أحمد خليل
أحمد خليل


فوتوسيشن.. مجنون نفرتارى

أحمد خليل

الخميس، 01 أبريل 2021 - 07:31 م

طورنا الميدان وعلقنا الأنوار وعملنا متحف جديد، بكرة الرحلة الذهبية للمومياوات الملكية.. هنزلزل العالم كله، وهنفرجه يعنى ايه حفل عالمى أسطورى، هنخرج ملوك الأرض من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، فمن حقنا نفرح و«نفرفش كده».. ونسأل سؤال.. ماذا لو كان هناك موبايلات بـ٤ كاميرات فى زمان الفراعنة؟.. هل كانت الملكة نفرتارى ستترك الملك رمسيس الثانى يدير أعمال الموكب لتتفرغ هى لالتقاط الصور الواحدة تلو الأخرى؟.. او تستعين بمصور ماهر لعمل «فوتوسيشن» نقل المومياوات... بالتأكيد نعم.. فالجينات النسائية واحدة منذ فجر التاريخ.. لا شيء يعلوا فوق إظهار مفاتنها وجمالها، والدليل على ذلك أنه رغم غيابها عن عالمنا لآلاف السنين ومرور 117 عاما على اكتشاف مقبرة الملكة نفرتارى على يد عالم الآثار الإيطالى إرنستو شاباريللى، إلا أن المتحف المصرى يمتلك معرضا للصور الفوتوغرافية للملكة العظيمة نفرتارى.
‏علشان كده، لو كنت مكان الملك رمسيس لما شعرت بالملل مثلما يفعل الرجال حاليا مع زوجتهن بينما يلتقطن الصور، كنت سأتركها تستمع بتلك اللحظات وتوثقها، كنت سأتغزل فيها وسأردد كلمات قالها الملك رمسيس الثانى منذ آلاف السنين كأول جملة غزل موثقة فى التاريخ البشرى، لزوجته: «أنت التى من أجلها تشرق الشمس»، بينما لن اجعل التاريخ يفتش فى أسرارى ويكتشف أننى متزوجاً عليها 54 امرأة!
فهذا العدد من الزيجات قد يكون منطقيا فى زمن بناة الأهرامات، لكنه كبير جدا ومخادع فى القرن الواحد والعشرين، ففى عصر التكنولوجيا يا صديقى هتتمسك.. هتتمسك، تقدر تتجوز اثنين، وممكن تفلت بالتالتة، أو تكون حتى الحاج متولى وتجمعهم مع الرابعة، حتى الرابعة فى أيامنا دى بقت جريمة يعاقب عليها القانون، لكن قبل ما تفكر تزود العدد افتكر كويس أن لعنة الفراعنة فقدت سحرها ومجلس النواب سينحاز للمرأة.. علشان كده سلم أمرك لله.
أما بقى لو فكرت تجازف وتخوض المغامرة، فخليك معلم وركز معايا، حدد أهدافك وحضر أدواتك، وأرسم الخطة كويس، وحاول تكتشف ما بداخلها، فقط عليك بزيارة صفحتها على السوشيال ميديا فهى كتاب مفتوح فى عصرنا هذا، لا تهتم سوى بما قيل وما قال، بمن تزوجت ومن طلقت، بمن تسوق نفسها بنفسها «بالفوتوسيشن». فلا لحظة يجب أن تضيع ولا حركة تمر دون توثيق.. باختصار كده صورها كتير.
عليك ان تدخل عالمها الافتراضى تتصفح صورها وتفك طلاسم كلماتها وتعلق باستمرار على بوستاتها حتى لو كانت متناقضة، وعليك أن تجتهد وتفك الشفرة فهى غير مسئولة عن جهلك بالأمور النسائية، هى فقط تتحدث بطريقتها وعليك التجاوب أو التجاهل والرضى بقضاء الله وقدره، أو خد بالمثل الهولندى اللى بيقول «الزواج مرة واجب، مرتين حماقة، والثالثة جنون».. يا مجنون!.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة