عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

نكتة سخيفة !

عمرو الديب

الإثنين، 05 أبريل 2021 - 07:29 م

لا تنبئ المؤشرات الواقعية بأن الضيف الثقيل الذى احتل أفق المشهد الإنسانى ينتوى الرحيل قريبا، والحديث عن زواله وانقشاعه على المدى القصير يبدو حلما متفائلا وطموحا محلقا، فالجائحة البغيضة التى ألمت بعالمنا، وآلمت حياتنا، لاتزال تتوعدنا بهجمات مقبلة على الرغم من ظهور العديد من اللقاحات المبشرة بمحاصرة الوباء الفتاك المراوغ، وبعض الدول الكبرى والبلدان "المخملية" التى تتباكى كثيرا على حال الإنسان فى مجتمعاتنا الناهضة، وتذرف الدمع السخين على تدهور أوضاعه بحسب مزاعمها الرنانة الوقحة، تكشف "التسريبات" الشجاعة من المصادر الموثوقة − وأظن أن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة مصدر معتمد − أن هذه الدول التى تستعذب العويل على حال إنسان العالم الناهض.

وأوضاع سكان الدول النامية، تقف حائلا فى الخفاء ضد مصلحة هذا الإنسان التى تملأ الدنيا صراخا فى العلن الدعائى من أجله، فقد أكدت التسريبات الفاضحة أن تلك الدول الكبرى والبلدان "المخملية" تحاول جاهدة ألا تمتلك دول العالم النامى تقنيات صناعة اللقاحات المتصدية لفيروس "كورونا" المكير، وتعرقل وصول هذه الدول إلى امتلاك القدرة على انتاج اللقاحات التى يمكنها أن تستنقذ الشعوب النامية من أنياب الجائحة الفتاكة، وبينما توهم بعض الدول الكبرى السذج من الممسوسين بعقد تفوق الأجنبى دائما، بأنها حريصة على حقوقهم، وتخوض المعارك من أجل استردادها من أيدى مجتمعاتهم، تعمل بقوة فى الخفاء ضد امتلاك أوطانهم للتقنيات المنقذة للملايين الواقعة تحت تهديد الهجمات المتعاقبة للفيروس الشرس العنيد.

والأغراض الدنيئة والدوافع البغيضة وراء هذا الموقف الخسيس، واضحة كالشمس، يمكن أن يراها ـ دون عناء − كل ذى وعى حقيقى، من غير المفتونين ببريق بعض الكبار الذين يستهويهم إلقاء النكات السخيفة التى لا تضحك أحداً على العالم الذى يعانى الويلات وللبسطاء الطيبين أقول: التفوا حول أوطانكم ، فهى الأولى بكم، والباقية لكم، والحريصة حقا على سلامتكم، واستقرار أيامكم، ومستقبل أبنائكم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة