البطل نطون ماجد
البطل نطون ماجد


أحد أبطال الهمم أنطون ماجد.. عنقود مهارات 

إيهاب صبرة

السبت، 10 أبريل 2021 - 12:40 ص

بطل الجمهورية فى ألعاب القوى ويعشق التصوير الفوتوغرافي
والدته: يحزن من الإساءة إليه وتشغلنا الإجابة عن ماذا بعد؟


«بحب الخيل أوى وألعب كرة قدم والسباحة ورمي القرص وبزعل من أى حد يزعقلى أو يقولى كلام وحش أو ينظر لى نظرة سيئة وبكون سعيد لما أحقق ميدالية فى أى بطولة أشارك فيها».. هكذا عبر عن نفسه أنطون ماجد سمير متمنياً أن يلقى اهتماماً من المجتمع ويدمج بينهم ومتجاوزين إعاقته وبعيداً عن التنمر عليه أو تصرفاته وايماءاته لأنه من أصحاب التأخر الذهني وهو أحد أنواع الإعاقات الذهنية وأنه يبذل قصارى جهده فى أداء أى عمل يسند إليه سواء فى التدريب أو الدراسة أو حتى فى قضاء احتياجات أسرته من متطلبات معيشية إذا طلب منه ذلك أو تم الاعتماد عليه كخطوة من خطوات دمجه بين الناس كما تريد أسرته.

أكثر ما يحزن أنطون هو السخرية منه من البعض والتنمر عليه بالرغم من إبداعاته المتعددة فهو بطل الجمهورية عامين متتاليين فى رمى القرص والوثب الطويل وبطل فى الفروسية والباتيناج ويعشق كرة القدم ويجيد السباحة بجانب مهاراته وإبداعه فى الأعمال اليدوية مثل الكروشيه والسلك النحاس والورق وجميع الاكسسوارات والمشغولات اليدوية من جميع المنتجات وينتج من خلالها تحف فنية وإبداعه الأهم والأكبر هو التصوير الفوتوغرافي ولديه المئات من الصور التى أعجبت الكثير عندما يتم نشرها على صفحات التواصل فهو عنقود مهارات وإبداعات.


تقول سلوى جرجس أيوب والدة أنطون، إن نجلها يملك رؤية وزاوية تصوير من نفسه وبفطرته  أشاد بها كل من يرى أعماله أو لوحاته التصويرية وأسعى لتنميتها من خلال بعض المتخصصين فى هذا المجال وأننى أخطو معه خطوات أى لعبة أو موهبة يشعر من خلالها أن تكون متنفساً له وممارساً للرياضة كجزء من التغلب على الإعاقة الذهنية لديه  خاصة أننى عاهدت نفسى أكون داعمة له فيما يتميز به ويهواه ولم أفرض عليه لعبة محددة، فكرة القدم كان أمهر لاعب وإجادة فيها منذ انضمامه لأحد الفرق وهو ناشئ وحالة من الانبهار كانت ترتسم على وجه مدربيه  تلاشت عندما علموا بعد فترة من وجوده بالفريق بإعاقته وبدأنا بعدها ممارسة العديد من الألعاب منها ألعاب القوى والفروسية والسباحة كنوع من التأهيل على الأقل والباتيناج والتزحلق وحصد العديد من الميداليات فيها وبطلاً للجمهورية فى رمى القرص والوثب الطويل بجانب الأعمال الفنية الرائعة من المشغولات اليدوية والاكسسوارات التى ينفذها ويشارك بها فى بعض المعارض ونال الكثير من التكريمات وشهادات التقدير.


تعود سلوى بالذاكرة وتختلس لحظات صمت وتفكير: "حسيت منذ الولادة أن هناك شئ ما مش طبيعي، كان ينام بشكل غير عادى وأوقات أكثر من اللازم وعرضته على أكثر من 150 طبيب وأجرينا كل الفحوصات حتى أعرف حالة إبنى من عمر يوم حتى 5 سنوات وكنت أبكى مع كل رد وتشخيص من الأطباء ويقولون إن نجلى طبيعى وليس هناك ما يدعو للقلق ولكن قلبى يخبرنى أن هناك أمر غير جيد له". 


وتواصل: "حتى اكتشفت حالته عندما صرح أحد الأطباء أن هناك ضمور بالمخ جعله متأخراً ذهنياً وبكيت بحرقة ونهرنى الطبيب لفعلى وطلب منى أن اتجاوز ذلك وأركز معه وأصبح شغلى الشاغل تنمية مهاراته منذ صغره وأكرر معه وابتكر ما يقوم به الآخرون وظهرت مشكلة فى الأفق عندما حان موعد التحاقه بالمدارس وتمت الموافقة على قبوله بمدرسة أعمل فيها معلمة حساب وعربى وفى فصل غير فصلى ثم التحق بفصلى وبدأت فى تبسيط المنهج وتوصيل المعلومة وبشكل غنائى وألفت العديد منها حتى نال فصلى شهرة واسعة بين الجميع وأصبح ملاذاً لذوى الاحتياجات وصعوبات التعلم قبل غيرهم وما زال رغم مرور أكثر من 15 عاماً على انضمام نجلى فيه". 


وتشير "سلوى" إلى بعض المواقف الصعبة التى تعرضوا لها ومنها أثناء إحدى المنافسات لبطولة الباتيناج والمؤهلة للمشاركة فى البطولة الإقليمية بدبى والمرشح الأول لها أنطون وأثناء العرض انكسر الباتيناج وانفك وتقطع وللأسف خسر البطولة بسبب ليس له دخل فيه، وأحد المواقف الأخرى كنت أمر بظروف صحية سيئة وحدد لى الطبيب موعداً لإجراء عملية جراحية صادف الموعد بطولة مهمة فى ألعاب القوى وكان علينا الاختيار بين أمرين إما الاعتذار عن البطولة لأنه يستمد قوته منى أثناء المنافسات أو تأجيل الجراحة ولكن ماحدث كان أمراً ثالث ذهبنا للمستشفى للاستعداد لإجراء العملية وهو معى ودعوته أن يذهب للبطولة ويحصد ميدالية واحدة ذهب فقط حتى تكون نوعاً من الشفاء السريع لى ولو من الجانب النفسى وبعدما أفقت من تأثير البنج وجدته بجانبى وحصد ميداليتين ذهب وحقق أرقاماً مذهلة فى البطولة".

ويشغل ذهنها السؤال الحائر ماذا بعد؟.. والمقصود منه من يهتم بأولادنا بعد رحيلنا خاصة أننا حصن الأمان وحائط الصد لهم أمام أى عقبات تواجههم أو أزمات تصادفهم ومن يملك لهم هذا الدور بعد رحيلنا وهل هناك دور من المسؤولين للتغلب على هذه الأزمة التى تواجه  كل أسر الأشخاص ذوى الإعاقة خاصة الإعاقة الذهنية.
 

اقرأ أيضا: نادي أسوان يحتفى بـ«يوسف كرار» لاعب منتخب مصر للملاكمة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة