شيماء البندارى مدير مخزن الحديث والتراث
شيماء البندارى مدير مخزن الحديث والتراث


«السلطان حسن» درس فن العمارة في العصر المملوكي

أخبار اليوم

الجمعة، 02 أبريل 2021 - 09:06 م

تعكس المعروضات الإسلامية بالقاعة المركزية في المتحف الفن والأصالة المصرية على امتداد العصور الإسلامية التي شهدتها مصر، وتضم مجموعة من المعروضات والقطع الشاهدة على تلك العصور، لذا قمت بجولة مع شيماء البنداري، مدير مخزن الحديث والتراث، للتعرف على تفاصيل المعروضات وأهميتها وحكاياتها.

                                    منبر وباب من الأربسك

 من أمام المشربية الخشبية البديعة بدأت تقول: هذه القطعة لها أهمية كبيرة فى مصر، وتسمى المشربية أو المشرفية، وهى كلمة مستحدثة لم تكن موجودة من قبل، دخلت مصر فى العصر الفاطمى، ويقصد بالمشرفية الشباك الخشبى المطل على داخل ساحة القصر أو البيت، تعلوها كوابيل، و4 شبابيك مصنوعة من الجص الملون، لتعكس  أشعة الشمس بألوان جميلة بالداخل، أما المشربية فلها شرفة لوضع «القلل الفخار» لشرب الماء البارد.


ومن المعروضات أيضاً «المنبر»، ويظهر فن الخشب والزخرفة بما يطلق عليه الطبق النجمى ومطعم بالعاج، وعليه اسم «أبو بكر مزيم» وبجواره باب خشبى يحاكى المنبر فى أسلوب الزخرفة، والأطباق ذات البريق المعدنى التى عرفتها مصر أواخر العصر العباسى وبداية الفاطمى، وتعتمد على فن التذهيب برسومات وزخارف، وكذلك الأباريق و»الطسوت»، وتميزت فى العصر المملوكى، وتشير إلى ظهور فن «التكفيت» بالفضة والذهب، وعليها أسماء الملوك وألقابهم.


وأهم ما يميز العصر المملوكى العمارة فى تلك الفترة، ويعتبر جامع «السلطان حسن» مدرسة تدرس فن العمارة، وضخامة المبنى والأموال التى أنفقت على الجامع، كلها أمور تشير إلى قوة الدولة والسلطان آنذاك، ويعرض نموذج للجامع بقاعة العرض. ومن أهم ما يميز العصور الإسلامية بشكل عام «المشكاوات» التى استخدمت للإنارة بدلاً من «المسارج»، وتكتب عليها الآية الكريمة: «الله نور السموات والأرض»، واسم السلطان و«الرنك» وهى الشارة الخاصة بكل ملك، مثل الأسد والسيوف والنسر، ويعادل الشارات فى العصر الفرعونى «الخراطيش الملكية». ويعرض 22 «مشكاة» منقولة من مسجد الرفاعى، وترجع لعصر عباس حلمى الأول، ومعروضة بالشكل الذى كانت موجودة عليه فى المسجد، ومحفور عليها تاريخ 1233 هجرية، وبعد ذلك ظهرت الشماعد والطغراء فى العصر العثمانى، وتوجد فاترينة خاصة « بالأسطرلاب» أو «البوصلة»، وعلم الفلك.


وأثناء الجولة تصادف الاحتفاء بوصول قطعتين فريدتين، قادمتين من المتحف الإسلامى فى باب الخلق، الأول صندوق على شكل مصحف للسلطان الغورى مطعم بالعاج، والصندوق بداخله 30 ضلعاً، لوضع أجزاء المصحف بداخله، وصندوق آخر من العصر الفاطمى، عليه زخارف يندر أن توجد فى صندوق خشبى، من اكتشافات البعثة البولندية، إلى جانب «كرسى عشاء»، عليه تكفيت على شكل التفريغ أو «الشفتشي»، وكان يستخدم لوضع «صينية» الطعام، وأخرى ترجع لعصر الناصر محمد بن قلاوون أقوى السلاطين المماليك. كما توجد محاكاة لسبيل «كتخدا»، وهو ليس وقفاً للشرب فقط، وإنما وقف للدراسة والكتب وتحفيظ الأطفال القرآن، وخلفه صهريج ماء لتوزيع المياه بالمجان.


 وبعدها انتقلنا للعصر الحديث، لتستكمل شيماء حديثها قائلة: نعرض لوحة زيتية لمحمد على، ونموذجاً للقناطر الخيرية، وتمثالاً للخديو إسماعيل من البرونز ببدلة التشريفة والنياشين، ونجحنا فى الحصول على نفس النياشين التى تحاكى الموجودة فى التمثال، وتم عرضها بجوار التمثال، ونعرض تمثالاً لطلعت حرب، ونموذجاً لبنك مصر القديم، وعملات تذكارية من هذه الفترة، ونعرض فى الفاترينة الأخرى نماذج للملابس والحلى الشعبية تمثل جميع أنحاء مصر، وبجوارها نماذج فرعونية تعكس الامتداد التاريخى لصناعة الحلى، وكذلك أعمال من الخزف لفنانين معاصرين، محمود مختار وسعيد الصدر، وبجوارها قطعة أصلية من فخار الحافة السوداء، ليظهر التواصل الحضارى من العصر الفرعونى حتى العصر الحديث. 
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة