عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

خياراتنا وخيارات إثيوبيا

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 08 أبريل 2021 - 06:21 م

كل الخيارات مفتوحة إذا نقصت مياه النيل نقطة واحدة.. هذا هو التحذير الجديد الذى وجهه الرئيس السيسى لإثيوبيا حتى لا تخطئ فى الحساب وهى تتعامل معنا فى أزمة سد النهضة، وحتى لا تمضى فى تعنتها الذى افشل كل محاولات مصر والسودان على مدى سنوات للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم بخصوص ملء وتشغيل السد بما يضمن عدم إلحاق أذى وضرر بِنَا نحن والسودانيين، منبها الإثيوبيين إلى أن التعاون معا أفضل لهم من الصراع الذى ستكون له تداعياته الخطيرة على استقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين كما قال الرئيس السيسى من قبل.
لقد اخترنا منذ وقت مبكّر التعاون مع أثيوبيا حول نهر النيل الذى لم يهبه الله لإثيوبيا وحدها كما يقول آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى، وإنما وهبه لكل دول حوضه ومن بينها مصر دولة المصب.. وسعينا إلى توثيق هذا التعاون فى اتفاق ينظم تشغيل السد بما لا يضر بِمَا يفيد إثيوبيا ولا يضر بنا نحن والسودانيين.. لكن إثيوبيا ظلت تراوغ لكى تستهلك الوقت بحيل تفاوضية حتى تمضى فى استكمال بناء السد، لأنها أرادت أن تفرض الأمر الواقع لرغبتها التى أفصحت عنها مؤخرا مع اقتراب موعد الملء الثانى، وهى التحكم فى مياه النيل الأزرق لأنها تنظر إليه بوصفه بحيرة خاصة ملكا لها وليس نهرا دوليا لجميع من يتشاركون فيه حقوقا يقرها القانون الدولى لا يمكن لدولة المنبع أن تناقصها
كان هذا هو خيارنا لاننا نعى وندرك خطورة خيار الصراع، الذى يخلف آثارا تمتد المعاناة منها سنوات طويلة.. بل إننا لم ننفض يدنا حتى من هذا الخيار رغم التعنت الإثيوبى المثير للاستفزاز خلال مفاوضات كينشاسا ورغبة رئيس الكونغو رئيس الاتحاد الأفريقى فى إنقاذ الفرصة الأخيرة من الفشل..
لقد اختارت إثيوبيا طوال خيار النزاع وليس التعاون معنا لتجاوز أزمة سد النهضة، رغم كل ما بذلناه من جهود ومعنا السودان لإقناعها بأن خيار التعاون معنا أفضل لها، إذا كان هدف سد النهضة اقتصاديا فعلا، أى تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير الكهرباء لأراضيها، وليس هدفا سياسيا يقضى التحكم فى النيل الأزرق وقيامها ببيع مياهه وهو ما أفصح عنه بعض مسئوليها.. بل إنها أخيرا اختارت أن تحول النزاع إلى صراع.. وبالطبع فى الصراعات تكون كل الخيارات مفتوحة.. أى أننا رغم أننا فضلنا ومازلنا نفضل خيار التفاهم والتعاون، فإن اختيار إثيوبيا الصراع معنا حول مياه النيل التى تريد التحكم فيها وتغيير إرادة الرب فى تدفقه منذ آلاف السنين بدعوى أنها هبة إلهية لها وحدها، يفتح أمامنا كل الخيارات، السياسية وغير السياسية فى هذه الأزمة التى امتد أمدها، لأن مياه النيل بالنسبة لنا هى مصدر الحياة، ونحن لن نفرط فى حياتنا، وحقوقنا فى مياه النيل.. وكان على إثيوبيا أن تفهم ذلك لتحسن الاختيار.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة