صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


فريندزون | النساء لا تخطئ يا نوفل

الأخبار

الخميس، 08 أبريل 2021 - 07:14 م

حسن سليم

النساء لا تخطئ مطلقا، وإن كنت تقرأ هذه السطور ولديك ذرة شك فى هذا، فأنا برىء من دمك براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولا أنصحك أن تكرر تجربة نوفل الذى فطن للحقيقة متأخرًا خاسرا فى سبيل ذلك شعره وأصبح أصلع هو بالكاد يصل لمحطة عمره الثالثة والثلاثين، تجرع فيهم المرارة من النساء اللائى قابلهن، لكن الآفة الكبرى لم تكن فيهن جميعًا، كانت فى إيمانه الخاطئ بأنهن كالبشر الذكور الخطائين، فهن ضد الفطرة الكونية أو هكذا نُسلم لنسلم منهم ونبقى على صحتنا الذهنية والنفسية فى أمان قبل فوات الأوان. 
يتذكر نوفل أول خلاف بينه وزوجته أثناء خطبتهما، والتى كانت على وشك أن تلقى به فى الفريندزون مرة أخرى دون رجعة، فبينما يتأهبون لعبور الشارع كان حريصا أن يوازى بين نظراته لها وللسيارات المسرعة حتى يمرا، فمسك يدها وعبرا للجانب الآخر فاعترضت: «هو أنا يعنى مش هعرف أعدى لوحدى». 
علامات ذهوله كانت واضحة فقالت: أيه مستغرب ليه مجنونة أنا صح مجنونة، فما كان منه إلا أن لاذ بالصمت وجذبها من يدها لتكون ناحية الرصيف بدلا من العربيات فى موقف طبيعى يتكرر يوميا ملايين المرات، فصمتت تمامًا، وظن أن ربنا هداها لكنه فوجئ بصوت نحيب خفيف، فنظر لها وتساءل: مالك يا بنتى.. فردت : متكلمنيش بعد ما مديت ايدك وزقتنى. 
نعم كانت تقصد تلك التنحية عن السيارات اعتبرتها ضربًا والذى يستوجب معه إنهاء العلاقة. 
سار نوفل فى الحياة تعتصر المرارة قلبه من مواقفه مع النساء حتى من أقرب الناس إليه أمه التى أخبرها بهديته لزوجته فى عيد زواجهما الأول فسارعت هى وأحضرتها وحين عاتبها ردت: أنا قايلة من الأول إنى هجيبها.. ظل يذكرها لا دون فائدة علم أنه محاصر بالإنكار، فبدأ تعلم الدرس أنهن لا يخطئن كالبشر وإنما نحن من أسأنا الفهم حتى لو لم ندرك ذلك. 
وصل نوفل أخيرا لهذه النتيجة لكن بعدما دفع الثمن شعره وأعصابه وفى المقابل اكتسب هدوءا بات يحسد عليه حتى عندما قالت حماته لابنتها: جوزك شعره وقع ليه.. لم يرد عليها: ما هو من بنتك، وقال لها تسلم ايدك على البسلة يا طنط، فردت بس دى بامية!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة