صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الأيتام الأيتــام.. فى حضن الدولة

تستهدف دمجهم فى المجتمع .. «باقة مبادرات» لدعم الأيتام

آية فؤاد

الأحد، 04 أبريل 2021 - 10:24 ص

أوصانا الله باليتيم وجعل رعايته من أفضل الأعمال التى تقرّب الإنسان من الجنّة ومن أفضل البر وأعظم سبل الإحسان، ويحتفل العالم بـ"يوم اليتيم" فى أول جمعة من شهر أبريل من كل عام، أى بعد ساعات من صدور العدد، وهو فرصة للتعبير عن حب ودعم أولئك الذين عانوا فقد الأب والأم أو أحدهما.. وفى هذا الملف، نقترب من عالم الأيتام، وأصحاب القلوب الرحيمة التى تدعمهم، ودور الدولة فى رعايتهم، والمبادرات التى تسعى لدمجهم فى المجتمع وتقدم لهم العديد من الخدمات، كما نروى قصة أشهر شاب فى مصر تربى فى دار أيتام ولايزال يعيش على أمل الوصول إلى أهله، كما تحدثنا إلى أمهات حاضنات أشرقت حياتهن بعد كفالتهن أطفالاً من دور الأيتام، ونتطرق أيضاً إلى أشهر الأيتام الذين خاضوا العمل فى المجال الفنى وأحبهم الجمهور وتركوا بصمة على الشاشة.
هى دعوة لتذكر هؤلاء الأطياب الذين لا ذنب لهم فى أنهم خرجوا إلى الحياة فلم يجدوا من يحملون أسماءهم، ويكونون امتداداً لهم، وأن نؤكد لهم أنهم وإن فقدوا ذويهم فهم جميعاً فى قلوبنا.

ضمن الحماية الاجتماعية والدمج فى المجتمع التى تقرها وتؤكد عليها الدولة للحماية والنهوض بأوضاع الأيتام، وضعت جهات عدة على عاتقها إطلاق باقة من المبادرات لدعم الأيتام وتقديم كافة الخدمات التى تهتم بشئونهم، ودمجهم فى المجتمع، مثل مبادرة "ولادنا" التى تهتم بفتح حسابات استثمارية خاصة بأسماء الأيتام وكريمى النسب، ومبادرة "بينا" التى تتنوع أنشطتها لخدمة الأيتام فى دور الرعاية، ولا يمكن استثناء المبادرات التى تحث على كفالة الأيتام وإيجاد أسر بديلة لهم.

«بينا» هدفها بناء قدرات الأطفال داخل دور الرعاية

«ولادنا» تفتح حسابات استثمارية للأيتام وكريمى النسب

أطلقت وزارة التضامن الاجتماعى مبادرة بعنوان "بينا" عام 2015 لتحفيز الجهد التطوعي، وتعزيز فكرة المسئولية المجتمعية للمجتمع بأكمله لصالح تحسين جودة الخدمات الموجهة لأبنائنا داخل دور الرعاية الاجتماعية من خلال الجهد التطوعى.

فى هذا السياق، تقول مديرة المبادرة، رحاب عبدالله: تعمل "بينا" على أكثر من محور لتقديم خدماتها لأولادنا الأيتام، الأول هو جذب وتأهيل وتدريب المتطوعين لتقديم خدمات تتوافق مع مهاراتهم لصالح الأيتام، والثانى يرتكز على بناء قدرات الأطفال داخل دور الرعاية وتطويرها، والمحور الثالث يستهدف دمجهم فى المجتمع والتسويق المجتمعى لقضايا الأيتام.

تتابع: تعمل المبادرة على تحقيق أهداف المحاور السابقة من خلال إقامة الأنشطة المختلفة للأطفال لدمجهم مع بعضهم البعض ومع المجتمع حتى لا يتسلل إليهم إحساس أنهم مختلفون أو أقل من غيرهم، ومن أهم برامج الدمج التى تعمل عليها المبادرة حالياً "برنامج الجولدنز"، بحيث ينتمى لفريق المتطوعين فى المبادرة "بينا" متطوعون من أبنائنا الأيتام الكبار فى الدور الاجتماعية كدعوة لحب التطوع والعمل على أنشطة تطوعية مختلفة، وتقديم نموذج تطوعى جيد، ويساعدنا على ذلك القادة المؤمنون بقضاياهم وأهمية دمجهم داخل المجتمع.

أما بالنسبة لبناء المهارات، فأوضحت أن هناك برنامجين للدعم، الأول بعنوان "بينا تكنولوجي" لبناء قدرات الأيتام وتعليمهم مهارات الحاسب الآلى من خلال المتطوعين، والثانى "بينا كشافة"، حيث يتم تكوين فرق أعمار الملتحقين بها من 6 إلى 14 عاماً من 36 دار رعاية على مستوى الجمهورية وتضم 950 من البنين والبنات، لتعلمهم أن يكونوا مواطنين صالحين فاعلين داخل المجتمع من خلال الكشافة، بجانب التحضير للفرق الرياضية والدورات الرمضانية.
تضيف: برنامج "بينا تكنولوجي" نفذته المبادرة عام 2020، ومستمر معنا هذا العام، حيث بدأنا منذ عمل دراسة احتياجات دور الرعاية لمساعدتهم، واكتشفنا أن هناك 34 داراً لا يتوافر بها أجهزة كمبيوتر، وذلك تزامناً مع أزمة كورونا وبدء الدراسة أونلاين، فتدخلنا على الفور لشراء أجهزة كمبيوتر لأبنائنا فى دور الرعاية تحديداً من سن 12 إلى 15 سنة، وبالفعل وفرنا 67 جهازاً بتمويل من أحد البنوك، وتم توصيلها لأبنائنا فى دور الرعاية، وتسلمت الدور الأجهزة وفقاً للعقود والاتفاقيات بيننا، والتى التزمت بها الدور وهى أن تكون الأجهزة خاصة بالمذاكرة والأنشطة فقط، وحجب أى مواقع غير لائقة.

ومن خلال متطوعى مبادرة بينا وعددهم 107 متطوعين، تم عمل اختبارات لهم لاختيار أفضل 64 متطوعاً فى مهارات الحاسب الآلى، وكان كل جهاز يصاحبه متطوع لتعليم أولادنا مهارات الحاسب الآلى بعد توقيع عقود التطوع معهم وعقد الدورات التدريبية لهم فى كيفية التعلم مع الأطفال داخل الدار ووضع المادة العلمية المناسبة، وتم تصميم البرامج من خلال المتطوعين أنفسهم بناء على احتياجات الأطفال بالدور.

واستفاد من برنامج "بينا تكنولوجي" 350 من أبنائنا داخل الدور استفادة مباشرة، حيت تلقوا تدريباً لمدة 10 أيام فى مهارات الحاسب الآلى، واستفاد إفادة غير مباشرة من البرنامج بوجود الجهاز والإتاحة داخل الدار نحو ألف ولد وبنت، وحالياً نجنى ثمار المرحلة الأولى من البرنامج ومستمرون فى مرحلة جديدة.

وأشارت إلى أنه فى يوم اليتيم تتمنى أن يتم الانتباه لعدة نقاط كأهمية توعية المجتمع بأنهم أفراد من المجتمع من حقهم التعلم والزواج، ومعاملة اليتيم على أنه فرد طبيعى له حقوق وعليه واجبات، والتصدى لأى شكل من أنواع الاستغلال.

وأكدت أن الاحتفال مع اليتيم فى يومه أمر مهم، إذ يجب أن يشعر بحب الآخرين، فهو فرد مهم فى المجتمع فرضت عليه ظروف صعبة ومختلفة وهو ليس مسئولاً عنها، بل مسئول عن نجاحه وأن يكون نموذجاً مشرفاً، واليتيم له خصوصية لا بد من وضعها فى الاعتبار حتى عند  زيارته فى دار الرعاية، وبجانب الهدايا المادية فهو يريد أن يشعر بدعم نفسى ومعنوى.

ومن المبادرات المهمة أيضاً، تلك التى تم إطلاقها مؤخراً تحت عنوان "مبادرة ولادنا" التى تأتى فى إطار بروتوكول تعاون بين قطاع الشئون الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعي، وبنك ناصر الاجتماعى بهدف فتح حسابات استثمارية بأسماء كريمى النسب والأيتام.

وفى هذا السياق، يوضح محمد عشماوي، نائب رئيس مجلس إدارة بنك ناصر الاجتماعي، أن القانون يشترط عند تسليم أى طفل من كريمى النسب لأسرة بديلة فتح حساب له فى بنك ناصر، ولا يتم الصرف منه إلا عند بلوغ الطفل 21 عاماً.

وأكد أنه سيتم منح امتيازات خاصة لمبادرة "أولادنا"، حيث سيتم منح حسابات الأطفال بعائد يزيد على المتبع بالبنك بـ5%، وذلك بعد اعتماد الميزانية النهائية للبنك وفقاً لنتائج الأعمال فى نهاية السنة المالية، كما سيتم إعفاء جميع الحسابات المودعة بالبنك باسم أولادنا من المصاريف والرسوم البنكية المعتادة طوال فترة الإيداع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة