نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

كنوز مصر فى مسابقة «إبداع»

نوال مصطفى

الأربعاء، 07 أبريل 2021 - 07:29 م

ربما تكون من أمتع المهام التى ساهمت فى إنجازها خلال السنوات الخمس الأخيرة، من خلالها تعرفت على نماذج مضيئة من شباب مصر الجاد، الموهوب. إنها مسابقة «إبداع» التى تقيمها وزارة الشباب والرياضة منذ تسع سنوات وهدفها اكتشاف المواهب الفنية، الأدبية، الرياضية، العلمية، والإعلامية بين شباب الجامعات. الفرصة تتاح لكل شاب يجد فى نفسه موهبة فى أى فرع من فروع المسابقة وعددها يتجاوز العشرين فرعًا.
تحدث التصفية الأولى فى الجامعات نفسها حيث تتقدم كل جامعة بأفضل ثلاثة أعمال مقدمة فى كل فرع، بعدها تقوم لجان التحكيم فى كل فرع من فروع المسابقة بفحص وقراءة أو مشاهدة الأعمال المرئية فى فروع الدراما والإعلام. تم اختيارى من قبل وزارة الشباب لأكون ضمن لجنة تحكيم فرع الرواية، زاملنى فى هذه اللجنة الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد، والناقد الأدبى القدير الدكتور حسين حمودة.
تجربة جميلة، تمثل بالنسبة لى كشفا جديدا يؤكد أن مصر هى أرض الإبداع والمواهب الحقيقية. والاعتقاد بأن الشباب الآن أصبح منصرفا عن القراءة والثقافة، مشتتا بين مغريات وإلهاء التكنولوجيا بمواقعها العديدة، وتطبيقاتها الجذابة هو اعتقاد لا يمكن تعميمه. فقد رأيت فى أعمال الشباب ثقافة، بحثا عميقا، أفكارا جديدة، أساليب سرد مختلفة، قدرة عالية على التجريب، وجرأة فى اقتحام مناطق شائكة، كسرا لتابوهات جامدة.
التصفيات تمت على مراحل، وكانت المرحلة الأخيرة هى أصعبها بالنسبة لى وزملائى فى لجنة تحكيم الرواية، المفترض أن تخرج اللجنة أسماء الفائزين الثلاثة، لكن الاختيار صعب فهناك أكثر من ثلاثة يستحقون الجائزة، وهذا ما تطلب منا مناقشات طويلة وتفكيرا عميقا حتى خرجنا بالنتيجة.
الأهم من الجائزة المادية فى رأيى هو وصول خمسة عشر متسابقا ومتسابقة إلى التصفية النهائية، وإحساسهم أن أعمالهم نافست حتى اللحظة الأخيرة على الفوز فى المسابقة. تحية لوزارة الشباب بقيادة الوزير الدءوب الدكتور أشرف صبحى وتهنئة مستحقة على المسابقة الرائدة «إبداع9» التى تخرج لنا كنوز مصر الحقيقية.. شبابنا الموهوب المختلف.
صنع بحب فى مصر
«من قلب مصر، من دروبها الصغيرة المتلاصقة ضامة بين جنباتها مشروعات متعددة تنمى مهارات حرفية لمجموعات مختلفة من المواطنين، تخلق لهم مصدرا مستداما للعمل والرزق. أنامل الحرفيين المهرة ترسم لوحات بديعة فى خطوطها ونقوشها، تخرج أجمل الأعمال الفنية فى تاريخ الحضارة.
القطع الفنية التى يبدعونها متنوعة: النقش على الخشب، الغزل والنسيج، الفخار والخزفيات، العاج والأحجار الكريمة، الزجاج، وصناعة الفضة.»
هذه السطور النابضة بالحب والإخلاص للفكرة والرسالة كتبتها دكتورة وسام البيه المدير الإقليمى لمؤسسة دروسوس بمصر، فى مقدمة الكتيب الرائع إخراجا ومحتوى. وهو كتيب يضم صورا لمجموعة من المنتجات التى تم تنفيذها من خلال مشروعات تدعمها المؤسسة بالتعاون مع هيئات مصرية انطلاقا من الدور الذى تلعبه فى خلق بيئة حاضنة للابتكار والإبداع والتطوير.
المنتجات التى ضمها الكتيب صنعت بمعايير جودة فائقة. فعلا منتجات غاية فى الروعة، الذوق، والإتقان، وهذا يجعلها تلبى احتياجات الناس ويقبلون على شرائها، ليس من باب دعم قضية إنسانية فحسب، ولكن لأن القطع المعروضة جميلة جدا، ومطلوبة. هذا هو ما تهدف إليه مؤسسة دروسوس «تغيير الصورة النمطية عن المنتجات المدعومة من المؤسسات ذات البعد الاجتماعى أى الجمعيات والمؤسسات الأهلية. وكما جاء فى تقديم وسام البيه فإن خلف كل قطعة قصة نجاح وبعدا إنسانيا ملهما، يمس القلوب.
ضم الكتيب منتجات مشروعات رائدة لجمعيات ومؤسسات: الأثر لنا.. عزة فهمى.. بناتى.. كنداكا.. مشكاة.. النداء.. وحياة جديدة. كل الشكر والتقدير لمؤسسة دروسوس للتنمية التى تبنت رسالة صعبة لكنها فعالة، مؤثرة بشكل حقيقى وملموس فى تغيير حياة البشر.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة