آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

صيدليات الموت المجانى!

آمال عثمان

الجمعة، 09 أبريل 2021 - 08:02 م

 

المصريون من أكثر شعوب العالم إفراطا فى تناول الأدوية، ولا يتوقف ذلك على أنواع الأدوية التى يصفها الأطباء المتخصصون، وإنما أصبح تعاطى الأدوية دون رجوع إلى الطبيب، والاكتفاء بخبرة المريض الشخصية أو مشورة أحد الأصدقاء والمعارف، تطبيقا للمثل الشعبى العجيب والغريب «اسأل مجرب ولا تسأل طبيبا»!!
وفى أفضل الظروف يكتفى المريض باستشارة الطبيب الصيدلى، ليصف له الدواء دون معرفة وضعه الصحى، أو تأثير الدواء على الأمراض التى يعانى منها، وتزداد المشكلة خطورة، وتتضاعف المخاطر إذا كان من يصف الدواء ليس طبيبا، ولا ينتمى لمهنة الصيدلة من قريب أو بعيد!
لذلك توقفت أمام استغاثة لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، تطالب بتغليظ العقوبة على مزاولة مهنة الصيدلة بدون ترخيص، حيث إن القانون رقم 127 لسنة 1955 ينص على عقوبة قدرها 200 جنيه أو سنتين حبسا، ولا شك أنها حقا عقوبة مادية هزيلة لم تتطور منذ 66 عاما، ولم تواكب تطورات وظروف الحياة والزمن، بل إنها تشجع على الاستهانة بالقانون، ومزيد من التسيب وتشجيع الأشخاص الدخلاء غير المؤهلين على مزاولة مهنة الصيدلة، والتسبب فى مخاطر كبيرة للمرضى، سواء لصعوبة قراءة «روشتة» الطبيب المعالج، حيث إن معظم الأطباء يكتبون العلاج بخط سيىء، وهو ما يؤدى أحيانا لصرف علاج آخر للمريض، أو وصف أدوية للمرضى تم وقف تداولها بالخارج، أو وضعت الشركة المنتجة لها محاذير على استخدامها، ولكنها مازالت تستخدم فى مصر بشكل واسع، مثل أدوية البرد والمضادات الحيوية، وهو ما يمثل خطورة شديدة، ويتسبب فى تدهور حالة المريض الصحية، وقد يصل به الأمر للوفاة المفاجئة دون معرفة الأسباب.
لذا أضم صوتى إلى صوت صاحب الاستغاثة، فى ضرورة تشديد العقوبة لتصل الغرامة إلى 50 ألف جنيه، وحبس عامين لكل من يزاول مهنة الصيدلة بدون ترخيص، وفرض غرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه لعدم تواجد مدير بالصيدلية، حيث إن أغلب الصيدليات تمارس نشاطها بدون مدير، وفرض غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه وحبس سنتين لكل من يتاجر فى أدوية غير مصرح بها، حيث انتشرت مواقع إلكترونية تقوم بعرض الأدوية المهربة وبيعها أون لاين، بالإضافة إلى تعديل قانونى يلزم الصيدليات بتجديد الترخيص كل 3 سنوات، ووقف تجديد الترخيص للصيدليات المخالفة، أو التى يتم تأجيرها بعد الحصول على الترخيص، للدخلاء على مهنة الصيدلة.
إن شعار نقابة الصيادلة « الكأس والثعبان» يعكس معنى ومضمونا فى غاية الأهمية،  وهو أنه مثلما لكل دواء فوائده، كذلك له مخاطره وأعراضه الجانبية التى قد تصل بالمريض إلى حد فقدان الحياة!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة