الشعب المصرى لن ينسى جرائم الإخوان
الشعب المصرى لن ينسى جرائم الإخوان


جرائم التنظيم الإرهابى لن تسقط من ذاكرة المصريين

بعد التودد التركي ..الإخوان يطلبون وساطة أردوغان للعودة الآمنة لمصربلا محاكمات

آخر ساعة

الخميس، 01 أبريل 2021 - 12:22 م

كتب :احمد جمال

يحاول تنظيم الإخوان الإرهابى استغلال جملة من المتغيرات الإقليمية، على رأسها الرسائل الإيجابية الصادرة من تركيا تجاه الدولة المصرية، للعودة مجدداً للمشهد السياسى المصرى من بوابة المصالحة، متناسياً  الجرائم الإرهابية التى راح ضحيتها الأبرياء فى محافظات عديدة على مدار السنوات الماضية وجاء ذلك بعد فشلهم فى تحقيق مخططهم لبيع الوطن وخيانة أهلهم، ما جعل المراوغات الأخيرة تواجه رفضاً شعبياً وسياسياً واسعاً و يحاول التنظيم الحفاظ على أفراده الذين يواصلون تنفيذ مخطط الهروب الكبير من تركيا و قطر خشية القبض عليهم و تسليمهم إلى مصر في نطاق المصالحة و التقارب الذي تقوده تركيا حاليا بقيادة الرئيس التركي الطيب أردوغان مع مصربعد رفض العديد من الدول الاوربية استقبل الخرفان الإخوانية الهاربة خارج مصر  .

عمد إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد التنظيم الإرهابى، على تصوير الجماعة أنها ضمن المعارضة المصرية، فى حين أنها تنظيم متطرف يمارس تحريضاً من الداخل والخارج، وقال فى حوار تليفزيونى أجراه معه أحد أبواق تنظيم الإخوان ) قناة الجزيرة مباشر(، إن "الجماعة إذا عُرض عليها الحوار مع النظام فلن نرفضها".

وعبَّر القيادى فى الجماعة الإرهابية عن " ثقته فى تركيا وعدم ممانعتها فى أن تكون وسيطاً مع النظام المصرى لحل الأزمة داعيا قنوات ومنصات الجماعة الإعلامية فى إسطنبول إلى احترام توجيهات الحكومة التركية"، فى استجداء علنى لأن تكون الجماعة ضمن أى خطوات مستقبلية قد تقود إلى تقارب مصرى تركي، والاستفادة من هذا التقارب ليس من أجل تسليم المجرمين إلى الدولة المصرية لمحاكمتهم على ما ارتكبوه من جرائم، ولكن من أجل العودة إلى العمل السياسى مجدداً.

حاول تنظيم الإخوان تصوير تلك التصريحات على أن لديه رغبة فى الحل وأنه بمثابة "الحمامة" التى دائما ما تجنح للسلم، فى حين أنها تدرك استحالة حدوث ذلك بعد أن تورطت فى استباحة دماء المصريين طيلة السنوات الماضية، وأنه لا يمكن أن يكون هناك قبول شعبى لعودتها مجدداً بعد أن استطاع المصريون تجاوز الإرهاب المنظم الذى ارتكبته منذ رحيلها عن السلطة، وبعد أن استعادت الدولة الأمن والاستقرار الذى ظل غائباً طيلة الفترات التى حاولت فيها الجماعة طرح نفسها كفصيل سياسي.

تبرهن تصريحات منير على أن التنظيم يعانى انكساراً وتفتتا داخلياً بعد أن تعرض لجملة من الهزائم والانتكاسات بفعل قوة الشعب والدولة المصرية، وبالتالى فإنه واجه عزلة داخلية وخارجية وصلت إلى الدول التى تدعمه، ويسعى للعودة بأقل الخسائر الممكنة تحديداً بعد أن أضحى ورقة محروقة بيد أجهزة الاستخبارات الأجنبية التى عملت على توظيف التنظيم لتحقيق مصالحها.

قال الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، أحمد كامل بحيري، إن تصريحات القيادى الإخوانى إبراهيم منير حملت رسائل مختلفة، أولها موجه للمجتمع الدولى والتى حاول فيها التأكيد على أن الجماعة لديها رغبة فى المصالحة ولا تمانع فى أى وساطة للحوار مع الحكومة المصرية،بواسطة تركية خشية تسليم تركيا لهم للمحاكمات في مصر  والثانية موجهة إلى داخل الجماعة .

أضاف أن التنظيم بوجه عام لا يمكن أن يجرؤ على حل أزمته مع المصريين وما جاء على لسان منير يعد جزءاً من المناورة لأن قبول تنظيم بأى وساطة يعنى انتهاء استراتيجية المظلومية التى تتبناها الجماعة ويعد أساساً لبقائها أطول فترة ممكنة، ولا يوجد شيء يدفع لاستمرارها سوى الارتكان على خطاب المظلومية الذى توجهه لملايين المواطنين البسطاء الأذكياء.

وأشار إلى أن تنظيم الإخوان فى أزمة منذ ثورة 30 يونيو، وهى تختلف عن باقى الأزمات التى مر بها على مدار تاريخه، لأنها هذه المرة أزمة وجودية بعد أن تفككت بنيته الداخلية وتعرضه للانشقاقات فى عام 2015، وعلى المستوى الخارجى هناك تنظيم فى أوروبا وآخر فى تركيا وقطر وهؤلاء يتجاهلون عناصر التنظيم المتواجدين فى ماليزيا، وأن تشرذم التنظيم وصل إلى حد خلافات قياداته وعناصره الحاليين بشأن المبادئ الرئيسية للجماعة.

 

يذهب البحيرى للتأكيد على أن الجماعة انتهت فى نظر الشارع المصرى وأن محاولات للعودة هى يائسة ولن تحقق الغرض منها، كما أن الحكومة لن تتصالح مع التنظيم الإرهابى، وفى الوقت ذاته فإنه سيكون مطلوباً إعادة تأهيل أى شخص يعلن تبرؤه من خطاب الكراهية التى تتبناه الجماعة ومن الانتماء للتنظيم الإرهابى بما لا يجعل هؤلاء ينخدعون مجدداً بمراوغات قيادات التنظيم فى الخارج.

يتفق العديد من المراقبين على أنه فى أى تحوُّل سياسى واقتصادى واجتماعى، كما يجرى حالياً فى الدولة المصرية، لا يمكن له أن يتم بنجاح فى ظل وجود تنظيم الإخوان الذى يعمل على بث الفرقة والتشكيك فى كل ما تقوم به الدولة من جهود ومعروف عنه خيانته للعهود والمواثيق، بالتالى فإن تحصين المجتمعات من شرور هذا التنظيم يبقى أمرا ذا ضرورة قصوى.

شدد اللواء أشرف أمين، الخبير الأمنى المتخصص فى مكافحة الجماعات المتطرفة، على أن تنظيم الإخوان يمكن تشبيهه بالفيروس الذى يتحور بين الحين والآخر وفى كل حقبة يحاول أن يظهر فيها بوجه جديد، إذ إن شكل التنظيم فى الستينيات اختلف عن مرحلة الثمانينيات التى شهدت عنفا وحاول مجدداً أن يثبت تشبثه بالديمقراطية فى بداية الألفية الجديدة، قبل أن يعود مجدداً فى هذا التوقيت مرتدياً ثوب المصالحة، لكن فى النهاية فإن الخطر واحد.

وأوضح أن الدولة لن تقبل أن يكون هناك مصالحة مع التنظيم الإرهابى الذى تورط فى استباحة دماء المصريين، وإن كانت هناك علاقات طبيعية مع تركيا فإن الأمر سيأخذ منحنى اقتصادياً أكبر من دون أن تكون هذه العلاقة بابا لعودة التنظيم مجدداً، وهناك اشتراطات عديدة تضعها الدولة المصرية لضمان الحفاظ على الأمن القومى.

وبحسب رأى اللواء أشرف أمين، فإن التنظيم الدولى للإخوان تعرض للاندثار على المستوى العالمى خلال السنوات الماضية نتيجة الضربات القاصمة التى تلقاها وهو بمثابة كارت أضحى محروقاً منذ أن وصل تنظيم الإخوان للسلطة فى مصر وأثبت فشله أمام العالم، ما انعكس على إنهاء وجود التنظيم فى العديد من دول وظل موجوداً فى لندن وتركيا وتونس والشمال الغربى من قارة أفريقيا.

واعتبر الخبير الأمنى أن نجاح الأجهزة الأمنية المصرية فى إلقاء القبض على القيادى الإخوانى محمود عزت، قطع آخر حبال التواصل بين عناصر الجماعة فليس هناك مرشد عام للجماعة سرى أو علنى داخل مصر أو خارجها، كما أن القيادات المتواجدة فى الخارج ليست لديها القدرة على جمع شتات التنظيم، الأمر الذى يجعل من أى أحاديث عن المصالحة هى بمثابة محاولات لجس نبض المواطنين المصريين تجاه التصالح معهم بغرض العودة والاندماج داخلياً من جديد.

بحسب هشام النجار، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، فإن الجماعة تسعى للارتكان على تركيا من أجل تفكيك مشكلتها الكبيرة مع المصريين وتستغل أى إشارات إيجابية للتأكيد على أنها ساعية للمصالحة، بعد أن فشلت الأساليب القديمة التى قامت خلال السنوات الماضية على العنف وتشكيل الخلايا المسلحة وإدارتها من تركيا وعدم قدرة خطابها التحريضى طيلة السنوات الماضية على أن ترك أى أثر من الممكن أن يصب إيجابياً لصالح عودتها مجددا.

وأضاف: "إن الجماعة تُعوّل على قدرة تركيا لحلحلة أزمتها من خلال خطاب مختلف وبشكل آخر غير الذى كان قائماً طيلة السنوات الماضية، وبدلاً من أن تكون الجماعة هى رأس الحربة فى الهجوم ضد الدولة المصرية من خلال القنوات الصادرة من تركيا طيلة السنوات الماضية تتراجع هى للخلف حالياً على أن تكون تركيا فى الصدارة".

وأكد أن هناك هدفاً رئيسياً يتمثل فى كيفية التعامل مع الصخرة المصرية التى وقفت فى وجه مشروعات الأخونة  القائم على هدم و تقسيم الدول  العربية واستطاعت أن تعزل تركيا عن شرق المتوسط وأفشلت طموحها فى ليبيا، وبالتالى فإنه ليس من المتوقع أن تتخلى تركيا عن تنظيم الإخوان بشكل نهائى وقد تلجأ إلى خطوات تكتيكية مثل خفض الخط العدائى التحريضى ومحاولة مسك العصا من المنتصف بحيث إنها ترضى القاهرة من جهة ولا تلفظ جماعة الإخوان على الجانب الآخر.

ويذهب متابعون إلى أن مراوغات تنظيم الإخوان الحالية تشبه إلى حد كبير ما قام به قادة الجماعة الإسلامية فى التسعينيات حينما أقدمت على تبنى مراجعات فقهية وفكرية وأعلنت توبتها ورجوعها عن العنف، قبل أن يتورط العديد منهم فى جرائم عنف مجدداً عقب ثورة 30 يونيو، وهو أمر قد يكون قابلاً للتكرار مع تنظيم الإخوان الذى يوظف ضعفه للتأكيد على رغبته فى المصالحة فى حين أنه قد ينقض العهود مجدداً إذا وجد الفرصة مواتية لذلك.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة