آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

من قتل المدنيين فى مالى؟

آمال المغربي

السبت، 10 أبريل 2021 - 07:57 م

تغاضت الأمم المتحدة عن التحقيق الدقيق الذى قامت به حول الغارة الجوية التى شنتها القوات الفرنسية شمال مالى فى يناير الماضى وثبت فيه أنها قتلت 19 مدنيا خلال حفل زفاف ولم تقتل مسلحين كما ادعى الجيش الفرنسى كان التحقيق الذى قام به قسم حقوق الإنسان فى بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام فى مالى كشف كذب ادعاءات فرنسا والتى قالت فيها انها قتلت إرهابيين شمال مالى فى يناير بينما أكد تحقيق الأمم المتحدة أن الفرنسيين تصرفوا بتهور، ودون تحرى الدقة.. واستهدفوا بالقنابل حفل زفاف فى قرية بونتى شمالى البلاد. وأنها وجهت الضربة حيث كان الرجال تجمعوا لأداء الصلاة، بينما كان النساء والأطفال فى مكان آخر يجهّزون وليمة الزفاف. وتسببت الغارة فى مقتل 22 شخصا.
لنجاح هذا التحقيق، وفّرت الأمم المتحدة كل الوسائل المتاحة الذى بدأ فى 25 يناير منها فريق يتكون من 15 خبيرا فى مجال حقوق الإنسان، وخبيرين فى الطب الشرعى، ومسئولين للعلاقات العامة. وقد أجرى الفريق الأممى مقابلات فردية مع ما لا يقل عن 115 شخصا وأكثر من 100 مقابلة هاتفية. كما حلل الفريق ما لا يقل عن 150 منشورا، بينها بيانات رسمية وتصريحات ومقالات صحفية وصور فوتوغرافية ومقاطع فيديو توثّق الضربة الجوية الفرنسية فى بونتى.
و مع ذلك لم تتراجع فرنسا عن الرواية التى تقولها ونفت وزارة الدفاع الفرنسية أن تكون ارتكبت أى خطأ فى مالى فى 3 يناير، وشككت فى المنهجية المتبعة فى التحقيق، وفى الشهود الذين قابلهم محققو الأمم المتحدة، وأصرت على أن قوات برخان استهدفت مجموعة من الجهاديين وليس أشخاصا فى حفل زواج. وهى انتقادات رفضها ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قائلا إننا ندعم ماورد فى التقرير، والجهد الذى بذله زملاؤنا فى مالى.
ويرى المراقبون أن اعتراض فرنسا على تقرير الأمم المتحدة يأتى خوفا من التبعات السياسية للتدخل العسكرى الفرنسى فى مالى والتجاوزات الكثيرة التى تقوم بها القوات الفرنسية فى حق المدنيين هناك وماتسببت فيه هذه العملية من تأجيج المشاعر المناوئة للوجود الفرنسى فى مالى وفى منطقة الساحل بصفة عامة وزيادة المعارضين لهذا الوجود، ايضا التبعات القانونية للضربة الفرنسية منها دفع تعويضات لاهالى الضحايا والمصابين وأقاربهم.
أثارت الضربة الجوية، الغضب فى مالى ومنحت زخمًا للدعوات المطالبة بمغادرة القوات الفرنسية المتواجدة هناك تحت زعم محاربة الارهاب حيث لديها أكثر من 5 آلاف جندى فى المنطقة بحجة الحرب على الارهاب فى منطقة الساحل وهو وجود مستمر منذ سنوات بلا نهاية ولم يحقق أى نجاح كبير فى مواجهة الجماعات الارهابية بمنطقة الساحل الافريقى خاصة فى مالى والنيجر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة