علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

جائحة أبشع من الجائحة!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 07 أبريل 2021 - 07:25 م

 

سقطت الأقنعة، انكشف زيف الشعارات!
بعد عام على إعلان «كورونا» وباءً عالمياً مازالت الانانية المفرطة تسيطر على من يمتلك المال لشراء اللقاح رغم كثرة الوعود بضمان عدالة التوزيع ففى ظل احتكار الأغنياء لانتاج اللقاحات فإن أكثر من 75٪ مما تم تصنيعه كان من نصيب 10 دول غنية فقط، فى الوقت الذى حرم مواطنو 130 دولة من الحصول على جرعة واحدة، وفى أحسن الاحوال حصل بعضها على الفتات الذى لا يكفى الاطقم الطبية بها أو اصحاب الامراض المزمنة وكبار السن!!
جائحة كورونا ولدت جائحة اخلاقية خطيرة فضحت أنانية أغنياء العالم، واصحاب شركات الادوية فى الدول المتقدمة علمياً فكان السقوط فى اعظم اختبار اخلاقى شهدته البشرية، فى لحظة تشبه الاعاصير العاتية بكل ما تخلفه من دمار للقيم قبل أى شىء آخر.
الغريب أن من يحتكر اللقاح ومن يقوم بتخزينه يعلمون أكثر من غيرهم أنهم بسلوكهم سوف يكونون أول من يدفع اثمانه الباهظة إذ إن عدم المساواة فى توزيع اللقاحات فى عالم أشبه بالقرية يعنى مواجهة دورة جهنمية تعيد انتشار الفيروس لاسيما فى حال تحوره فيكون عائد الانانية كارثياً لا يستثنى الاغنياء والمحتكرين.
شعار الاغنياء والدول المتقدمة خاصة على صعيد البحث العلمى «نحن ومن بعدنا الطوفان» رغم إفصاح ساستهم عن حكمة مدعاة بأن شعوبهم لن تكون آمنة فى عالم غير آمن، لكن ثمة مساحة شاسعة بين الاقوال والافعال إذ يتمسكون بتخزين ما يفوق حاجتهم ويتعهدن بتوزيع الفتات أو بيعه إذا فاض وربما فى اللحظات السابقة على انتهاء صلاحية اللقاح!
الكبار لا يكفون عن تبادل الاتهامات ذات الصبغة السياسية عندما يهدى بعضهم كميات من اللقاح للدول الفقيرة إذ يرون فى ذلك نوعاً من الدعاية السياسية لا أكثر فهل الوقت مناسب لمثل هذه النوعية من التجاذبات؟!
لعل ما يفضح السقوط الاخلاقى الذى يعد الجانب الأبشع فى الجائحة أن ما تم تسليمه إلى 22 دولة فقيرة من جرعات لم يتجاوز 15 مليوناً بينما كان التعهد بوصول مليارى جرعة لأكثر من مائة دولة على حافة الكارثة بنهاية 2021 فهل تكفى الشهور التسعة المتبقية لتغطية هذا الفارق الهائل؟!
إنها الانانية الغبية تصنع جائحة أخلاقية ابشع من جائحة الفيروس.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة