جميل راتب وإبراهيم نصر
جميل راتب وإبراهيم نصر


جميل راتب يضرب إبراهيم نصر بالكرباج حتى حضور «الإسعاف»

نسمة علاء

الأربعاء، 07 أبريل 2021 - 09:10 ص

استمرت رحلة الفنان العالمي جميل راتب أكثر من 70 عاما قدم خلالها الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية المحلية والعالمية.

 

ظل راتب يمارس التمثيل لمدة 30 عاما في فرنسا ولم يتعرف عليه المتفرج المصري إلا في أعمال قليلة، فقد كان يقيم في باريس يعمل في المسرح والسينما الفرنسية وحصيلة هذه الأعمال تصل إلى "65 مسرحية و152 فيلما".

 

وفي عام 1974 (كان يبلغ من العمر 48 عاما ) قرر فجأة أن يعود إلى القاهرة لأسباب عائلية، ويمارس فيها العمل الفني، وخلال سنوات فنية قليلة استطاع أن يلفت الأنظار إليه وأصبح ممثلا معروفا وكان أداؤه من نوع خاص، رغم أنه بدأ العمل في مصر كما يقولون "على كبر".

 

وبين ليلة وضحاها بات المخرجون يسعون إلى راتب في السينما والتليفزيون، وإن ظل مرتبطا بفرنسا حيث تعيش والدته بصفة شبه دائمة في شقته القريبة من شارع الشانزليزيه، ومن شدة حبه لوالدته يظل في حالة قلق عليها تصل إلى التوتر له ولمن يعمل معه.

 

اقرأ أيضًا| لبنى عبدالعزيز.. أشهر عروس نيل فرعونية بـ«الألوان»

 

وفي موقف غاية في الغرابة نشرته جريدة «الأخبار» يوم 28 أغسطس عام 1986، فقد شهد تصوير مسلسل "سكة الصابرين" طلبا غريبًا لجميل راتب من حسن سيف الدين مخرج المسلسل بتركيز أيام التصوير التي يظهر فيها لارتباطه بموعد مع والدته في باريس لقضاء الإجازة معها، وفعلا حجز تذكرة على الطائرة المتجهة إلى باريس بعد أسبوع واضطر المخرج لوضع خطة مع مساعديه للانتهاء من تصوير المشاهد الخاصة لجميل قبل سفره.

 

وبدأ التصوير لمدة 6 أيام، ولم يتبق غير يوم واحد يطير بعدها جميل لمدينة النور ولكن في هذا اليوم تعطلت الكاميرات فجأة وتوقفت عن التقاط ما يدور داخل الاستديو ولأول مرة نزل الهدوء على المخرج فلم يشد شعره ولم يسب العدسات ولا اللمبات ولم يكن ذلك خروجا عن القاعدة ولكن لأن هناك من قام بهذه المهمة بدلا منه وهو جميل راتب الذي كادت عروقه تهرب من عنقه وصوته غطى على ضوضاء شارع ماسبيرو وهو يقول: "ما ليش دعوة مسافر يعني مسافر، ماما مستنياني في شارل ديجول".

 

 واندهش الممثل إبراهيم نصر وبصوت جهوري غطى على صوت جميل وقال: "عايز أعرف يعني أيه أمك مستنياك في ديجول، لقد مات ديجول من سنين"، وبدلا من أن تخف ثورة جميل ازداد انفعالا وقال له: "ديجول ده اسم المطار يا أخينا"، وفجأة بدأ صوت المخرج يعلو فوق صوتهما ليعلن عن بدء التصوير وقال: "الكاميرات اتصلحت يا جماعة.. تصوير".

 

وكان المشهد يحتوي على ضرب جميل راتب لزميله إبراهيم نصر بالكرباج ويبدو أن جميل ما زال غاضبا منه منذ أن سأله عن حكاية ديجول، فكان الانفعال باديا عليه وأدى المشهد بأمانة بالغة واندماج شديد وظل يضرب في زميله بلا وعي مما أدى بالمخرج الذي مازال يصور عملية الضرب الحقيقية بأن يأمر بوقف التمثيل، وتساءل جميل عن السبب ولكن عرفه عندما حضر الطبيب لإسعاف إبراهيم نصر وتأجل التصوير وتأخر جميل راتب عن السفر لوالدته.

 

جميل راتب ولد 18 أغسطس 1926 في القاهرة لأب مصري وأم مصرية صعيدية ابنة أخ الناشطة المصرية هدى شعراوي وليس كما يشاع أنه من أم فرنسية، وكل منهما من أسرة غنية محافظة، وارتباط جميل راتب بالفن ارتباطا  قديما ووثيق تشكلت ملامحه وهو ما يزال طالبا يدرس الحقوق في القاهرة.

 

وبدأت أولى خطواته في التمثيل عام 1944 على مسرح دار الأوبرا مع فرقة من الهواة، ورفضت أسرته أن يكون ممثلا وأصرت أن يستكمل دراسته في باريس ولكنه وجدها فرصة والتحق بمعهد التمثيل هناك وانضم لأهم المسارح الفرنسية وانطلق إلى عالم الفن من فرنسا، ثم عاد مرة أخرى إلى مصر في منتصف السبعينيات وقام بتقديم الكثير من الأعمال المصرية الناجحة حتى وفاته يوم 19 سبتمبر 2018 بعدما فقد صوته بسبب مرض الشيخوخة وكان يبلغ من العمر 92 عاما.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة