صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لصوص سرقة التيار سبب أزمة الكهرباء في لبنان  

حنان الصاوي

الجمعة، 02 أبريل 2021 - 03:28 م

من المشاهد الصادمة، سرقة أجزاء واسعة من السور الحديدي للكورنيش البحري لمدينة الميناء في شمال لبنان.

وأكثر الجرائم الشائعة حاليًا في لبنان هي سرقة أغطية «الفونت» الخاصة بالمياه والصرف الصحي والكهرباء وهذه العملية تحوّلت إلى ما يشبه النمط الاعتيادي للسرقات شبه المنظمة.

وتستغل العصابات الليل، وما إن ينتصف حتى تتحرك نحو أهدافها المنتشرة على الطرقات الدولية ويؤكد المدير العام المكلف لوزارة الأشغال العامة والنقل طانيوس بولس تزايد هذه الاعتداءات، كاشفًا أن الوزارة تقوم بوضع أغطية بديلة ولكن سرعان ما تتم سرقتها من جديد.

اقرأ أيضا| «43 مليار دولار خسائر القطاع».. أزمة الكهرباء تُشعل لبنان وتهدده بالظلام

ويؤكد «بولس» أن الكلفة عالية جدًا، خصوصًا أن الوزارة لا تمتلك المال الكافي لتأمين الأغطية البديلة وبصورة مستمرة في حال استمرار السرقات.

لا تقتصر السرقات على المستوى الأرضي إنما تجاوزتها إلى سرقة الأسلاك الكهربائية النحاسية، ويعتبر هذا النوع من السرقة من الأمور التقليدية المتعارف عليها في لبنان، وفي الأيام الماضية سُرقت أجزاء أساسية من عمود التوتر العالي والأسلاك التي تربط الشبكة في إحدى المناطق.

وتميّز مصادر إدارة التوزيع في مؤسسة كهرباء لبنان بين أنواع مختلفة من السرقات، وإذا ما تمت سرقة الشبكة المحلية ضمن قرية محددة، يبقى التأثير محدودًا ضمن نطاق القرية، أما إذا سرق خط التوتر المتوسط فيكون التأثير على مستوى مجموعة قرى، ويكون التأثير أكبر.

أما الأكثر خطرًا وتأثيرًا فهو سرقة خطوط التوتر العالي لأنها تربط محطات ومعامل عدة، وترتفع نسبة السرقات في المناطق الفقيرة وتحديدًا بلدات وقرى الأطراف البعيدة من العاصمة.

وتعتقد مصادر كهرباء لبنان أن الهدف هو النحاس والقطع الحديدية ذات الوزن المرتفع من أجل إعادة بيعها بالوزن وتجار الخردة، مطالبةً الأجهزة الأمنية بملاحقة شبكات السرقة ومعرفة أماكن نشاطها، وتشير إلى أن ذلك ممكن من خلال تتبع داتا الاتصالات لاكتشاف الحركة في مناطق السرقة.

وتضيف المصادر: «عندما تكون هناك سرقة واحدة تصعب ملاحقتها، ولكن عندما يصبح هناك عشرات فإن الأمر أسهل، بسبب القدرة على تقاطع المعلومات».

وتثير سرقة الأسلاك الكهربائية السخرية لدى المواطنين، لأن السارق على ثقة كبيرة بأن التيار لن يصل إليها بصورة مفاجئة.

والشبكة الكهربائية ممتدة على الطرقات العامة، وهي بطول آلاف الكيلومترات، وكذلك عدد المحطات هائل، ولا يمكن تأمين نقاط حراسة للخطوط كلها. 

تتضمن مؤسسة كهرباء لبنان مصلحة مختصة بملاحقة الملفات القانونية، وفي كل مرة تتم سرقة الأسلاك، تحصل المؤسسة على نسخة من محضر قوى الأمن الداخلي للإدعاء ومتابعة الملف.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة