فهمي عمر
فهمي عمر


الخال الشهير .. وصاحب الإبداع الغزير

فهمي عمر.. عميد الإذاعة الرياضية

آخر ساعة

الأحد، 04 أبريل 2021 - 02:35 م

 

حوار/ شوقي حامد

مشــــــواري فــــــي بـــــــــلاط صاحبـــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقــد اســـــتحق التســــــجيل واســـــتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات «آخر ساعة» أروى بعضا مـــن مشاهده.

الخال فهمي عمر هو رائد الإذاعة الرياضية.. وناظر المدرسة القيادية.. وأستاذ فى الأكاديمية الإعلامية.. وعميد الجامعة التعبيرية.. المتخصص فى تقديم الدروس والعظات التربوية.. المتفرد فى تجسيد الشخصية النموذجية.. المتمسك بلكنته الصعيدية والحريص على استخدام الأساليب الأدبية فى بساطة ورقى وسلاسة وبعبارات وألفاظ ونغمات شجية وعفية.. هو أحد زعماء القبائل بالصعيد الجوانى الذى استحق أن يتحدث باسمهم ويعبر عنهم وينال من رئيس الدولة أكبر قسط من التوقير وأعلى قدر من التقدير.. هو العاشق لآلة «الميكروفون» فأنطقه وحرّكه واستخرج من خلاله كنوزا وثروات أدائية وجعل له رائحة ونكهة يفوح منها رائحة العطر وشذى المسك وجمع حوله العائلات وأرهف له الأسماع وانتظره الملايين من عشاق الرياضة فى برنامجه الشهير الأثير الذى كان يعلق فيه بأسلوب رصين جميل على مباريات الدورى الممتاز لكرة القدم..
الخال كما يلقبه الأشياع والأتباع بكل البقاع والأصقاع من مواليد قرية الرئيسية مركز نجع حمادى محافظة قنا فى ثلاثينيــــات القـــرن المــاضـى وأوفــــده والـــده شـــيخ قبائل الهمميـــــة إلـــــــى الإســــــــكندريـــــــة لاســــــــتكمال تعليمــــــه الجامعــــى بعــــــــد أن درس بالمراحل الابتدائية والثانوية بكلٍ من دشنا ثم قنا.. كان حلم الوالد أن ينتسب نجله للسلك القضائى ونزولا على رغبة العائلة التحق بكلية الحقوق جامعة فاروق الأول ويحصل عـــــلى درجة الليســـانـس عــــام ٤٩ وعمل كمتـــــــدرب فى مكتب أحد جهابذة القانون هو د. محمد صالح وتأهب من خلال وساطة عائلية كبيرة للانضمام للسلك النيابى غير أن الأقدار لعبت دورها ويجد فارسنا الهمام نفسه وقد أصبح إذاعيا دون أن يبذل جهدا أو يذرف عرقا.. ولم يبح بسره أو يكشف عن موقعه الجديد لوالده حتى لا يغضبه ولم يسرد قصته التى كان بطلها هو د. صالح صاحب مكتب المحاماة الذى عمل به وهو الذى تقدم بطلب بالنيابة عنه حيث كانت الإذاعة قد أعلنت عن رغبتها فى مذيعين جدد.. فصاحته ورجاحته وموهبته مكنته من اجتياز الاختبارات والمرور من التصفيات ليتم تعيينه رسميا مذيعا فى أوائل الخمسينيات وليتعلم فنون المهنة على أيدى رجالاتها الأوائل أمثال عبد الوهاب يوسف ومحمد محمود شعبان وحافظ عبدالوهاب، وأحمد الراعى وأنور المشرى وعلى خليل والسيد بدير وعبدالحميد الحديدي.
هام الخال فهمى عمر عشقا بنادى الاتحاد السكندرى الذى كان موقعه الحالى قريبا من مسكنه وشارك فى الرحلات التى كان ينظمها النادى لتشجيع الفريق فى مقابلاته القطبية القاهرية وأحب العمالقة: الديبة والصباغ والخولى وخطاب والجوينى وشتا ونجوم السلة السكندريين أمثال ألبير تادرس وحسين منتصر ويوسف أبوعوف.. وأصبح بعد ذلك من مريدى القلعة البيضاء لإعجابه الشديد بالظرفاء: حنفى بسطان وعبدالكريم صقر ومحمد الجندى وهم الذين كانوا على درجة عالية من الفنون والموهبة فضلا عن الأخلاقيات والسلوكيات العظيمة القويمة..
أسدى الصحفى الكبير عبدالرحمن فهمى نصيحة للخال فهمى بالاتجاه للعمل بالبرامج الإذاعية الرياضية وسرعان ما اشتهر فى هذا المضمار ببرنامج يتناول الشخصيات الرياضية ويوضح جانبا من حياتهم وخلفياتهم الشخصية.. ثم فاقت شهرته الآفاق ببرنامجه الأسبوعى التعليق على مباريات الدورى العام وظل يقدمه زهاء ثلاثين عاما من ١٩٥٥ إلى ١٩٨٢.. وتولى بعد ذلك مناصب تربوية وقيادية إعلامية حيث رأس لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضى وكذلك لجنة اختيار المعلقين الرياضيين.. من بين مآثره التى يفخر بها أنه قام بتقديم القائمقام أنور السادات للإعلان عن نبأ قيام ثورة يوليو ٥٢ وتقديم عدد من حفلات أم كلثوم وارتباطه بعلاقات وطيدة ببعض القامات أمثال عبدالمنعم مدبولى وفؤاد المهندس وعبدالمنعم إبراهيم وفرحات عمر وفؤاد راتب ويوسف عوف وأحمد الحداد.. وأنه أول من أسس شبكة الشباب والرياضة وصاحب الرقم القياسى فى تغطية ست دورات أولمبية إذاعيا ويدين بالولاء والانتماء الكامل للزمالك ويهوى قضاء وقته بنادى الجزيرة.. تشرفت بالاقتراب منه والعمل معه كعضو بلجنة ضبط أداء الإعلام الرياضى السابقة وأشهد أننا جميعا تعلمنا منه ونقلنا عنه واستمعنا له وكان نعم القائد الفاهم الواعى الرشيد الحكيم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة