صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

إثيوبيا خسرت الفرصة الأخيرة

صالح الصالحي

الأربعاء، 07 أبريل 2021 - 06:42 م

 

لم تذهب مصر والسودان لكينشاسا للرغبة فى اشراك الرباعية الدولية كهدف أساسى ورغبة وحيدة فى الجلوس على مائدة المفاوضات التى أصبحت عقيمة يلاحق الفشل حلقاتها، وإنما كان اقتراح الرباعية الدولية من دولتى المصب بهدف ايجاد بعد جديد أو حل مختلف يسمح لإثيوبيا أن تتراجع فيه عن تعنتها المزمن الذى أنكشف امام العالم كله فى قضية السد.
مصر ذهبت للجلوس مع اثيوبيا لحل وهدف واحد هو التوقيع على اتفاق ملزم قبل الملء الثانى للسد فى وقت يتحمل فيه المفاوض السودانى والمصرى مسئولية شعب يحاسبه ويرغب فى إحداث تقدم ملموس.
الرغبة فى الحلول السلمية كانت صادقة لدى مصر.. أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى.. فكانت روح الإرادة السياسية المصرية  موجودة بقوة بينما غابت عن الجانب الاثيوبى فأصبح الامر مجرد إرهاق للمفاوض المصرى والسودانى، وانحصر الأمر فى مراوغات ومناورات من الجانب الاثيوبى فقد  معه اللحظة المناسبة فى تعديل مواقفه، فإذا كان على المفاوض مسئولية وهدف فى الحصول على أعلى درجات المكسب فى تفاوضه لكن فى نفس الوقت عليه مسئولية الالتفاف والاهتمام بلحظة معينة فى التفاوض إن ذهبت فلن تعود.. فشلت الجولة الحالية لمفاوضات سد النهضة على الرغم من كل محاولات إنجاحها سواء من الاتحاد الأفريقى الذى أفسح المجال لجلوس الدول الثلاث على مائدة واحدة بعد توقف دام لعدة شهور وقدم الأمريكان نصيحتهم بضرورة تبادل المعلومات والبيانات الخاصة بتشغيل وإدارة السد.. وتم مد أمد المفاوضات ليوم ثالث عسى ان يحدث تقدما فى مفاوضات قدمت فيها مصر أقصى ما يمكن ان تقدم من تنازلات متاحة.. فماذا فعلت مصر؟!
اعترفت بحق إثيوبيا فى التنمية ووقعت بالموافقة على بناء السد رغم ان السد بالمواصفات الحالية يخالف الهدف من إنشائه فى توليد الكهرباء.. وجلست على مائدة مفاوضات امتدت لعشر سنوات!! إذاً مصر قدمت كل الحلول.. والآن تطالب بالحد الادنى من المطالب فى توقيع اتفاق ملزم.
إذا كانت إثيوبيا صادقة فى عدم الاضرار فلماذا لا توقع على اتفاق يحفظ للدول الثلاث هذا الحق؟!.
تخطئ اثيوبيا وتستمر فى الخطأ بتفويتها هذه الفرصة لتغيير موقفها المراوغ والمماطل على الرغم من ان لدى الجانبين المصرى والسودانى مواثيق دولية لنهر دولى لا يمتلكه احد منفردا.
تخطئ  اثيوبيا إذ تتصور انها خرجت من هذه الجولة منتصرة فالقضايا العادلة لن تموت بالتقادم فما بالك بقضايا الوجود والأمن القومى لحياة 250 مليون شخص.
اذا كانت هذه الجولة من المفاوضات فاشلة لدولتى المصب فهى أفشل لإثيوبيا لأنها خسرت مفاوضات اللحظة الأخيرة
فمازال لمصر كل الخيارات المتاحة!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة