جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

الخطوط الحمراء واضحة وكل الخيارات متاحة

جلال عارف

الأربعاء، 07 أبريل 2021 - 06:37 م

لم يكن الموقف الإثيوبى المتعنت فى قضية السد مكشوفا أمام العالم كله كما هو الآن بعد محادثات «كينشاسا» التى دعا إليها رئيس الكونغو الديموقراطية رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقى.
فرغم مرونة الموقف المصرى السودانى ورغبته الحقيقية فى التوصل للحل العادل والمتوازن الذى يضمن مصالح كل الاطراف.. ظل الموقف الإثيوبى متمسكا برفض كل الحلول وإغلاق كل السبل التى تنقذ الموقف وتمنع الانفجار وتصل بالأطراف كلها إلى الاتفاق القانونى الملزم الذى يحفظ الحقوق ويحقق المصالح ويفتح أبواب التعاون بين الشركاء فى مياه النيل الأزرق لخير شعوب الدول الثلاث.
لم تكتف  إثيوبيا فى هذه المحادثات برفض «الوساطة الرباعية» التى اقترحتها السودان ووافقت عليها مصر.. وانما كل المقترحات الاخرى التى قدمها وفدا مصر والسودان من أجل تفاوض جاد ومسئول يصل قبل موعد الفيضان القادم الى الاتفاق المطلوب.
وكان لافتا أن اثيوبيا التى تتحدث كثيرا عن أن المظلة الإفريقية وحدها كافية للتعامل مع الازمة، ترفض فى محادثات «كينشاسا» إعطاء دور فعال للاتحاد الإفريقى ومنح الرئيس الكونغولى الفرصة ليكون وسيطا حقيقيا يقود التفاوض ويقترح الحلول. فهى تريد الاتحاد الإفريقى مظلة تحمى مراوغاتها وتسويفها وأن يظل الاتحاد «مراقبا» دون دور حقيقى أو شاهدا لا يفضح خطط إثيوبيا لإفشال أى تفاوض وللمضى فى محاولة فرض الأمر الواقع كما يتوهم حكام إثيوبيا.
الموقف الآن واضح كل الوضوح أمام العالم كله «استهلكت إثيوبيا كل مخزون الأكاذيب وكل محاولات التضليل والمراوغة والآن تقول ـ بموقفها فى محادثات كينشاسا ـ إنها لا تريد اتفاقا ولا تقبل التزاما بما تعرضه المعاهدات والقوانين الدولية. وتتصور أن مصر والسودان يمكن ان يقبلا أن تتحكم إثيوبيا فى حياة 150 مليون مواطن فى البلدين، وأن تمس حقوقهما الراسخة منذ آلاف السنين فى مياه النيل.
كان صبر مصر بلا حدود وكانت مرونة الموقف المصرى والسودانى كافية لاقناع إثيوبيا بالتوافق الذى يضمن حقوق ومصالح كل الأطراف. لم يعد هناك الآن مجال لاستمرار اللعبة الإثيوبية، ولم يعد هناك أيضا مجال لتخلى العالم عن مسئولياته تجاه هذا العدوان الإثيوبى الذى يهدد بتفجير المنطقة بكاملها.
بالنسبة لنا.. الخطوط الحمراء واضحة، وكل الخيارات متاحة. فهل يساعد العالم إثيوبيا حتى تستفيق قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة