قتل الأطفال
قتل الأطفال


اغتيال البراءة.. قرباناً للخيانة

بوابة أخبار اليوم

السبت، 03 أبريل 2021 - 01:04 ص

كتب|خالد عثمان

 

◄الأطباء: إقحام المرض النفسى فى ارتكاب جرائم الأطفال «شماعة» للهروب من المسئولية القانونية والعقاب
◄رجال الدين:الخالق حرم قتل الأولاد.. وأودع فى قلوب الأبوين الحب والرحمة
◄الخبراء: الدولة والإعلام مسئولان عن مواجهة الظاهرة داخل المجتمع

«قتل الأطفال وتقديم أجسادهم للجن, للمساعدة في فتح مقابر قدماء المصريين والحصول علي محتوياتها من كنوز»، وكذلك «قتل الأطفال فى حالات الخيانة الزوجية.. عندما يري أمه تخون أباه مع عشيقها، فيقتلانه»، وكذلك «الأطفال تعمل دوشة والأب مدمن مخدرات فيقتل الطفل»، وكذلك «صراع الأزواج داخل البيت وتراشقهما بالألفاظ ثم محاولة التعدى على بعضهما البعض يصل لقتل الطفل بالخطأ» و»أحياناً الأب متعاطى الحشيش يتركه فى متناول أيدى الأطفال فيبلعها على أنها حلوى فيموت»، و»إهمال الوالدين في البيت بترك الأطفال تلهو بلا مراقبة فيموت من خطأ نتيجة تعاطى أدوية أو بملامسة الكهرباء أو السقوط من أعلى» و «أحياناً أحد قريب من الأسرة يتحرش بالطفل فيخاف من الفضيحة فيقتل الطفل».. ما سبق وغيرها من جرائم بشعة تعد عقابًا شديدًا لبراءة الأطفال تنتهى بقتلهم.


«الأخبار المسائى» تلقى الضوء علي أهم قضايا قتل الأطفال التي هزت الرأى العام, فهناك  داخل سراى نيابة قسم أول شبرا الخيمة, أمرت النيابة بحبس المتهمة بالتسبب فى وفاة طفلتيها داخل شقتها بسبب تسريب الغاز أثناء ممارستها علاقة آثمة مع عشيقها وإصابتها وعشيقها باختناق ونقلهما للمستشفي. 

وفى مركز المنصورة قررت النيابة العامة تجديد حبس الأب المتهم, بذبح نجله، مدعيًا أن المجنى عليه تحرش بشقيقته وهى نائمة 3 مرات، في حين أنكرت شقيقة المجني عليه ادعاء والدها, وفي الإسكندرية تخلص عامل خردة من طفلته 14 سنة بدعوي خروجها المتكرر وسوء سلوكها.

وفي القاهرة قضت محكمة الجنايات بإعدام حلاق قتل طفلاً بعد خطفه، مطالبًا بفدية من أهليته 60 ألف جنيه، وقام والد المجني عليه بالاتصال بالأجهزة الأمنية، فقرر المتهم التخلص من الضحية حتي لا يفتضح أمره, وفي قنا كشفت الأجهزة الأمنية اختفاء طفلة من أمام منزلها والعثور علي جثتها مدفونة داخل حوش مهجور بين الزراعات، حيث تبين أن أحد أقاربها وراء الجريمة، وأنه قام باستدراجها وسرق منها قرطها الذهبي وخنقها حتي فارقت الحياة، وقام بدفنها في الحوش خوفًا من افتضاح أمره.

وشهدت منطقة أوسيم بالجيزة جريمة قتل بشعة، حيث تجردت أم من مشاعرها الإنسانية ومشاعر الأمومة وتخلصت من طفلتها التي لم تتعد عامًا ونصف بمساعدة شقيقها وعمها، حيث قامت بخنقها بكل بشاعة حتي لفظت أنفاسها الأخيرة، وذلك بسبب خلافات مع زوجها وشكه في نسبها له وخشية افتضاح أمرها ارتكبت جريمتها.


وفي سوهاج كشفت الأجهزة الأمنية لغز مقتل ربة منزل وابنتيها، حيث تبين أن الزوج وراء الجريمة بسبب قيام زوجته بقتل طفلة جارتهم ومطالبة أم الطفلة بمبلغ مالي مدينة لها به، وأنه ارتكب جريمته خوفًا من بطش أسرة الطفلة المجني عليها بزوجته وأولاده وتمكنت مباحث سوهاج من ضبطه. 


وفي قنا عثر الأهالي علي جثة طفلة ملقاه داخل حوش وتبين أن وراء ارتكاب الحادث عاطل ونجل خاله والدة المجني عليها، حيث قاما باستدراجها وخنقها بغرض سرقة قرطها الذهبي، وعقب تقنين الإجراءات تمكنت مباحث قنا من ضبطهما, وفى كرداسة تخلص زوج وزوجته من طفلتهما البالغة من العمر 10سنوات بدعوي تأديبها وتقويم سلوكها وأنهما اعتادا تقييدها وتعذيبها, وتم ضبطهما, وفي الإسكندرية تجردت أم من مشاعر الأمومة والإنسانية وقامت بتعذيب ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة حتي الموت بمساعدة زوجها بسبب تبوله اللا إرادي وتمكنت مباحث الإسكندرية من ضبطهما. 


وفي الجيزة تجردت أم من مشاعر الأمومة، حيث قامت بقتل طفلها الرضيع في منزلها بزاوية أبو مسلم بمركز أبو النمرس بسبب معايرة زوجها لها بحملها منه قبل إتمام الزواج، وتم القبض علي الأم المتهمة, وفي كفر الشيخ شهد مركز الحامول جريمة قتل بشعة، حيث أقدم أب علي التخلص من ابنته البالغة من العمر 6سنوات وإلصاق الجريمة بوالده ليزج به في السجن ويستولي علي أمواله وألقي بطاقة والده الشخصية بجوار الجثة بعد أن قام بمغافلته واستولي عليها للتخلص منه والاستيلاء علي أمواله لمرور ه بضائقة مالية ورفض والده إقراضه أية أموال مما أثار حفيظته.


«الأخبار المسائى» استطلعت آراء الخبراء وعلماء النفس والاجتماع حول انتشار هذه الجريمة البشعة.. 


يقول المعالج الأسرى وليد سامى: ظهر خلال الآونة الأخيرة على سطح المجتمع, عدة جرائم بحق الأطفال منها الاعتداء الجنسي والخطف وبعضهم أدى إلى القتل فى النهاية وهذه الظواهر غريبة على مجتمعنا, مضيفاً أنه يجب أن نعيرها كل الاهتمام، ويجب أن تكون هناك توعية شاملة لما استجد من هذه الظواهر، فهناك أطفال تم التغرير بهم واستدراجهم وسرقة ما معهم سواء كان شيئاً ضئيلاً أو كثيرًا ومنهم من تم استدراجه من هؤلاء الطفال والاعتداء عليه جنساً وقتله فيما بعد حتى لا تنفضح جريمة الفاعل, ومنهم من يتم استعماله لبيع المخدرات وتعاطيها, لأن الأطفال بالنسبة لهؤلاء المجرمين ولما يحملونه من فطرة لا تعرف كثيرًا من الحذر يصبحون لقمة سائغة لهؤلاء المجرمين.


ويشير المعالج الأسرى إلى أنه  يجب علينا توعية الأب والأم  بعدة أشياء من أهمها أن يكون الطفل تحت نظرهما دوماً، وفي كل مكان، كالأسواق والأماكن العامة، وعدم خروج الطفل بمفرده، مؤكداً أنه يمكن التخلص من كل مشاكل الاختطاف بالمتابعة والملاصقة والاهتمام.


وتطرق المعالج الأسري إلي المخاطر النفسية على الطفل المختطف، سواء كان الخطف من أجل فدية مالية أو لغرض جنسي، لأن هذه المخاطر قد تصاحب الطفل بقية عمره، فقد يكبر كارهاً للمجتمع، لأنه لم يحمه من الاختطاف، وربما يتحول إلى مجرم عنيف أو يعاني الاكتئاب، وقد يتطور الأمر ويصبح مريضاً نفسياً، كذلك يمكن تلافي هذا كله لو حاول الأهل علاج الابن المختطف نفسياً، لأن البعض يخشى من الفضيحة أو يكون غير واعٍ بأهمية مراجعة الطبيب النفسي لمداواة الطفل من آثار الاختطاف.


ويقول الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إنه يجب عدم إقحام المرض النفسى فى ارتكاب الجرائم كوسيلة للهروب من القصاص، مؤكدًا أن المجرم يستخدم المرض النفسي «شماعة» للهروب من المسئولية القانونية والعقاب المنتظر.


ويتابع أن من يدعى المرض النفسي من المتهمين كوسيلة للهروب من العقاب يجب متابعة أقواله وطريقة سردها هل هي متزنة أم لا، وأسلوب ارتكاب الجريمة، وتقديم تاريخ مرضي للنيابة يتمثل في «روشتات» الكشف الطبي الذي خضع له أثناء علاجه، وأيضًا الاستماع إلي أقاربه وجيرانه حول سلوكه وتصرفاته، وفي حال ثبوت اهتزاز للشخصية وتشكك النيابة في حالته النفسية، تقرر تحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية ليظل فيها 45 يومًا تحت المتابعة للتأكد علميًا من حالته النفسية.


وطالب استشاري الطب النفسي الدولة بالتدخل بتفعيل الدور الثقافي داخل المنازل بين أفراد الأسرة الواحدة وداخل المؤسسات التعليمية بين الطلبة في المدارس والجامعات وذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة.


وفي نفس السياق يقول الدكتور إبراهيم عبد الفتاح خليفة، من مشايخ وزارة الأوقاف، إن فطرة الله التي فطر الناس عليها أن أودع في قلوب الوالدين محبة الولد والشفقة عليه والحزن على فراقه، فهذا يعقوب عليه السلام يقول: «يأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ» (يوسف: 84، وقال تعالى: «وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ* قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ* فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ»، مضيفًا أنه لا شك أن الولد ثمرة الفؤاد، ففي حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي، فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد. 


وهذه أم موسى حين التقط آل فرعون موسى فرغ قلبها من الصبر فقال تعالى: «وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وقال ابن كثير رحمه الله: «يقول تعالى مخبرًا عن فؤاد أم موسى حين ذهب ولدها في البحر: كأنه أصبح فارغًا، أي من كل شيء من أمور الدنيا إلا من موسى». 
كما حرم الله تعالى قتل الأولاد خشية الإملاق وهو الفقر، ووصفه الله بأنه خطأٌ كبيرٌ، فقال تعالى: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ»، فالنهي عن قتل الأولاد أحد الوصايا التي تضمنتها هذه الآية الكريمة. 


وأشار الدكتور إبراهيم إلى أن التحريم هنا يتناول قتل البنات والبنين ودفنهم وهم أحياء ودفنهم بعد قتلهم.
ومن الآيات الدالة على التحريم قوله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا»، وكان أهل الجاهلية يئدون البنات بل كان أحدهم ربما قتل ابنته لئلا تكثر عيلته، فنهى الله تعالى عن ذلك وقال: «وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ»، أي خوف أن تفتقروا في ثاني الحال، ولهذا قدم الاهتمام فقال: «نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ» وقوله: «إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا»، أي: ذنبًا عظيمًا. 


ومن الأدلة على أن قتل الأولاد من أعظم الذنوب حديث عبد الله بن مسعود، قال: قلت يا رسول الله، أي الذنب عند الله أكبر؟ وفي لفظ لمسلم: أعظم؟، قال: أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك، قلت: ثم أي؟، قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟، قال:  أن تزاني بحليلة جارك، قال: ونزلت هذه الآية تصديقًا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا».

اقرأ أيضا: فيديو| الخيانة الزوجية والعنوسة تقتل 60 شخصًا شهريًا بمصر


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة