صورة من حفل موكب المومياوات لأوركسترا المايسترو نادر العباسي
نادر العباسي.. صنعنا المستحيل
الجمعة، 09 أبريل 2021 - 11:49 ص
كتب/ عمر السيد
تجربة فريدة لن تتكرر.. من هذا المنطلق تعامل القائد المايسترو الكبير نادر العباسي مع التجربة التي عاشها خلال الحفل الأسطوري المصري لنقل المومياوات الملكية، الحدث التاريخي الأهم الذي شهدته الساحة المصرية والعالمية وتحدثت عنه طوال الأيام الماضية بإيجابية وحفاوة شديدة، أكدت على قوة وصلابة وعبقرية المصري حامل جينات العبقرية والإبداع منذ فجر التاريخ.. خلال السطور التالية يحدثنا الموسيقار الكبير عن تجربته خلال الحفل، ومسئوليته فى قيادة الأوكسترا الموسيقي، وكونه أحد جنوده وأبرز نجومه المعلومين.
-فى البداية .. إلى جانب الأهمية التاريخية للحدث إلا أن خروجه بهذه الصورة المشرفة التي تحدث عنها العالم جعل الحفل لا يقل أهمية عن الحدث نفسه.. ماذا تطلب الأمر منكم لكي يظهر الحفل بهذه الصورة ؟
الخطوة الأولى والأهم كانت مع الأوركسترا التي قدمت الحفل، وهي فرقة اأوركسترا اتحاد الفير هارمونيب، ومع اختيار العازفين الذين بني على أساسهم قوام هذا الفريق المتكامل، وهنا تجدر الإشارة إلى آلية تكوين هذه الأوركسترا الذي حرصت منذ البداية على أن يضم مجموعة من أهم وأكثر العازفين المصريين موهبة، وكذلك على مستوى فرقة الكورال، وتم اختيارهم بناءً على عدة معايير، منها الموهبة، وهذه من أهم المعايير التي اعتمدت عليها رغبة فى استثمار طاقات عازفينا الشباب، وتأكيدا على أن مصر ستظل اولادة، وتفرز المواهب فى مختلف المجالات، وهذا عنصر أساسي وهام جدا، وبالمناسبة فأنا سبق وشاركت بهذا الأوركسترا فى احتفالات ومناسبات عديدة، لكن الاختلاف هذه المرة جاء فى عدد الأعضاء الذين ضمهم الأوركسترا، حيث بلغ عددهم 100 عازف، و90 كورال، وقد حرصت على ذلك انطلاقا من أهمية الحدث والتأثير الذي سينتج عنه، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل وعلى المستوى العالمي أيضا، لذا أردت أن يرى العالم إمكانيات مصر وأبنائها الفنية والموسيقية من خلال قدرتهم على تكوين أوركسترا بهذه الجودة، وهذا العدد.
- كيف كانت أجواء التحضيرات والبروفات التي سبقت الحفل؟
احتاجت وقت طويل بالتأكيد بالإضافة إلى مجهود شاق، خاصة أنها أنقسمت إلى شقين، الأول خاص ببروفات الحركة، والمقصود بها الاستعراض الحركي الذي بدأ مع انطلاق الموكب، وكانت فى غاية الصعوبة، حتى أنها صنعت على مدار شهور قبل الحفل، والشق الثاني كان مرتبط ببروفات العزف الخاصة بالفرقة والأوركسترا، والتي قمنا خلالها بالتدريب على عزف المقطوعة الرائعة التي ألفها العبقري هشام نزيه، وبلغ عدد البروفات 10 للفرقة و15 للكورال.
- هذه هي المرة الأولى التى يقام فيها حفل لأوركسترا موسيقي كامل بالتزامن مع موكب متحرك.. ما أبرز المعوقات التي كنت تخشاها فى هذه التجربة؟ وكيف تغلبت عليها؟
العقبة الأولى والأكبر كانت انضباط حركة الموكب وتناسقها مع إيقاع العزف، والعكس، بحيث لا يسبق أيا منهما الآخر، والصعوبة كانت فى افتقادي التواصل مع الموكب بإعتباري القائد، وأنا سبق وخضت تجارب عديدة مشابهة فى أوبرات عالمية، لكنها لم تكن بهذا القدر من الصعوبة، لذا كنت حريص خلال بروفات الحركة التي قمنا بها على مدار شهور، على التركيز على هذه النقطة على وجه التحديد، ومع كثرة التدريب بدأ كل المشاركين سواء بالموكب أو الفرقة فى حفظ نقاط البدء والتوجيهات دون خطاء.
-هل كنت تشعر بحجم هذه المغامرة؟
كانت مغامرة كبيرة، لكن هذا الأمر لم يشغلني لعدة أسباب، أولها إنني أعتدت التعامل مع مثل هذه الموقف، ثانيا أن فكرة المغامرة أو المجازفة تثير حماسي وتحفظ كل طاقاتي الإبداعية، لذا أعتبر أنها كانت من أهم مميزات هذا الحفل.
-شهد الحفل تألق عدد من الأصوات الطربية المصرية.. ما المعيار الذي أعتمدت عليه فى اختيارك لهذه الأصوات والاعتماد عليها دون غيرها؟
تم اختيار الأصوات المشاركة بالحفل بناءً على عدة معايير، أهمهات أن يكون هناك قدر من التنوع والاختلاف بين الأصوات المتواجدة بالحفل، كما لو كنا نأخذ من كل بستانا زهرة، وبناءً عليه تم اختيار ريهام عبد الحكيم الصوت المصري الشرقي الجميل الذي أعشقه، وأميرة سليم الموهبة المصرية الواعدة، ونسمة محجوب التي تتمتع بمساحة صوت رائعةتوطبقاتها العريضة التي تمكنها من أداء وتقديم ألوان موسيقية عديدة، كل ذلك كان بهدف استعراض وإظهار مكانتنا وقيمتنا الفنية الثرية والمتنوعة أمام العالم.
- ماذا عن الرسالة التي يمكن انتقائها من هذا الحفل وما بذل فيه من جهد؟
إلى جانب اظهار دور وفاعلية قوى مصر الناعمة، كانت هناك رسالة أخرى هامة تتمثل فى محاولة تغيير بعض الصور والمفاهيم المغلوطة عن مصر، والتي ساهم البعض فيتنشرها وترويجها مثل االتعصب والإرهابب وما إلى آخره، وتصحيح هذه الصورة واستبدالها بالصورة الحقيقية التي لابد وأن تقدم عنا كبلد متحضر وراقي يعشق الفنون ويقدرها.
- لك باع وخبرة طويلة فى تقديم فنون الأوبرا وقيادة الأوركسترا مع تجارب عالمية عديدة.. لكن ما الاختلاف الذي شعرت به فى مع هذا الحفل؟
ليست تجربة مختلفة فحسب، فالوصف الأمثل لها أنها تجربة فريدة لا تحدث سوى مرة واحدة بالعمر، وتعاملي معها جاء على هذا النحو، بالفعل شاركت فى تجارب عديدة داخل وخارج مصر توليت فيها قيادة وتقديم أوبرات عالمية عديدة، لكن جميعها - وأن كانت صعبة - إلا أنها كانت قاصرة على حدود المسرح فقط، مهما أتسع حجمه أو قل، لكن هذه المرة مسرحي الذي كنت أقف عليه والذي شهد هذا الحدث كان البلد بأكملها، هذا إلى جانب تعدد العناصر المشاركة بالحدث من عازفين بالأوركسترا وكورال وفرق المشاه، ومجرد التفكير فقط فى الحدث وكيفية قيادة هذه العناصر والتحكم بها شيء رهيب، وبالمناسبة صعوبة التجربة فى مجملها وتنفيذها بهذا المستوى الذي تحدثت عنه الملايين يدل على قوة وصلابة الشخصية المصرية التي لا يضاهيها أحد فى تحدي المستحيل، لذا أعتبرها تجربة فريدة لا تتكرر.
- أخيرا.. كيف وجدت ردود الأفعال عن الحفل فى الشارع المصري؟
إذا كان هناك بطل أو نجم حقيقي فى الحفل، سيكون الشعب المصري، بتفاعله الرائع مع الحفل، حيث يؤكد وعيه وثقافته وتذوقه الراقي للفنون، خاصة أنه كانت هناك قاعدة معروفة لدينا تصنف الفن الأوبرالي أنه فن نخبوي لا يستهوي إلا قلة من الجمهور، لكن ما رأيته من تفاعل واحتفاء جماهيري كبير من مختلف الطبقات بعد الحفل، أكد أنه لا أساس لهذه القاعدة، وأن الإنسان المصري بداخله فنان عاشق ومتذوق ولديه وعي يؤهله لتقبل كافة الفنون وتذوقها، ولا أتحدث هنا فقط عن الشباب أو جمهور السوشيال ميديا، بل مختلف طبقات الشعب المصري، فعلى المستوى الشخصي تلقيت ردود أفعال عديدة من أشخاص بسطاء أكدت على هذه الفكرة.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة
باسم سمرة عن التربية الحديثة: «دي قلة أدب.. والسوشيال ميديا أثرت بالسلب»
نيللي كريم ترد علي اعتذار باسم سمرة: حصل خير يا عبدالمجيد
تكريم إلهام شاهين بحفل افتتاح مهرجان هوليود للفيلم العربي| صور
باسم سمرة يعتذر لـ نيللي كريم وزوجها بعد تصريحاته مع رامز جلال
حورية فرغلي تعلن عن مواعيد عرض مسرحية رابونزل بالمصري
أبرز تصريحات رحاب الجمل.. نادمة على فيلم بنت من دار السلام
الليلة.. صُناع مسلسل «أشغال شقة» في ضيافة برنامج «يحدث في مصر»
تكريم الفنان سيد رجب في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
باسم سمرة ضيف ياسمين عز في برنامج «كلام الناس»
