د. سمير فرج
د. سمير فرج


فى أروقة السياسة

روسيا تنسحب من معاهدة «السماوات المفتوحة»

أخبار اليوم

الجمعة، 09 أبريل 2021 - 07:38 م

 

تلوح  فى الأفق، بوادر اندلاع حرب باردة، جديدة، انطلقت شرارتها بوصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، «بالقاتل»، فى أعقاب صدور التقرير الاستخبارى الأمريكي، الذى يتهم موسكو بمحاولة التدخل للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لصالح الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب.
 فما كان من روسيا إلا أن استدعت سفيرها لدى واشنطن، للتشاور، كأول إجراء سياسى متعارف عليه فى مثل تلك الأحوال.
كانت روسيا والولايات المتحدة قد أقرتا معاهدة باسم «السماوات المفتوحة» عام 2002، وتضم  حالياً 34 دولة، تسرى عليها، جميعاً، بنود تلك المعاهدة، دون النظر لحجم هذه الدول أو قوتها العسكرية. وبموجب هذه المعاهدة، يسمح للدول، المشاركة فيها، تنفيذ برامج استطلاع جوي، بطائرات غير مسلحة، على كامل أراضى الدول المشتركة، بهدف جمع المعلومات عن القوات العسكرية لكل دولة، والأنشطة العسكرية القائمة بها، إعمالاً لأحد مبادئ العمليات العسكرية المعروف باسم «مفهوم الرصد الجوى المتبادل».
ظهرت تلك الفكرة، لأول مرة، فى خمسينيات القرن الماضي، إلا أنها توارت أمام اعتراض السوفييت على تنفيذها، فى ذلك الحين، ثم عادت للظهور بعدما هدأت الحرب الباردة بين القوى العظمى، وانهار الاتحاد السوفييتي، وكانت المعاهدة تسرى على الأراضى البرية، والجزر، والمياه الداخلية، والإقليمية، ولا يجوز إلغاء هذه الرحلات أوالطلعات الجوية، إلا لأسباب تتعلق بسلامة الطيران، مثل سوء الأحوال الجوية.
وقد اتفقت اللجنة العليا، المشرفة على تنفيذ هذه المعاهدة، بالسماح لأنواع محددة من الطائرات، من كل دولة، لإجراء برامج الاستطلاع، شريطة اجتيازها اختبارات الصلاحية، وفقاً للمعايير الدولية لكل طراز. وتهدف هذه الطلعات إلى جمع المعلومات عن القدرات العسكرية للدول، سواء من حيث أعداد الأسلحة أوالطائرات أوالمطارات والتشوينات للأسلحة والذخائر ومواقع الصواريخ البلاسيتية، لضمان عدم تهديد حدودها من أى من تلك الدول المشاركة فى المعاهدة. 
وحديثاً، أعلنت روسيا انسحابها من تلك المعاهدة، التى سبق وانسحبت منها الولايات المتحدة الأمريكية، فى عهد الرئيس ترامب، إلا أن روسيا رأت أن انسحاب أمريكا، لا يعنى حجب المعلومات العسكرية عنها، فى ظل استمرار أصدقائها وحلفائها، فى المعاهدة، بما يضمن لها الحصول على نتائج عملياتهم الاستطلاعية فى السماوات المفتوحة، بينما لن تتمكن روسيا من الطيران فى سماوات الولايات المتحدة.
ولا شك أن العالم فى حالة ترقب، خشية عودة الحرب الباردة، وسط مخاوف من عودة سباق التسلح، مرة أخرى، بين واشنطن وموسكو فى ظل الحرب الكلامية، الجارية، بين بايدن وبوتين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة