ترقب الشباب المصري في ميدان التحرير بدأ حفل "موكب المومياوات الملكية"
ترقب الشباب المصري في ميدان التحرير بدأ حفل "موكب المومياوات الملكية"


«ميدان التحرير».. والجمال

أحمد الجمال

الإثنين، 05 أبريل 2021 - 01:26 م

سيظل ميدان التحرير شاهداً على العديد من الأحداث البارزة التى مرت بها مصر على مدار سنوات طوال، وخلال احتفالية نقل المومياوات الملكية، عاد «قلب القاهرة» نابضاً بالنور مشعاً بالحضارة والحياة، فقد كان نقطة الضوء التى انطلقت منها «الرحلة الذهبية» لمومياوات 22 من أجدادنا العظماء من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة بالفسطاط.

أعمال التطوير استمرت 10 أشهر بتكلفة 150 مليون جنيه

أشعة‭ ‬النور‭ ‬التى‭ ‬تركزت‭ ‬فوق‭ ‬المسلة‭.. ‬رسالة‭ ‬حب‭ ‬من‭ ‬أم‭ ‬الدنيا‭ ‬لكل‭ ‬الدنيا

دهشة العالم بأجواء الاحتفالية المبهرة، لم تكن فقط نتيجة ما أبدعه أحفاد الملوك على مستوى التنظيم والتصوير والإخراج والموسيقى والأزياء...، بل عكس هذا الحدث البارز أيضاً قوة الدولة المصرية، وتمسُّك أبنائها بحضارتهم وجذورهم، وتغيَّرت الصورة النمطيّة للميدان، من تلك البقعة التى كادت تزهِق روحها أحداثٌ سياسية وتحولاتٍ كبرى شهدتها البلاد مع بداية العقد الفائت، إلى «طاقة نور» انفتحت من بوابة المتحف المصرى وتركزت هالات أشعتها فوق المسلة الفرعونية فى قلب الميدان، وكأنها رسالة حب من أم الدنيا إلى كل الدنيا.

لا تتلخص أجواء رحلة المومياوات الملكية فى الكعكة الحجرية أو «الصينية» التى تتوسط ميدان التحرير فقط، وما يعلوها من مسلة جرانيتية عملاقة، وأربعة كباش فرعونية، كل منها وُضع فى اتجاه واحد من الاتجاهات الأصلية الأربعة، بل يكتمل المشهد المهيب بكامل نطاق الميدان بما فيه من مساحات خضراء وبنايات خضعت لعملية تجميل دقيقة، تليق بعبور أحمس الأول، وتحتمس الثاني، ورمسيس الثالث، ورمسيس الثاني، ورمسيس التاسع، وحتشبسوت، وغيرهم من ملوك مصر الكبار.

«مصر عادت شمسك الذهب»، العنوان الأنسب للاحتفالية التى تابعها الملايين حول العالم بدهشة وانبهار، فقد بدا الميدان مثل عروسٍ متأنقة، وسط الحشود التى شاركت فى الاحتفالية، من عارضين وعازفين وأطفال، وأضافت الكثير من الزخم للحدث الذى تعوِّل عليه مصر فى جذب السياحة والاستثمار، وجاءت ردود الفعل العالمية سريعة عقب انتهاء الحفل ووصول الموكب الملكى إلى وجهته الأخيرة فى المتحف القومى للحضارة، فقد استحوذ خبر نقل المومياوات الـ22 على متن عربات مزينة على الطراز الفرعونى وتحمل أسماءهم، على اهتمام وسائل الإعلام العالمية ما بين قنوات ومحطات إذاعية وصحف ومجلات إلكترونية، أبرز جميعها أهمية الحدث.

فيما نشر مدوِّنون عرب وأجانب صوراً عديدة لميدان التحرير وقت انطلاق الموكب الذهبي، معبرين عن انبهارهم بالاحتفالية، التى تركت فى نفوسهم أصداء رائعة عن مصر وحضارتها وعظمة شعبها، وعبَّر كثيرون عن سعادتهم بالصورة الجديدة التى أصبح عليها ذلك الميدان الذى شغل العالم لسنوات منذ «يناير 2011»، وما تلاها من أحداث ظهر خلالها فى حالة من الفوضى، قبل أن يستعيد رونقه الحضاري، ويخطف الأبصار من جديد.. عملية التطوير التى خضع لها ميدان مصر الأبرز تاريخياً، كانت تستهدف تحويله إلى مزار سياحى عالمى، على غرار الميادين الكبرى فى دول العالم المتقدِّم، وبما يعكس التطور التاريخى لبلد النيل.

ولم يكن الاهتمام بميدان التحرير سوى جزء من مشروعات الدولة لتطوير القاهرة الكبرى عموماً، وسعت الدولة من خلال تطوير الميدان إلى إبراز ما تمتلكه الحضارة المصرية العريقة من كنوز تاريخية لا مثيل لها فى العالم، وقد بدأت أعمال تطويره فى سبتمبر عام 2019 واستغرقت 10 أشهر، بتكلفة تقديرية بلغت نحو 150 مليون جنيه.. وهذه الحلة البديعة التى تزين ميدان التحرير فى إطار تطوير القاهرة الخديوية، ضمن هدف استراتيجى أكبر وهو إعادة الدور التراثى والثقافى والسياحى للقاهرة، حيث تضمن مشروع التطوير مجموعة من المحاور، تضمن المحور الأول إزالة كل اللوحات الإعلانية الموجودة أعلى واجهات العمارات، مع توحيد لون المحال التجارية، بالإضافة إلى تحديث منظومة الإضاءة به لتظهر معالم الميدان بالكامل، خاصة بعد تثبيت المسلة والكباش الفرعونية.

وتضمن المحور الثانى تطوير الساحة الرئيسية للميدان «صينية الميدان»، حيث تعد الجزء الأهم فى المشروع، أما فكرة التصميم فكان الهدف منها أن تكون هناك علامة مميزة للميدان تمثلت فى وضع «مسلة فرعونية» فى منتصفه، ليضاهى بذلك أشهر ميادين العالم، إلى جانب تثبيت أربعة كباش فرعونية على القواعد المخصصة لها بجوار المسلة لإضفاء طابع الحضارة الفرعونية على الميدان، بخلاف نافورة بثلاثة مستويات حول المسلة لإضفاء مظهر جمالى على الميدان، بالإضافة إلى وضع مقاعد وجلسات للمواطنين فى جميع أنحاء الميدان، بما يتناسب مع حجم الحركة به.

فى حين تضمن المحور الثالث من تطوير الميدان تطوير مسارات المشاة، بما يسهل من عبور المواطنين فى أماكن محددة، كما تم إضافة لمسات جمالية وتاريخية من خلال زيادة المسطحات الخضراء وتوفير أنواع مختلفة من الزراعات الفرعونية مثل شجر الزيتون، وذلك لتتناسب مع معالم الميدان التاريخية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة