بسام الشماع خبير اثار مصر القديمة
بسام الشماع خبير اثار مصر القديمة


خبير آثار: موكب الممياوات حدثا فريد ولا صحة للعنة الفراعنة

دعاء زكريا

السبت، 03 أبريل 2021 - 05:35 م


انتشر في الفترة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي شائعة تربط ما بين الحوادث التي شهدها الشارع المصري مؤخرا وما بين موكب الممياوات وغضب ملوك مصرالقديمة وإطلاقهم  لعنة الفراعنة التي تسببت في تلك الحوادث .

وذكر بعض المهتمين بالموضوع أن تلك اللعنة عبارة عن طلاسم وضعها المصري القديم بحيث سخرت مردة من الجن القوى لحماية ممياوات ملوك الفراعنة ولكن العلم كان له رأي أخر حيث أكد الدكتور بسام الشماع خبير آثار مصر القديمة أن موكب الممياوات حدثا فريد و انه لا يوجد شيء اسمه لعنة الفراعنة وهذه خزعبلات وجهل وتزييف للتاريخ والوعي المصري والإنساني كذلك محض اختراع من هوليود والسينما العالمية في الأفلام ليس إلا كما انه اختراع من الصحافة الأوروبية التي بدأت بالكتابة في هذا الموضوع.

 
وأشار الشماع إلى أن أسباب ما يحدث من حوادث ومواقف عند افتتاح المقابر والتوابيت  له أكثر من تفسير علمي وطبي ولا علاقة لها بلعنة المومياوات ويوجد أكثر من موقف حدث يدل على أن هذه اللعنة مجرد خرافة ومنها.

 


  ما حدث في مقبرة توت عنخ إمن وهى المقبرة (رقم ٦٢) بوادي الملوك بالبر الغربي من الأقصر عندما أكتشف "هاورد كارتر" المقبرة وهو أول من دخلها كان ذلك عام (١٩٢٢م) ولم يحدث له شئ بل توفى عام (١٩٣٩م) أى أنه قد عاش بعد دخول المقبرة واكتشافها بـ (١٧ سنة) ولو كان يوجد هناك لعنة فراعنة أو لعنة مومياوات كما يزعمون لكان مات بعد دخول المقبرة مباشرةً.


كذلك  أول من أكتشف سلالم مقبرة "توت عنخ إمن" سلمه {"كان طفل صغير أقصرى  يبلغ من العمر ١٢ عام وأسمه حسين عبد الرسول" وقد أكتشف المقبرة عندما كان ينقل الماء للعمال المسؤولين عن التنقيب في هذا المكان تحت قيادة هاورد كارتر.

 


وقد توفى هذا الطفل وكان كبير في السن أي بعد اكتشاف المقبرة بسنوات عديدة فلو كان هناك لعنة لكان  مات بعد فتح المقبرة واكتشافها مباشرةً. أما بالنسبة لـ "اللورد كارنارفون" وهو الممول المالي  لاكتشافات "هاورد كارتر" وقد كان أسمه مُتعلق بالملك "توت عنخ إمن" بشكل كبير وقد توفى بشهور قليلة بعد اكتشاف المقبرة وبعد هذا بدأت من جديد قصة لعنة الفراعنة في الظهور مرة أخرى ولكن الحقيقة أنه توفى على أثر إصابته بـ "تسمم في الدم" وكان متواجد في مصر بصفة كبيرة ودائمة لأنه كان مريض ونصحه الأطباء بأن جو مصر سوف يُقلل من مرضه ويرفع من نسبة شفاؤه.


وأضاف الشماع أن افتتاح مقبرة "توت عنخ إمن" حضره حوالي "٢٦ شخص" منهم "٦ أشخاص" فقط ماتوا في خلال "١٠ سنوات" من افتتاح المقبرة وهذا يؤكد أن لعنة الفراعنة مجرد خُرافات وخزعبلات لا أساس لها من الصحة أم عن السبب الأساسي في تسبب المومياوات في حدوث موت بعض الأشخاص أو بعد الحوادث بعد فتح المقابر أو العثور على المومياء فهذا يعود لبعض أسباب طبية وعلمية عديدة منها  أن بعض المومياوات تحتوى على  أنواع العفن مثل (aspergillus niger) و (aspergillus flavus) وهذان النوعان من العفن تؤدى إلى وجود نوع الحساسية في الجسم وتؤدى إلى نزيف في الرئة.


وبعض الحوائط بالمقابر أكتشف عليها نوع من أنواع البكتيريا تُهاجم الجهاز التنفسي مثل (pseudomonas) و (staphylococcus).
كذلك وقد وجد في التوابيت المُغلقة بعد اكتشافها تركيزات كبيرة من غازات (الأمونيا والفورمالدهايد والهيدروجين سلفيت) وهذه التركيزات العالية والخطيرة تؤدى إلى "حرقان في العين والأنف مُصاحبة بأعراض تشبه الالتهاب الرئوي" ويمكن أن تتطور هذه الحالات الخطيرة من الإصابة وتؤدى بعد ذلك إلى الوفاة.
كما وجد على بعض الحوائط للمقابر فضلات الخفافيش وتحتوى هذه الفضلات على فطر يؤدى إلى مرض تنفسي أشبه بالأنفلونزا 

وأوضح الشماع أن بداية فكرة لعنة الفراعنة جاءت بعد اكتشاف نصوص اللعنات التي نقشها المصري القديم على أبواب المقابر لحمايتها من اللصوص لما كانت تحتوى عليه من كنوز. 

 وكان المصري القديم  يحترم المتوفی وله نظرته المختلفة للعالم الآخر والحياة مابعد الموت ولهذا بنى المقابر ومنع التعدی عليها وسرقتها أو نبشها وكان يريد بقاء المتوفى في سلام .


 وقد كتب المصري القديم على المقابر نصوص تسمی "نصوص اللعنات" لكل من يحاول التعدي على المقابر وإخراج جثة المتوفى منها.


وقد  كتب سيلفرمان عن اللعنة: "نص تم نقشه في مقبرة ملكية مصرية" :ملعونون هم الذين يقلقون راحة الملك. هم، من سوف یکسر ختم هذه المقبرة سوف يقابل موت بواسطة مرض لا يستطيع أي طبيب أن يُشخصه). كذلك فى مقبرة  ("خنتى كا خيتى" سقارة: أسرة ٦) كُتب على الواجهة:-  


"بالنسبة للذين يدخلون مقبرتى هذه نُجساء وسوف يُحاكمون .. وتكون لهم نهاية .. وسوف اهجم على رقبتهم كطائر. "وسوف أهجم على رقبتهم كطائر" وسوف أبُث رُعبى فيه".


اما فى مقبرة "عنخ تيفى" على الواجهة :-
"
أى شخص يفعل شراً أو سوءاً لهذا التابوت. فربما حمن (معبود) لن تتقبل منه أى قرباناً تُقدمه ولن يرثه أى وريث".كذلك من نصوص اللعنات :  {لأى شخص يفعل شيئ ضد مقبرة "منتو إم حات" سوف يكون .. بدون وريث من زوجته}.  أى شيئ سوف تفعله ضد هذه المقبرة التى هى لى للجبانة، [المِثل سوف يحدث] ضد مُمتلكاتك، ولكن بشأن أى مُخالف أو أى جاهل الذى سوف يقلب (يسقط) (الهبة) بعد هذا الذى سمعه: إسمه لن يكون له وجود .. (هو لن) يُقبر (يُدفن) فى الجبانة .. وهو سوف يتم (حرفياً) طهيه مع المُجرمين .. الذي زرع المعبود ضد المُعوقات .. معبوده المحلى يرفضه".

ويقول الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أسوان السابق إنه يوجد عدد من الوقائع التى باتت تُعرف بلعنة الفراعنة، مثل غرق سفينة تيتانيك، وكان من ضمن ركاب السفينة صحفى، يُدعى ويليام ستيد، الذي أعلن وقبل أن تُبحر السفينة في رحلتها المشئومة أنه خبأ داخل سيارته الموجودة في مخزن السفينة مومياء مصرية، وبعد غرق السفينة أغلب التحليلات كانت تقول إن السفينة غرقت بسبب لعنة المومياء المصرية!.


وأضاف: من الغرائب والعجائب أن قصة غرق السفينة ارتبطت بأثر آخر موجود فى المتحف البريطانى، وهو أثر رقمه "22543" وموجود في القاعة 62 بالمتحف، والناس أطلقوا عليه المومياء الملعونة والمتحف اشتراها عام 1889م، وكانت السبب فى موت الكاتب والصحفي البريطاني برترام فلتشر روبنسون الذى كان يعمل بحث عن تاريخ ما يُسمى بالمومياء الملعونة، وأثناء بحثه مات وعمره 36 سنة، رغم أن الأثر لم يكن مومياء وإنما غطاء مومياء من الخشب والجص وهذا إنما يدل أن لعنة الممياوات كما يقال ليس له أساس من الصحة .

 

اقرأ أيضا |العجلات الحربية داخل المتحف المصري لنقل المومياوت الملكية.. فيديو

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة