عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

أيام حاسمة

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 01 أبريل 2021 - 08:15 م

تحذير الرئيس السيسى بخصوص حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل سيكون نقطة فارقة لها ما بعدها فى أزمة سد النهضة الإثيوبى التى طالت لأكثر من عشر سنوات دون أن تجد حلا مناسبا ومقبولا بسبب مراوغات اثيوبيا ومماطلتها ورغبتها فى التحكم فى مياه النيل الأزرق والسيطرة عليها بدعوى أنها كما قال المتحدث باسم خارجيتها مؤخرا تسهم بنسبة ٨٥ فى المائة من مياهه، رغم انها تستفيد بأكثر من ٩٠ فى المائة من الأمطار التى تسقط على منابعه.
فهذا التحذير الذى وجهه الرئيس السيسى من على ضفاف قناة السويس صبيحة يوم تحقيق معجزة مصرية جديدة عندما نجحنا فى تعويم السفينة الجانحة فى وقت قياسى ليس موجها لإثيوبيا وحدها، ولكنه موجه للعالم كله، وتحديدا لكل من يعنيه فى هذا العالم أمر استقرار وأمن منطقتنا، والذين ستطالهم تداعيات تعرض أمنها واستقرارها للخطر وسينالون نصيبهم مما ستشهده المنطقة نتيجة رد الفعل المصرى تجاه أى محاولة للاستيلاء على حقها فى مياه النيل، أو حق شعبها فى الحياة.
فرغم ان الرئيس السيسى كرر القول وهو يوجه تحذيره هذا انه لا يهدد احدا، وكرر ايضا رغبة مصر فى اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل سد النهضة الاثيوبى عبر المفاوضات، الا انه كان واضحا وحاسما وهو يوجه تحذيره هذا، مؤكدا ان قدراتنا تطول من تسول له نفسه الاستيلاء على حقوقنا فى مياه النيل، وداعيا من يريد ان يجرب اختبار جديتنا وفرض الأمر الواقع علينا ان يتحمل النتائج والتداعيات الناجمة عن رد فعلنا.
ولذلك كله سيكون تحذير الرئيس السيسى نقطة فارقة فى ازمة سد النهضة، مثلما كان الخط الأحمر الذى وضعه فى الأزمة الليبية نقطة فارقة فيها ايضا، خاصة ان هذا التحذير تلته مباشرة مناورات عسكرية مشتركة بين مصر والسودان ومسارعة العديد من الدول العربية، من السعودية إلى ليبيا، لتعلن دعمها للموقف المصرى السودانى فى ازمة سد النهضة.. وسوف تكون الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة فى تلك الأزمة، خاصة ان مصر قبل تحذير الرئيس السيسى سارعت بتحديد سقف زمنى للتوصل إلى هذا الاتفاق القانونى الملزم الخاص بملء وتشغيل السد الاثيوبى، لقطع الطريق على اثيوبيا للاستمرار فى مراوغاتها ومماطلاتها لاستهلاك الوقت التى مارستها طوال السنوات العشر الماضية، خاصة انه بعد التوصل إلى هذا الاتفاق المنشود مصريا وسودانيا سوف نحتاج لوقت وجهد للتأكد من التزام اثيوبيا به فعلا بعد ان خرقت العديد من الالتزامات فى اتفاق النوايا الموقع عام ٢٠١٥. لقد قمنا بمد حبال الصبر طويلا جدا فى هذه الأزمة ولم يعد فى هذه الحبال ما يصلح لمزيد من المد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة