشارع القلعة إذا كان هو الذى بناها كما قلت أنت ولم يصدق هذا الكلام أى نائب فى البرلمان.

فى هذه الجلسة كان حاضراً السيد اللواء وزير التنمية المحلية وقال: اتركوا لى هذا الأمر وسأذهب بنفسى للتأكد من كل هذه الأقاويل.

جاءت إجازة البرلمان الصيفية الطويلة ولم يعقد أى جلسات لمناقشة هذا الموضوع.

طالت المدة لعدة أشهر وحدث تعديل وزارى وتغير رئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية.. وبعدها حركة المحافظين وتم تغيير محافظ القاهرة ونام الموضوع حتى انتهت دورة مجلس الشعب (النواب) وبقى الأمر على ما هو عليه وبقى الشارع الذى كان يسكنه عبدالحليم حافظ اسمه حتى اليوم (شارع قراقوش) بحى الزمالك بجوار حديقة الأسماك وبجوار عمارة ليبون الشهيرة ولم يفكر أحد فى هذا الأمر مرة أخرى حتى قابلت بالصدفة وزير التنمية المحلية الذى كان موجودا وقتها وقال لى أصل لو كتبنا اسم عبدالحليم حافظ على أحد الشوارع.. يبقى لازم نكتب اسماء محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وشادية وصباح ومحمد فوزى والأسماء كثيرة.. كثيرة جدا.

الذى جعلنى أطالب بإطلاق اسم عبدالحليم حافظ على الشارع الذى يسكن فيه اننى زرت تونس والجزائر والمغرب ووجدت شارعا باسمه فى كل دولة من هذه الدول وكنت قد قابلت عبدالحليم حافظ أول مرة فى حياتى عام 1976 حيث ذهبت إلى منزله بشارع قراقوش فى الزمالك ومعى الدكتور مختار غزاوى والد السباح مروان غزاوى سباح الأهلى وبطل العالم فى السباحة الطويلة.. ذهب والده مختار غزاوى للاتفاق مع حليم على أن يغنى فى حفل زفافه ابنة عمه ووافق حليم وكان أهلاويا وقال سأغنى متبرعا علشان ابن الاهلى، أنا باعشق الأهلى.. باموت فى الأهلى.

جاء حليم وغنى ورقصت امامه سهير زكى فى ليلة تاريخية بفندق هيلتون النيل.

بعدها دعانى شحاتة أبو زيد ابن خالة عبدالحليم حافظ ومدير أعماله قال لى شحاتة ان الاهلى سيفوز على نادى الاتحاد السكندرى يوم الأحد القادم ويفوز بكأس مصر وان حليم وجه الدعوة لادارة الأهلى والكابتن صالح سليم واللاعبين لتكريمهم فى منزله بعد الفوز بكأس مصر.

تشاء الأقدار ان ينهزم الاهلى فى نهائى الكأس ١٩٧٦ بهدف سجله طلعت يوسف ووجه عبدالحليم بناء على نصيحتى الدعوة لفريق نادى الاتحاد ليتم تكريمه وحضر فريق الاتحاد بأتوبيس من الاسكندرية وكان بانتظارهم جماهير الاهلى فى حديقة الاسماك والشارع بالطوب وفر سائق الأتوبيس ومعه فريق الاتحاد بعد تحطم الزجاج ولم يتم التكريم وانقطعت صلة عبدالحليم حافظ بالأهلى نهائيا حتى مات فى العام التالى يوم 30 مارس 1977 وبقيت علاقتى قوية بأسرة العندليب الراحل.. كنت أزور الحاجة علية شبانة أخت عبدالحليم فى الشقة التى كان يسكنها معها عبدالحليم حافظ.. زرتها أول مرة ومعى المطرب عمرو دياب ومدير أعماله أحمد زغلول وكنت أتردد عليها من آن لآخر حتى رحلت عن عالمنا وبقيت علاقتى بباقى أفراد الأسرة وأذكر منهم الحاجة زينب الشناوى ابنة الحاجة علية وابنة أخت عبدالحليم حافظ.. كنت أزورها فى شقة خالها وكانت تعيش مع والدتها حتى رحلت وهى متزوجة من المخرج الفنان محمد الشناوى نجل الفنان الكبير الراحل كمال الشناوى ولديها ثلاثة أولاداهم عبدالحليم وعبدالله ونور الاسلام!! وهو مطرب وصوته جميل وبه نبرة قريبة من نبرة صوت جده عبدالحليم حافظ.

أيضا كنت التقى بالصديق محمد محمد شبانة ابن شقيق الفنان عبدالحليم حافظ.

وبعد هذه السنوات هل نفاجأ بقرار من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لوزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوى اطلاق اسم عبدالحليم حافظ على الشارع الذى كان يسكنه بدلا من اسم شارع قراقوش؟!!

حليم أحب الزمالك وشجع الأهلى

وفى إحدى المرات التى زرنا فيها الحاجة علية شبانة فى شقتها «شقة عبدالحليم» وكان معى الصديقان محمد سعيد الصحفى بمجلتى المصور والكواكب والشاعر محمد حمزة الصحفى بمجلتى صباح الخير وروزاليوسف ومعه زوجته مذيعة التليفزيون فاطمة مختار.. قالت الحاجة علية «رحمة  الله عليها قبل وفاتها» إن شقيقها عبدالحليم كان صديقا حميماً لنجوم كرة القدم فى الستينيات: صالح سليم ورفعت الفناجيلى وطه إسماعيلى من الأهلى ونبيل نصير وعلى محسن ورأفت عطية ويكن وعبده نصحى وأبورجيلة من الزمالك.

وكان حليم وقتها يحب الزمالك لصداقته باثنين من كبار الزملكاوية هما: جلال معوض وفهمى عمر وقد أخذه معه جلال معوض ذات مرة إلى استاد القاهرة ليحضر مباراة الزمالك ونادى ريال مدريد الإسبانى عام ١٩٦١ بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشاء نادى الزمالك، وكان يرأس نادى الزمالك وقتها المليونير علوى الجزار الذى وجه الدعوة لفريق ريال مدريد فى عصره الذهبى عام ١٩٦١ وهو بطل كأس أوروبا خمس مرات متتالية ويضم أعظم خط هجوم: ديلسول وكناريا ودى ستيفانو وبوشكاش وخنتو وكابتن الفريق اراكستان.

وجه لهم الدعوة علوى الجزار ودفع تكلفة زيارة ريال مدريد لمصر على نفقته وأخذ جلال معوض معه عبدالحليم حافظ إلى استاد القاهرة للفرجةوتشجيع الزمالك باعتباره نادياً مصرياً.
بعدها أقام نادى الزمالك حفلاً لأعضائه وقام بإحياء الحفل الموسيقار فريد الأطرش.. وفى العام التالى تكرر نفس الشىء حيث غنى فريد الأطرش فى عيد الربيع بنادى الزمالك مما أغضب عبدالحليم حافظ وقال لجلال معوض بصراحة أنا باحب الأهلى ولن أشجع إلا الأهلى حتى أموت وسأغنى فى أى حفل للأهلى متبرعاً وبدأ يتردد على النادى الأهلى من آن لأخر ليجلس مع صديقه صالح سليم ولأن الأهلى قريب من منزله فى حى الزمالك.. فظل حتى آخر يوم فى حياته عاشقاً للأهلى.

لم يتزوج سعاد حسنى

كان أشد ما يغضب الحاجة علية ـ رحمة الله عليها ـ هو ما يقوله شخص ما كل فترة ويؤكد أن عبدالحليم حافظ تزوج الفنانة سعاد حسنى ويجن جنون الحاجة علية وتنفى بشدة.
ذات مرة كنا عندها أنا وعمرو دياب ومدير أعماله أحمد زغلول وقالت: أنا أعرف كل صغيرة وكبيرة عن عبدالحليم فأنا أخته وأمه ولم أتركه لحظة واحدة منذ ولادته وحتى مات ولو كان قد تزوج سعاد حسنى لأخبرنى لأنه لا يخفى عنى أى شىء.. ثم إن سعاد حسنى كانت على قيد الحياة عندما مات شقيقى عبدالحليم فلماذا لم تطالب بميراثها من التركة التى تركها؟

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة