السبت، 03 أبريل 2021 - 09:45 ص

في السنوات الأخيرة، أخذت مجموعة من الكهوف الغريبة تبوح بأسرارها بعد أن غمرتها مياه الأمطار لتشكل واحدة من أشهر كهوف العالم العملاقة.

هنا وفي شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، حدد العلماء مجموعة صغيرة من الهوابط التي تحدث فيها عملية «تكلس مميزة» في بيئة جافة ولكن تحت الماء، أو ما تم إطلاق عليه تشكيلات أجراس جهنم.

 
على مدار تاريخ الأرض، احتفظت يوكاتان بطبيعة بيئية خاصة للغاية؛ إذ تآكلت التربة من الحجر الجيري في شبه الجزيرة المكسيكية وانهارت، لتصبح الفجوات الناتجة عن هذا التآكل ممتلئة بمياه الأمطار.

اقرأ أيضا| حكايات| حين ألقته الأم «يوكابد».. هنا يقع اليم المنقذ لنبي الله موسى

حضارة المايا التاريخية اعتبرت أن كهوف الحجر الجيري في تلك الجزيرة تمثل العالم السفلي لهم أو ما أطلقوا عليه «مكان الخوف»؛ حيث كانوا يقدمون ذبائح حيوانية وبشرية للآلهة في بعض الكهوف، ولا تزال بعضها تحتفظ بعظامهم في قاعها.

لم يستطع البروفيسور الدكتور ولفجانج ستينيسبيك من معهد علوم الأرض بجامعة هايدلبرج وفريقه البحثي الألماني المكسيكي الصمود أمام مشهد مداخل تلك الكهوف ليغوص بفريقه في عمق الكهف ليزيح الستار عن لوحة إبداعية لعدد من الهياكل الحلوزنية التي ظهرت تحت الماء.

هذه الهياكل أخذت أشكال أجراس معلقة طولها من متر إلى مترين بمكونات من البكتيريا والطحالب ويطلق عليها أيضًا الهوابط، والتي نتجت على مدار آلاف السنين من العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تجف فيها المياه الجيرية، تتساقط منها قطرات الماء على أرضية الكهف.

تبدو «أجراس جهنم» داخل الكهف العملاء مفتوحة بشكل مخروطي ومجوفة ولها مقاطع عرضية مستديرة أو بيضاوية الشكل أو على شكل حدوة حصان، ومع ذلك فليس فقط شكلها وحجمها فريدان، ولكن ظروف نموها أيضًا.

ولعل ما بدا غريبًا لفريق البحث أن الهياكل المخروطية «الأجراس» تشكلت في بيئة خالية تمامًا من الضوء في قاعدة وحدة للمياه العذبة يبلغ سمكها 30 مترًا، والتي تقع مباشرة فوق منطقة خالية من الأكسجين تحتوي على مياه مالحة سامة بها كبريتيد. 

لكن العلماء توصلوا في النهاية إلى أن تلك التكوينات تشكلت تحت الماء من اليورانيوم والثوريوم للهياكل الجيرية، ثم غمرت المياه المناطق العميقة من الكهوف منذ آلاف السنين.

عالم تحت الماء في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك يمثل نظامًا بيئيًا غامضًا يمكن أن تتشكل فيه أكبر الكواكب الكهفية تحت الماء المعروفة اليوم في المناطق الفاصلة بين المياه العذبة والمالحة الأثقل تحتها.