جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

نريد الخير لشعب أثيوبيا ولكن .. ماذا يريد حكامه؟!

جلال عارف

الجمعة، 02 أبريل 2021 - 07:30 م

لو كانت مصر لاتريد الخير لشعب أثيوبيا الصديق لما تحملت عشر سنوات من سياسات الحكومات الأثيوبية فى قضية السد، ولما صبرت على كل المراوغات والتسويف من جانب السلطات الحاكمة فى أثيوبيا، ولما صبرت كل هذا الوقت على الافتعال المتعمد من جانب اثيوبيا لكل جولات التفاوض التى أرادتها أديس أبابا فقط وسيلة لكسب الوقت ظنا منها ان ذلك كفيل بأن تفرض ما تراه حتى لو كان ضد القانون وضد المعاهدات والتزاماتها وضد مصالح مصر والسودان.. بل وضد المصالح الحقيقية لأثيوبيا التى لا يضمنها شئ أكثر مما يضمنها التعاون الوثيق بين الشركاء الثلاثة لوحسنت النوايا والتزمت أديس أبابا بتعهداتها.
ولو كانت مصر لاتريد الخير لشعب أثيوبيا الصديق لما غلبت حسن النوايا وهى توقع إعلان المبادئ الذى احترمت هى والشقيقة السودان كل بنوده بينما تركته اثيوبيا وراء ظهرها وهى تواصل انتهاكاتها للقوانين والمعاهدات وترفض حتى اجراءات التحقق من سلامة السد، ثم تمضى فى انتهاكاتها بالملء الاول للسد فى العام الماضى!!
ولو كانت مصر لاتريد الخير لشعب أثيوبيا الصديق لما وافقت دون تأخير على مشروع السد الاثيوبى لتوليد الكهرباء كما قالت أديس أبابا، ولما ابدت استعدادها لتقديم المساعدة التى قدمتها فى عشرات السدود التى اقيمت على طول نهر النيل والتى التزمت بالقوانين والمعاهدات فحققت مصالح الدول التى أقيمت بها هذه السدود دون إلحاق الضرر بأى طرف من الشركاء فى مياه النيل.
ولو كانت لاتريد الخير لشعب اثيوبيا الصديق لما أبدت هى والسودان الشقيق كل المرونة فى كل جولات التفاوض التى أفشلتها عمدا أثيوبيا لانها  منذ البداية لاتضمر خيرا لمصر ولا للسودان. ولان هناك من يهييء لها انها قادرة على تحويل النيل الازرق الى بحيرة أثيوبية خاصة تتحكم من خلالها فى حياة ١٥٠ مليون مصرى وسوداني!!
ولو كانت مصر لاتريد الخير لشعب أثيوبيا الصديق لما تجاوزت عن استفزازات لم تتوقف من جانب أثيوبيا، وعن محاولات بائسة من جانب حكام أثيوبيا للإساءة لعلاقات مصر مع أشقائها فى حوض النيل، ولا على محاولاتها الزائفة لتصوير نفسها على انها تدافع عن حقوق شعوب أفريقيا.. وهى التى ما كانت يوما داعما لنضال إفريقيا من اجل التحرر والاستقلال  أو من أجل التنمية والتقدم، والتاريخ هنا لايرحم، الشعوب لها ذاكرة تعرف من كان فى صف  الاستعمار القديم أو الحديث، ومن كانت عاصمته هى عاصمة شعوب افريقيا المناضلة من أجل الحرية والاستقلال.
ولو كانت مصر لاتريد الخير لشعب أثيوبيا الصديق، لكانت أمامها الفرصة وحكام أديس ابابا يمارسون أقصى التعنت والتسويف امام العالم كله، ويرفضون اتفاقا شاركوا فى التفاوض حوله مع مصر والسودان ومع الولايات المتحدة والبنك الدولى فى واشنطون ولاستمعت الى ما قاله الرئيس الامريكى السابق ترامب لقد وجدت لهم اتفاقا، لكن اثيوبيا رفضته للأسف وما كان ينبغى عليها فعل ذلك لانه خطأ كبير ولترجمت ذلك الى فعل يصحح الخطأ..  لكن مصر صبرت وتركت لاثيوبيا الفرصة لتصحح الخطأ ولتعود الى الطريق الذى لا بديل عنه بالتوافق على الحل العادل والمنصف من خلال اتفاق قانونى ملزم يحقق مصالح كل الاطراف.
وحتى الآن مازالت مصر تمنح الفرصة للتوصل الى الحل المنشود قبل ان تقدم «أديس أبابا» على الخطأ الأكبر اذا أقدمت على الملء الثانى لبحيرة السد دون هذا الاتفاق، تعرف أثيوبيا ان هذا خط أحمر وان المساس بأى نقطة مياه من حق مصر سيكون رد الفعل عليه أكبر بكثير مما يتصوره أحد وتعرف ايضا ان أى تفاوض قادم سيكون حاسما، ولن تكون فيه فرصة للتسويف أو المراوغة إما اتفاق قانونى ملزم يحقق مصالح كل الاطراف ويضمن حقوقها، وإما ان يتحمل حكام اثيوبيا العواقب امام شعبهم وأمام العالم كله.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة