الثلاثاء، 06 أبريل 2021 - 05:43 ص

كتب- سيد عبدالنبي

شهدت قرية «نزلة عمارة» إحدى قرى محافظة سوهاج، إهمالًا كبيرًا، خلال العقود الماضية، ما جعل سكان القرية يعيشون حالة من تردي الأوضاع، إلى أن جاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي «حياة كريمة» لتعيد الفرحة من جديد إلى أهالي هذه القرية.

تتبع قرية «نزلة عمارة» دائرة مركز طهطا شمال محافظة سوهاج، وبلغ إجمالي السكان فيها حوالي 14819 نسمة، وتحتل القرية المرتبة الخامسة للمناطق الأكثر فقرًا في المحافظة، وهي ضمن أكثر 100 قرية في محافظة سوهاج، من القرى الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية.

تتجاوز نسبة الفقر في القرية طبقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 70% ما تسبب في هجر العديد من المواطنين لمنازلهم بسبب سوء حال القرية وانعدام الخدمات فيها ونزحوا إلى محافظات الوجه البحري في القاهرة والدلتا، بحثًا عن لقمة العيش، خاصة أن عدداً كبيراً من أبنائهم يعيش على مساعدات الشؤون الاجتماعية.

تفتقر القرية لأبسط الخدمات والمصالح الحكومية الأساسية، والتي منها المدارس بمختلف مراحلها، المعاهد الأزهرية، مراكز الشباب وملاعب كرة يتنفس فيه شبابها ويفرِّغون فيها طاقاتهم، ومكاتب للبريد، وحدات الشؤون الاجتماعية التي يحصلون على مساعداتهم منها، ما يحملهم أعباء إضافية للذهاب لقرى مجاورة لقضاء احتياجاتهم، الوحدات الصحية.

اقرأ ايضا|بعد «حياة كريمة».. كفر «أبو العودين» بالمنيا تستعد لتطوير شامل

يؤكد أهالي القرية أنهم يعانون أشد المعاناة بسبب ما تفتقر إليه قريتهم من الخدمات البسيطة والملحة لهم، والتي طالما اسنجدوا بالمسؤولين لحلها طيلة الأعوام العقود الماضية لكن دون جدوى.

يقول «محمد مصطفى» من سكان القرية: «أسلاك الكهرباء كلها متهالكة ودائماً تقع على المنازل وتسبب حرائق كبيرة وممكن يكون فيها ضحايا ومصابين بسبب الحرائق المشتعلة، وطالبنا أكثر من مرة بتغيير سلك الكهرباء».

كما يضيف «غانم عبدالرحمن» مدرس، من أهالي القرية: «نحن نشتكى من العديد من المشكلات فالإهمال يضرب جميع النواحي ولا نجد من يستمع إلينا طيلة العقود الماضية، وقمنا بإرسال شكاوى وفاكسات متعددة للمسؤلين لكن دون جدوى».

وقال: «نعاني من سوء حالة مياه الشرب التي تعتمد عليها قريتنا، لكونها مصادر مياه جوفية والتي لجأ العديد من المواطنين لتحويل مياه الصرف الصحي إليها بواسطة القيسونات، لعدم وجود صرف صحي بالقرية، ما جعل الكثير منهم مصاب بأمراض الفشل الكلوي والجهاز الهضمي».

كما تعاني القرية أيضاً، من تهالك شبكة الطرق الممتدة بين شوارعها، وعدم وجود مرفق الصرف الصحي ما يهدد المنازل بالانهيار، بسبب بيارات الصرف.

واشتكى أهالي القرية أيضًا من قلة المدارس والمعاهد الأزهرية بالقرية، إذ أن القرية لا يوجد إلا مدرستين ابتدائي ومدرسة إعدادي، وفي المرحلة الثانوية يضطر الطلاب إلى الانتقال للقرى المجاورة، مما يشكل مشقة كبيرة على الطلاب، خاصة أنهم بحاجة إلى الراحة والوقت للمذاكرة في الثانوية العامة، بالإضافة إلى عدم وجود وحدة إطفاء أو مكتب بريد أدمي داخل القرية، يستطيعون من خلاله صرف مستحقاتهم التأمينية والمعيشية إذ أن غالبيتهم يتقاضون معاش الضمان الاجتماعي، ويتكبدون المشقة والمعاناة في صرف مستحقاتهم.

من جانبه قال اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، إنه تم تحديد متطلبات القرية وتم بالفعل إدراجها ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي «حياة كريمة»، من أجل العمل على تحسين الخدمات بها في جميع القطاعات من تعليم وصحة ومياه شرب وصرف صحي وطرق وكهرباء، وجميع الخدمات اللازمة.

وأوضح محافظ سوهاج، أن المبادرة تشمل بناء عدد كبير من المنازل بالقرية، حتى الآن،  بالإضافة إلى البدء في تنفيذ مشروع الصرف الصحي لتلبية احتياجات الأهالي، كما تم إدراج بناء وإقامة 3 مدارس في القرية، ومكتب بريد لخدمة كبار السن، وتطوير مكتب الشؤون الاجتماعية وتطويرة.

وأشار المحافظ، إلى أن مبادرة «حياة كريمة» حولت القرية من الموت إلى الحياة، ولبت الكثير من متطلبات المواطنين، مؤكدًا إلى أن المبادرة أيضًا كانت سببًا في رفع اسم قرية «نزلة عمارة» من القرى الأكثر فقرًا، بعد الانتهاء من جميع المخططات الخاصة بالمبادرة وتنفيذها على أرض الواقع داخل القرية، والتي تم بالفعل البدء فيها والانتهاء من 55 % من المبادرة وسيتم الانتهاء منها كاملة خلال هذا العام 2021، لتصبح قرية «نزلة عمارة» واحدة ضمن قرى المحافظة المستفيدة كليًا من مبادرة رئيس الجمهورية، ويتم بذلك رفع المعاناة عن كاهل المواطنين بالقرية، طبقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.