إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة

بمناسبة مسلسل الملك

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 08 أبريل 2021 - 07:38 م

أثار مسلسل «الملك» موجة كبيرة من الانتقادات بمجرد نشر برومو المسلسل. وفى المواجهة ردود تطلب الانتظار لرؤية المسلسل ثم الحكم عليه. أوقفت الشركة المنتجة المسلسل حتى تتم مراجعة السيناريو. دون شك ساهم فى ارتفاع الانتقادات ما رآه الناس من دقة كل شىء فى الاحتفال بنقل المومياوات. دقة الأزياء والأدوات المستخدمة وغيرها واتساقها مع ما هو معروف عن العصر الفرعوني. المسلسل مأخوذ عن رواية «كفاح طيبة» لنجيب محفوظ وهى عن الملك أحمس وطرد الهكسوس من مصر وإعادة توحيد القطرين بعد أن استقل الهكسوس بشمال البلاد. نجيب محفوظ وهو يكتب الرواية أطلق مساحة من الخيال لكنه كان يعرف أن الأحداث جرت على أرض واقعية وفى زمن محدد لذلك كان وصفه للأشياء كما كانت وقرأ عنها. طبعا مساحة السينما وخاصة المسلسل تكون أوسع لتعدد الحلقات ومن ثم فإن معرفة التفاصيل فى زمنها ومكانها شديدة الأهمية ولا يجب أن تتسع المساحة لأى خطأ. لكن هل معنى ذلك أنه لا مساحة للخيال. على العكس المساحة تتسع أكثر لأن الصورة لها تأثير أسرع من اللغة لكن الخيال فى كيف تتم الأحداث والعلاقات وقد يضيف اليها الكاتب شخصيات أو يضم شخصيات ليكونوا شخصية واحدة مثلا، والمسلسل كما هو واضح يعيد انتصارا تاريخيا حقيقيا له زمانه ومكانه. الهجوم على المسلسل لم يكن لموضوعه ولا التمثيل والإضاءة والتصوير وغيرها من عناصر الإخراج لكن كان لوجود أخطاء فى الحقائق. رآها البعض فادحة فنيا وأنا أرى فداحتها من كون الأمر لم يكن صعبا لمعرفة الصواب. كان يستدعى فقط قراءة فى كتب وما أكثرها عن الحضارة الفرعونية. وفى هذا الزمن يمكن أن تجد على الويكيبيديا بكل اللغات كثيرا مما تريده دون تعب. لفت نظرى القول بأن أحمس كان فى الخامسة والعشرين من عمره وطبعا الفنان الذى قام بالدور أكبر من ذلك. يمكن أن تتجاوز هذه. ما لا تتجاوزه هو الذقن فكل التراث الفرعونى الثقافى يؤكد أن شعر الذقن كان يعتبر من النجاسة، ولا تجده إلا فى صور الأسرى. والحقيقة أنا لم أر فيما قرأت أو شاهدت فى الأقصر فى المعابد أو مقابر البر الغربى ورسومها أحدا له ذقن من الفراعنة وكذلك فى المتاحف. معرفة ذلك لم تكن صعبة أبدا. طبعا الدنيا لن تخرب إذا صار أحمس بذقن لكن الصدق الفنى سينقص كثيرا وقد يحيل إلى تفسيرات أخرى وقد حدث ورأى البعض اللحية إشارة إلى أن أحمس عربى من الجزيرة العربية وليس مصريا!! والبعض رآه سلفيا!!. وأيضا ظهرت فاكهة الجوافة فى طبق جوار أحمس والجوافة فاكهة وفدت إلى مصر فى العصر الحديث فهى فاكهة أصلها فى أمريكا الجنوبية. لم يكن صعبا معرفة فواكه ذلك العصر التى كان على رأسها الرمان والتمر والعنب والنبق والدوم والجميز مثلا الذى كانت شجرته هى شجرة الإلهة حتحور ربة الجمال وراعية الموتي. كثير من الأدوات كما رأى الكثيرون كان من عصور تالية لزمن أحمس. شكل المعارك رأه الكثيرون مستقى من أفلام أجنبية وهذه ليست مشكلة. فالتأثر والتأثير جائز فى الفنون المهم أن تكون الآلات والأسلحة فرعونية وهذه ليست صعبة. ظهور كل شيئ كما كان يزيد من ابهار الصورة كما حدث فى موكب نقل المومياوات. هذه بديهيات فى الحقيقة وبسيطة ولم تكن تحتاج إلا إلى شيئ من البحث. وأنت حر بعد ذلك فيما تفعل بها. أما عن ايقاف عرض المسلسل فيمكن تفاديه ويتم عرضه مع مقدمة قبل التيترات أن هذا المسلسل فيه من الخيال كما فيه من الواقع ويظل الدرس قائما.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة