ملك الأردن خلال حواره مع وكالة الأنباء الأردنية
ملك الأردن خلال حواره مع وكالة الأنباء الأردنية


ملك الأردن: كلنا جنود الوطن وحراسه وسنظل ملاذا آمنا لطالبي العون

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 04 أبريل 2021 - 03:41 م

◄ ملك الأردن: أفخر بأنني من هذا الشعب العظيم الذي لا يعرف المستحيل

◄ كلنا جنود الوطن وحراسه

◄ سيظل هذا البلد الغالي ملاذا آمنا لكل من يطلب العون

◄ تقدير خاص للتضحيات الكبيرة لكوادر الجيش الأبيض الذين ثابروا وعملوا وضحوا.

◄ أول لاجئ في العالم تلقى اللقاح ضد فيروس كورونا كان في الأردن.

◄ تلقيت لقاح كورونا التزاما بالتعليمات والتوصيات الصحية لجميع المواطنين.

 

على الرغم من صعوبة عام مضى، تحدث الملك عبد الله الثاني، لوكالة الأنباء الأردنية، بنظرة تفاؤلية واقعية، انطلاقا من إيمانه العميق بعزيمة الأردنيين والأردنيات، ووعيهم وقدرتهم على تجاوز الصعوبات وتحويل التحديات إلى فرص.

 

مئوية الدولة، كورونا وتداعياتها، والحرص الملكي المستمر على تحسين معيشة المواطنين والخدمات المقدمة لهم، ومواصلة مسيرة التطوير، الشباب ودورهم، تعزيز وحدة الصف العربي، ومكانة المملكة عالمياً، أبرز المحاور التي تناولتها المقابلة.

 

وقال الملك عبد الله الثاني، رسالتنا الثابتة هي أن صحة مواطنينا وسلامتهم ومصالحهم أولويتنا، نمر، كغيرنا من الدول، في ظروف صعبة واستثنائية، بسبب جائحة "كورونا"، ومنذ ظهور الوباء، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أبنائنا وبناتنا، لكن هذه الإجراءات أثرت على اقتصادنا وسبل معيشة مواطنينا، لذا تم اتخاذ ما يلزم من القرارات الحكومية لتخفيف أثرها على مختلف القطاعات وحماية الشرائح المجتمعية الأكثر تضررا، ووجهت الحكومة إلى الموازنة في قراراتها بين الحفاظ على الصحة العامة وحماية الاقتصاد الوطني، والسعي لتحويل التحديات إلى فرص.


وعلينا أن نتذكر أن المعركة مع "كورونا" لم تنته بعد، وواجبنا جميعا الالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، وغير ذلك من إجراءات السلامة العامة، بالتزامنا جميعا، سنتمكن من تجاوز هذه الجائحة بشكل أسرع، بإذن الله.


وأضاف الملك عبد الله الثاني، قائلا: نحن نتفاعل مع الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الجائحة وتبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وقفنا مع الأشقاء والأصدقاء، مثلما وقف بجانبنا العديد منهم، مشكورين. استثمرنا في علاقاتنا مع دول العالم، لنكون من أوائل الدول التي تمكنت من تأمين وصول جرعات من المطاعيم، وهنا، دعني أشير إلى أن هذا البلد كان حريصا على شمول أشقائنا اللاجئين في خطة توزيع اللقاح، شأنهم شأن كل الأردنيين، انطلاقا مما يحمله الأردن من رسالة إنسانية، فهنا، تلقى أول لاجئ في العالم اللقاح ضد فيروس كورونا.

 

وعلى الصعيد المحلي أوضح العاهل الأردني، أن بلاده تعاملت مع الأزمة وفق منهجية مؤسسية، وبتعاون بين جميع مؤسساتنا، وكان التحدي هو تطوير الأداء وآليات العمل في ظل تغيرات متسارعة، وبمقارنة الأرقام مع غيرنا، فإن الأردن، بحمد الله، ارتقى بإمكانياته، ليتجنب خطر نقص الأسرّة الطبية والأجهزة والمعدات المطلوبة لمواجهة الفيروس، وتم إنشاء عدد من المستشفيات الميدانية في وقت قصير.


وتابع: بتوفيق من الله، استطعنا أن نعزز مخزوننا الاستراتيجي من الغذاء، وظهرت فرص واعدة في قطاع الصناعات الغذائية، مثلما أننا، وفي الوقت الذي عانت بعض الدول من نقص في الكمامات ومعدات السلامة، استطعنا أن نصنّعها ونصدّرها، وهذا أيضا قطاع واعد، بالإضافة إلى قطاع الصناعات الدوائية.


وكان وما زال همنا الأول والأكبر، هو الحفاظ على أرزاق الناس، ومصادر دخلهم، وأن نحمي الطبقة الوسطى من التراجع، لأنها العماد الحقيقي للاقتصاد، ودون طبقة وسطى قوية، لا يمكن لأي اقتصاد أن ينهض أو يستمر، لذا وجهت الحكومة إلى العمل على تسهيل إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة من أجل الحفاظ على الطبقة الوسطى وتنميتها، والتشجيع على استثمار قدرات شبابنا في قطاعات حيوية مثل تكنولوجيا المعلومات والتعليم التقني النوعي، بالإضافة إلى تمتين الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومأسستها، لأنها الأساس في إعادة تحريك عجلة الاقتصاد.


واستطرد ملك الأردن: لابد من تقدير خاص للتضحيات الكبيرة لكوادر الجيش الأبيض الذين ثابروا وعملوا وضحوا، فرحم الله إخواننا وأخواتنا الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الطبي، ممن قضوا أثناء تأدية الواجب، جراء "كورونا"، كل فرد منهم هو وسام عز لي ولكل أردني وأردنية، وتقديرا لهذه التضحيات، وجهت المعنيين بضرورة أن تحظى هذه الكوكبة بتكريم يليق بتفانيها في عملها الوطني والإنساني.


وعن الإصلاح الإداري بالدولة أكد قائلا: بصراحة، ليس بعد، تم إنجاز خطوات عدة، لكن بقي الكثير، لذا وجهت الحكومة إلى وضع برنامج لتحقيق إنجازات عملية وملموسة لتطوير وتحسين فاعلية جهازنا الإداري، يجب تكريس معايير واضحة للتقييم والأداء، تحفز الإبداع والعمل الجاد، ولا تسمح للتكاسل، أو لقلة لا تؤدي دورها، بإعاقة الإنجاز، ويجب وضع برامج تدريب مستمرة، تنمي الكفاءات وتضمن مواكبتها للتطورات، وتعيد الألق إلى جهازنا الإداري، الذي لطالما تمتع بسمعة طيبة.


كذلك يجب تنقية جهازنا الإداري مما علق به من شوائب، مثل الواسطة التي هي ظلم وفساد، ويجب اتخاذ كل التدابير الإدارية والقانونية والاجتماعية لمحاربتها، مثل الأتمتة وتوفير الخدمات الإلكترونية لتحقيق الفاعلية في الأداء، ولا بد من تعزيز الأدوات الرقابية في مؤسسات الدولة، لضمان أداء فاعل شفاف، يحترم التشريعات ويسير بوضوح نحو الأهداف.

 

وتابع: لنكن صريحين، النمو الاقتصادي يحتاج موارد واستثمارات قد لا تكون متوفرة دائما، لكن الإصلاح الإداري لا يحتاج إلا إلى إرادة وبرامج وخطط واضحة، وهذه يجب أن تتوفر، نريد تقديم أفضل خدمة ممكنة لمواطنينا، وعلى كل مؤسساتنا أن تبدأ اليوم قبل الغد، بوضع برامج لتحسين آليات توفير الخدمة للمواطنين، وأن تضع أهدافا محددة متعلقة بسوية تقديم الخدمة ونوعيتها والعدالة في إيصالها، وأن يكون هناك تقييم دوري لمدى تحقيق هذه الأهداف.


ومدونات السلوك لدى الحكومة ومجلسي الأعيان والنواب، توفر الإطار العام لوضع أسس معلنة للعمل، لكنها لن تكون فاعلة بلا آليات رقابة وتنفيذ ومحاسبة، ويجب تعميم هذه التجربة على مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة، فلا نهوض اقتصاديا دون بيئة إدارية صالحة، لذا نحتاج أداء اقتصاديا وإداريا متميزا ومتكاملا، هذا الوقت، هو وقت العمل، "بدها شدة حيل من الجميع" دون مجاملات على حساب الأردن والأردنيين.

اقر أيضا: المغرب يعرب عن تأييده لقرارات الأردن لضمان أمنه واستقراره

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة