يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

أوبرا دمنهور

يوسف القعيد

الخميس، 08 أبريل 2021 - 06:22 م

سافرت إلى دمنهور لحضور اجتماع مجلس إدارة أوبرا دمنهور. ولأن المدينة لا يوجد فيها فنادق حديثة. وهى مسألة أكثر من مهمة. أهمس بها لمحافظ البحيرة الهمام اللواء هشام آمنة. وأعتقد أن البحيرة والمحافظات المجاورة لها يمكن أن تضمن تشغيل فندق خمس نجوم.
ذهبت بعد الإجتماع للإسكندرية. فالفنادق الكبرى فيها وحدها. وخلال عودتى لاحظت أن الطريق الوحيد أصبح طرقاً كثيرة آمنة. لدرجة أن الإنسان يتوه بين هذا الطريق وذاك. حركة إنشاءات طرق ضمن محاولات الرئيس عبد الفتاح السيسى لإعادة بناء مصر الحديثة.
أوبرا دمنهور تم افتتاحها سنة 2007, والمسرح الذى تُقدم عليه عروض الأوبرا أقيم فى القرن الماضى. وكان نسخة من الأوبرا الأصلية القديمة التى كانت فى ميدان العتبة واحترقت تماماً. ولم يبق منها شئ. وقالوا وقتها أن المبنى مقام من الأخشاب. ولم يبق مكانها الآن سوى موقف سيارات العتبة.
مجلس إدارة أوبرا دمنهور يرأسه الدكتور مجدى صابر, رئيس دار الأوبرا الأصلية فى القاهرة. كما أنه يرأس مجلس إدارة أوبرا الإسكندرية. وعندما عقدنا اجتماعنا فى دمنهور كان حاضراً لتوه ومعه قيادات الأوبرا المصرية كلها من الإسكندرية. وكان الإجتماع مخصصاً لأوبرا دمنهور.
والأوبرا فى دمنهور تقوم بدور مهم. وأشكر للقائمين على الأوبرا المصرية الاهتمام بأوبرا دمنهور. وتوفير برنامج لها يسبق أحياناً الأوبرا الأصلية فى القاهرة أو أوبرا الإسكندرية. إنهم فى المهرجانات المهمة يعطون أولوية قصوى لأوبرا دمنهور. ولا يغفلون المطربين الذين خرجوا من البحيرة مثل محمد عبد المطلب, وكارم محمود. وأسعار التذاكر فى الأوبرا توشك أن تكون رمزية وليست بهدف الربح. ولا تغطى حتى الحفلات التى تقام ويتم تغطيتها فى أحيان كثيرة من الميزانية.
لا يقتصر دور الأوبرا على الحفلات الغنائية والموسيقية. بل تقام فيها أنشطة ثقافية من أمسيات شعرية ومناقشات لقضايا الثقافة المصرية المعاصرة. وآخر ما أقيم على مسرح أوبرا دمنهور الأمسية التى نظمتها مؤسسة الشيخ الدكتور سلطان القاسمى, أمير الشارقة. لتكريم ابن البحيرة الكاتب والمترجم الفذ سيد إمام.
حيث سبقت المؤسسة الإماراتية كل المؤسسات المصرية وما أكثرها فى تكريم قامة مثل سيد إمام. وانظر إلى إقامة الإحتفال فى مدينة دمنهور حيث يعيش ويحيا ويكتب ويترجم. أوبرا دمنهور لها أسعار خاصة لا تقارن بالقاهرة والإسكندرية. ومع هذا تعانى مشكلة ربما كانت مقبولة ويمكن تفهمها فى بداياتها الأولى. ولكن استمرارها يصبح مشكلة لا بد من التوقف أمامها. ألا وهى تَراجُع الإقبال الجماهيرى على عروضها.
العروض التى يتم اختيارها بكل عناية وبعد مراعاة ظروف كثيرة. والإقبال على الأوبرا ليس بهدف الاستماع للغناء ولا التعايش مع الموسيقى الكلاسيكية ولا الحياة فى وسط الفنون الرفيعة. وهذا معناه أن الذهاب إلى الأوبرا يعنى الحياة مع الفن الرفيع الذى يرتقى بالذوق والوجدان وينمى عند المصرى إحساسه بمصره وما فيها من كنوز حضارية وثقافية، وإن كان لدينا الآن إتفاق على أن عدونا اللدود هو التطرف والإرهاب، فمن المؤكد أن من يدخل الأوبرا ولو لمرة واحدة فى حياته سيصبح خط دفاع أول ضد ما يهددنا سواء كان تطرفاً أو إرهاباً.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة