خالد محمود
خالد محمود


المشهد

من حق السينما الإفريقية أن تحلم

الأخبار

الأحد، 04 أبريل 2021 - 07:08 م

بقلم/ خالد محمود

من حق السينما الإفريقية أن تحلم وأن تذهب لآفاق أكبر، سواء كان هذا الحلم من أجل مكانة مختلفة لإنتاجها على الساحة العالمية أو إعادة تصدير مشهد حياة مجتمعاتها وقضاياها ومشكلاتها التى تسكن فى جزر منعزلة تنتظر موعد أمل جديد.

وتبقى شاشة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أحد منافذ المخرجين الأفارقة لمشاهدة عروضهم الجديدة، والوقوف على أفكارها، وقد بدا أن تلك الأفلام ما هى إلا انعكاس حقيقى لأوطانها التى تسعى لتعيش حياة، مجرد حياة، وقد شاهدت الفيلم الكاميرونى " يوميات صياد" إخراج اناه جوهان سكوت، الذى فجر أزمة تعليم الفتيات، والنظرة إلى المرأة بشكل عام من خلال حوار صريح، وصورة مؤلمة بواقعيتها، فعلى فترات متعددة طوال العمل نسمع جملة "من يذهب للمدرسة هم الكسالى الذين لا يحبون العمل".

الفيلم يعد بمثابة صدمة اجتماعية لإصرار بعض الأسر على منع أولادهم من الذهاب للمدرسة، وكانت المواقف الإنسانية القاسية مؤثرة جدا، فالقصة تدور حول الفتاة "ايكا" 12 عاما، تصر على الذهاب إلى المدرسة فى قرية الصيادين، حيث يعد تعليم الطفلة من المحرمات، رغبتها فى كسر هذا المعتقد المأثور جعلها تدخل فى مشاكل كبيرة مع والدها سليمان صياد السمك، وماضيه المعقد، حيث تركته زوجته التى أرادت أن تغير من حياتها، سليمان ظل ينادى ابنته طوال الفيلم بأنها أمه الصغيرة، كونها تساعده فى بيع السمك وتعد الأكل، خشى أن تتكرر العقدة مع تعليم ابنته.

ونرى خط المواجهة بين الأب وابنته وعمها الذى يبث فى أذن الأب عدم ذهاب الابنة للتعلم، ويستغلها هو الآخر بتزويجها لثرى عجوز مقابل تسديد ديونه.

الفيلم الذى يعتبره الكاميرونيون فخرا لهم، حيث يمثل تغييرا فى المشهد السينمائى الكاميرونى بصفة عامة وقد حصل على العديد من الجوائز لفنياته العالية، بدأ من السيناريو الكلاسيكى والواقعى والصادم، والموسيقى التصويرية المذهلة، مرورا بالأداء التمثيلى لأبطاله، خاصة

فيث فيدل، وهى الفتاة التى جسدت شخصية الطفلة "ايكا"، واستوحت إلهامها فى التعليم من الباكستانية ملالا يوسف زاي، أصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام.

فهى عندما علمت بقصة ملالا أصبحت أكثر تصميماً، ولم تجد دعما سوى من مدرسة القرية التى آمنت بموهبة ورغبة فى تغيير واقعها، خاضت معركة ضد والدها الرافض لتعليم ابنته الذكية، لكن القدر أكسبها الجولة فى النهاية.

قد تبدو الحبكة الأساسية تقليدية مع قصة سندريلا لفتاة موهوبة، تعوقها خلفيتها الفقيرة والمحبطة، وتحلم بتحقيق أكبر، لكنها أيضا ليست خيالية، بل تحرك الساكن وتطلق العنان لتنير طريق ظلمة المعتقدات.

قدم لنا المخرج عدة لقطات مدهشة، خاصة تلك التى تتلص فيها ايكا من شباك الفصل لتسمع الدروس وتتعلم، بل وتجاوب على الأسئلة من وراء الحاجز، لتبرز تفوقها، وتردد "امرأة واحدة متعلمة يمكنها أن تغير العالم ".

كانت النهاية أكثر تفاؤلاً وشهادة مثيرة على مدى قوة الروح البشرية فى مواجهة واقع وحقيقة مؤلمة لا يمكن إنكارها لحياة الفتيات المضطهدات المحرومات من التعليم، وقد بعث الفيلم برسالتهن من جديد.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة