الرئيس عبد الفتاح السيسى يتفقد أحد المعامل بالمدينة
الرئيس عبد الفتاح السيسى يتفقد أحد المعامل بالمدينة


10 آلاف متر مربع لإنشاء محطة كهرباء بقدرة ٥٠ ميجا فولت أمبير لتغذية المشروع

«مدينة الدواء بالخانكة».. كيان وطني عملاق

عمرو جلال

الخميس، 01 أبريل 2021 - 09:05 م

«أشترى الدواء المصرى يا دكتور ولا المستورد أفضل ؟!».. جملة طالما سمعناها سنوات عديدة مضت.. اليوم تخطو الدولة المصرية خطوة كبرى نحو تطوير وتحديث منظومة صناعة الدواء المصري التى وضعتها على رأس قائمة اهتماماتها فهى «حصن البناء» الذى يضمن سلامة الإنسان المصرى «وسلاحه القوى» فى مواجهة ألوان لا ترحم من الأمراض المعدية والمستعصية وأخرى مزمنة من فيروسات وبكتيريا وسوء تغذية وغيرها.


«الأخبار» قامت بجولة داخل المدينة الدوائية بمنطقة الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية والتى قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاحها أمس،
البداية اختيار موقع المدينة فى تلك المنطقة لم يأت من فراغ بل وفق دراسات بيئية واقتصادية، فصناعة الدواء فى مصر بدأت منذ عام١٩٣٣ وقبل العديد من دول العالم وقد ازدهرت فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والذى افتتح مصانع للدواء عام 1964 ورافقه خلالها الزعيم السوفيتى خروشوف، وقال وقتها عبارة شهيرة هى «مشروع يتجلى فيه دور العلم فى خدمة السلام».. لكن بعدها حدثت الانتكاسة وتقدمت دول اخرى علينا بل اصبح المواطن المصرى غير واثق من فعالية الدواء المصرى، الذى كان من قبل فخر الدولة المصرية ويتم تصديره الى الدول العربية والافريقية بل وفى كثير من الأوقات كان يتم تهريبه لفعاليته و رخص ثمنه ومنافسته القوية لمثيله المستورد إلا أنه بمرور السنوات تراجعت صناعة الدواء المصرى، خاصة مع سياسة الانفتاح ودخول شركات عالمية للسوق المصرى والمنافسة الدولية وضعف البحث العلمى فى صناعة الدواء وغيرها من الأسباب، والنتيجة اننا وقعنا فريسة لشركات الأدوية العالمية التى اصبحت تتحكم فى أسعار الدواء و مدى توافره بالكميات اللازمة.


كيان وطني
بدأت الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتفكير سريعا فى انشاء كيان وطنى عملاق يحقق فى البداية الاكتفاء الذاتى من الأدوية الاستراتيجية التى يحتاجها المواطن المصرى والأهم هو صناعتها بفعالية تضاهى مثيلاتها الأوروبية وباستخدام أحدث الاجهزة التكنولوجية وتقديمها للمريض المصرى بأسعار مناسبة مع توافرها بكميات تلبى احتياجاته، ونحمد الله أنه تم البدء فى التفكير بإنشاء المدينة الدوائية فى السنوات الماضية، وتم تنفيذها خلال ما يقرب من عامين وهو انجاز عظيم.. اصبحت الدولة المصرية جادة فى تأمين المصريين صحيا حيث لا يكتمل العلاج إلا بتوفير الدواء، كما ادركت الدولة أن صناعة الدواء صناعة استراتيجية تتصل بالوقاية والعلاج معًا والمريض الذى يتلهف على الدواء هو أشد معاناة من الفقير الذى يتطلع للغذاء ويكفى أن نتصور الحالة التى يعانى منها بعض أصحاب الأمراض المستعصية عندما يفتقدون الدواء الأساسى لحالاتهم الصعبة خصوصًا أن سعر الدواء الأجنبى أصبح باهظًا وصناعة الدواء أصبحت مظهرًا من مظاهر التقدم لذلك فإن اهتمام الحكومة المصرية الحالية بتوفير الدواء للمواطن المصرى هو إنجاز سياسى قبل أن يكون طبيًا أو صحيًا فالوقاية والعلاج يعتمدان معًا على أدوية متطورة وإجراءات حديثة فى مواجهة الأوبئة التى لا تبدو أنهاسوف ترحل قريبًا.


إنجاز ضخم
داخل مدينة الدواء المصرية بمنطقة الخانكة رصدنا حجم الانجاز الضخم الذى تم تنفيذه وفقا لأحد النظم التنكولوجية المتطورة على مستوى العالم فى مجال الدواء لتكون إحدى أذرع الدولة لإنتاج الدواء الآمن والفعال، بأسعار مناسبة للمواطن المصرى.


الطبيب الذى رافق الأخبار فى جولتها داخل المدينة بدأ يشرح لنا اهمية المدينة الدوائية، حيث أكد أن المدينة الجديدة تعتمد على زيادة التعاون بين الدولة والقطاع الخاص من أجل تحويل مصر إلى مركز إقليمى لصناعة الدواء فى الشرق الأوسط، حيث تعد المدينة واحدة من أكبر المدن الدوائية الفريدة من نوعها فى افريقيا والشرق الأوسط وتستخدم أحدث التقنيات والماكينات والوسائل التكنولوجية التى لا تعتمد على التدخل البشرى فكل شئ داخل المدينة يتم اليكترونيا، لاسيما أنها مجهزة بنظام اليكترونى قادر على فرز اى نوع من الأقراص والاشربة الدوائية المخالفة للمواصفات القياسية حتى يصبح الإنتاج على أعلى درجات الجودة، كما تقوم بأعمال التنظيف الذاتى الالكترونى لنفسها كل ذلك لضمان أعلى درجات التعقيم والدقة وهو ما سيتم استغلاله لاحقا فى الحصول على شهادات الجودة الاوروبية وهى السبيل المهم لتصدير الدواء الى السوق الأوروبى والعربى الضخم.


مدينة عملاقة
المدينة الدوائية بالخانكة اقيمت على مساحة ١٨٠ ألف متر وتحتوى على ١٥ منطقة إنتاج : منطقة إنتاج المحاليل الوريدية وإنتاج الفايلات وإنتاج الامبولات، وقطرات العين والأذن، ومحطة إنتاج المياه المقطرة، والمعالجة والنقية، ومنطقة تجميع وخروج مخلفات التصنيع، ومنطقة الكبسولات الرخوة، ومنطقة استلام المنتج الخام، وتجهيز مواد التعبئة والتغليف، ووزن الخامات العقيمة، ووزن المستحضرات الصلبة وشبه الصلبة والرخوة، ومصنع إنتاج بنج الأسنان، ومصنع إنتاج المستحضرات الصلبة وشبه الصلبة، ومصنع إنتاج الأشربة ونقاط الفم والمخازن والمغسلة.


وتضم المدينة قاعة للمؤتمرات ومطعماً للعاملين ومسجداً، ومنطقة خدمات، ومبنى إدارياً، ضمن المرحلة الأولى التى استغرقت من عامين ونصف لثلاث سنوات، فيما سيكون هناك مرحلة ثانية ستكون مخصصة للدخول فى مجال الأدوية المتخصصة لطرحها بأسعار مناسبة للجمهور.


وستعمل المدينة على تصنيع أدوية متعلقة بفيروس كورونا والأولوية لأدوية الأمراض المزمنة والضغط والقلب والكلى والمخ والأعصاب فضلا عن بعض الفيتامينات، كما ستضم المرحلة الثانية منها الدخول فى مجال صناعة الأدوية المتخصصة مثل أدوية السرطان لطرحها بأسعار مناسبة للمواطن المصري.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة