جانب من الندوة
جانب من الندوة


«الأعلى للثقافة» يختتم مؤتمر مئوية رائد الثقافة المصرية ثروت عكاشة

صفوت ناصف- نادية البنا

الجمعة، 09 أبريل 2021 - 03:45 م

اختتم المجلس الأعلى للثقافة مؤتمر «ثروت عكاشة فارس الثقافة المصرية»؛ الذي انطلقت فعالياته صباح الأربعاء الماضي، وامتدت جلساته على مدار يومين، وقد أطلق المجلس الأعلى للثقافة.

يأتي هذا المؤتمر ضمن إطار احتفاء وزارة الثقافة بمرور مائة عام على مولد المفكر الرائد الدكتور ثروت عكاشة، الذي تحتفى به كذلك سائر قطاعات وزارة الثقافة المصرية على مدار العام الجارى في مختلف محافظات الجمهورية.

وشهدت الفعالية مواصلة المجلس الأعلى للثقافة تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة؛ بغرض الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا، كما بثت فعاليات المؤتمر مباشرة عبر حسابات المجلس بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

تضمن اليوم الختامي للمؤتمر، مناقشة عدة محاور على مدار جلستين، وتمحورت كلتاهما حول المسيرة الثقافية الحافلة للمفكر الرائد الدكتور ثروت عكاشة؛ حيث حملت الجلسة الثالثة عنوان: «ثروت عكاشة وحماية الآثار المصرية»، وتحدث فيها كل من: الدكتور راضي محمد جودة، وتناول موضوع «ثروت عكاشة وإنقاذ آثار النوبة»، والدكتورة علا العجيزى، وتناولت موضوع «دور ثروت عكاشة فى إنقاذ معابد النوبة»، والدكتورة فايزة هيكل، وتناولت موضوع «ثروت عكاشة ودوره الجوهري فى إنقاذ آثار النوبة من خلال التعاون مع اليونسكو»، والدكتور محمود أحمد إمام، وتناول موضوع «إسهامات ثروت عكاشة فى ملف إنقاذ آثار النوبة». 

اقرأ أيضا| ليلة في حب سليمان العطار.. قدر الإبداع والعلم وتمتع بالإنسانية..صور

أما الجلسة الرابعة والختامية؛ فجاءت تحت عنوان «ثروت عكاشة في الأدب والترجمة»، أدارها الدكتور محمد حمدى إبراهيم عقب اعتذار الدكتورة مكارم التي حالت ظروف مرضية عن حضورها، وتناول الدكتور محمد حمدى إبراهيم موضوع «ترجمات ثروث عكاشة عن الترجمة اللاتينية لقصيدة مسخ الكائنات»، وتحدث الدكتور أحمد درويش حول موضوع «ثروت عكاشة وتشكيل الحركة الثقافية في مصر: الأدب نموذجًا»، أما الدكتور حسين محمود فتناول موضوع «فن الترجمة وترجمة الفن عند ثروت عكاشة»، والدكتورة سهير عثمان تناولت موضوع «أبرز المؤلفات المترجمة لثروت عكاشة وتأثيرها على الأجيال أكاديميا»، ومحمود محمد مكي «ثروت عكاشة مترجِمًا: ترجمته لكتاب النبي لجبران نموذجًا».

افتتح الجلسة الثالثة مدير النقاش الدكتور أحمد رجب قائلًا: «الحقيقة أن الحديث حول العالم الكبير هو حديث موصول؛ فنحن أمام عالم موسوعي، ليس مختصًا في علم واحد، بل تعددت مشاربه وتعددت اهتماماته كما تعددت اختصاصاته، ويكفي أن نعلم أن للرائد ثروت عكاشة أربعة وأربعين كتاب، وهذه الكتب فى مناحى مختلفة، ومن بين هذه التخصصات الآثار؛ فعندما يتحدث الأثريون عن ثروت عكاشة يعتبرونه أثريًا من الطراز، وعندما يتحدث الفنانون عن ثروت عكاشة يعتبرونه فنانًا من الطراز الأول، وعندما يتحدث المؤرخون عنه يعتبرونه مؤرخًا من الطراز الأول، وعندما يتحدث السياسيون عنه يصفونه بأنه سياسى من الدرجة الأولى؛ فقد برع فى كل التخصصات فنحن أمام عالم موسوعى، شأنه شأن من سبقه من العلماء الكبار مثل جلال الدين السيوطى وابن سينا وغيرهم».

وتحدثت الدكتورة فايزة هيكل قائلة: «الظروف التى بدأ خلالها التعاون الدولى ما بين مصر والمجتمع الدولى متمثلًا فى منظمة اليونيسكو، لإنقاذ آثار النوبة كانت صعبة جدًا؛ حيث كانت البيئة السياسية متوترة جدًا بين مصر والغرب بشكل كبير، وذلك خلال فترة العدوان الثلاثي على مصر، ومع ذلك نجد الدول التي كانت تعادينا سياسيًا تجمعت لإنقاذ المعابد المصرية القديمة، وهو بدوره درس عظيم جدًا يوضح أهمية الثقافة فى العلاقات الدولية، ومن قام به أولًا وأخيرًا كان الدكتور ثروت عكاشة».

كما تحدثت فى ذات الإطار الدكتورة علا العجيزى عميدة كلية الآثار سابقًا، قائلة: «في عام 1958م حين قام بزيارة الدكتور ثروت عكاشة السفير الأمريكى بصحبة مدير متحف «المتروبوليتان» بنيويورك، الذي اقترح عليه شراء الولايات المتحدة معبدًا أو اثنين من تلك المعابد المحكوم عليها بالغرق؛ فرد عليه الدكتور ثروت عكاشة: لم أكن أعرف أن تاريخ مصر وتراثها يمكن أن يعرضا للبيع! إن الجدير بمتحف المتروبوليتان أن يبادر بالعمل العلمى لإنقاذ هذا التراث الإنسانى بدلًا من التفكير فى شراءه! ومنذ ذلك الحين تحمس الدكتور ثروت عكاشة وبدأ التفكير فى إنقاذ معالم النوبة الأثرية من الغرق نتيجة لتشييد السد العالى».

تحدث مدير الجلسة الرابعة والختامية الناقد الدكتور محمد حمدى إبراهيم قائلًا: «كل الناس مازالت تذكره بأيادٍ بيضاء على آثار مصر وثقافتها، وعلى الحركة التى جعلت مصر تسترد جزء كبير من مكانتها فى العالم العربي بل شملت العالم بأسره، وإذا لم يكن قدم غير إنقاذه لآثار النوبة؛ كان سيكفيه هذا الفخر، لكنه وضع فى كل مجالٍ بصمة مازلت باقية حتى الآن، رحمه الله وجزاه كل خيرٍ عنَّا، ورزق الوطن بأمثاله من الذين تبقى ذكراهم عطرة فى نفوس الناس على مر الأجيال».

فيما تحدث الناقد الدكتور أحمد درويش حول «ثروت عكاشة وتشكيل الحركة الثقافية فى مصر: الأدب نموذجًا»؛ حيث قال: «نحيي ذكرى علم من أعلامنا، وهو الدكتور ثروت عكاشة صاحب الشخصية الثقافية البارزة فى القرن العشرين، وأنا أظن أن مهمتنا نحن المتحدثين الآن بهذه الجلسة تزداد صعوبة؛ فالحديث حول ثروت عكاشة بهذا المؤتمر بدأ منذ الأمس، وتحدث فيه أكثر من عشرين أستاذًا جيدًا حول جوانب كثيرة ومتنوعة».

وتابع مختتمًا حديثه: «كان يقف فى خلفية معظم النماذج الثقافية الرائدة شخصية الحوار مع الثقافة الفرنسية على نحو خاص، تلك الثقافة صاحبة اتساع المدى في المعرفة والحرية، وهى الثقافة التي سادت في مصر في القرن التاسع عشر والعشرين، ربما نكاية فى الثقافة التى احتلت مصر، وأنتم تعلمون أن هذا الوهج هو الذى شجع رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك وطه حسين فيما بعد لهذا النوع من توسيع مفهوم المعرفة كالماء والهواء وهو الذى شجع دون شك ثروت عكاشة، وهو صاحب الاستفادة من هذا التراكم الثقافى الكبير، وصاحب القراءات الغزيرة للأدب والانتاج فيه، قبل حتى أن يظهر بالمعنى الرسمي كعضو فى مجلس إدارة الثورة، وعضو فى حركة الظباط الأحرار، وقد قدم كتبًا قبل الخمسينيات فى الروايات المترجمة، ولعلها كما تظهر دراسات فى المقارنة، كان شديد التأثر بشخصية مثل «أندريه مالرو»، تلك الشخصية الثقافية الفرنسية البارزة في عصره، والتى قيل عنها أنها مثلت ثقافة القرن العشرين فى مجملها، وقد وازاه في تولي وزارة الثقافة كذلك؛ حيث أنه من المصادفات العجيبة أن عكاشة تولي وزارة الثقافة في وطنه مصر أول مرة عام 1958م، ومالرو كذلك تولي وزارة الثقافة فى وطنه فرنسا عام 1959م».

ختامًا تحدث أستاذ اللغة الإيطالية الدكتور حسين محمود، حول الترجمة في مسيرة الدكتور ثروت عكاشة قائلًا: «برغم كوني غير متخصصًا في دراسة ترجمات الأدب الفرنسي والإنجليزي، لكن في عموم حركة الترجمة برزت مكانة ثروت عكاشة؛ فجميعنا نعرف أنه كان مثقف غير عاديًا، وبرغم كونه مترجمًا عاديًا إلا أن إسهاماته في الترجمة كانت خلاقة؛ فقد خلقت الجديد الذى يمكنه الاسهام بعد ذلك فى تعزيز حركة الترجمة وفى دراسات الترجمة نفسها؛ لأن ما قدمه فى هذا الإطار يستحق بالفعل أن يدرس، لكي يستخرج منه كل ما وصل إليه ثروت عكاشة من حلول تقنية فى مجال الترجمة».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة