جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

زلة لسان.. تفضح نوايا أثيوبيا

جمال حسين

السبت، 10 أبريل 2021 - 07:59 م

أتعجب من كل هذا الصلف والغرور الذى يتحدث به الإعلام الإثيوبي، وأيضًا المسئولون الإثيوبيون الذين تستدعى مناصبهم حسن اختيار كلماتهم حتى لا تُحسب عليهم !!.. فى الوقت الذى التزم فيه إعلامنا طوال سنوات التفاوض بأقصى درجات ضبط النفس متحملًا حماقات وأكاذيب لا حصر لها، ولم تغفل الدولة المصرية حق إثيوبيا فى التنمية مع عدم المساس بحصتنا فى مياه النيل الذى يمثل لمصر مسألة حياة ووجود.
لا أدرى من أين جاء دينا مفتى المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية بهذه الغطرسة ليعلن خلال مداخلة مع قناة الجزيرة عن أحقية بلاده فى بيع المياه الفائضة عن حاجتها بعد الملء الثانى لسد النهضة، ثم يفاجيء القناة بمداخلة جديدة لنفس البرنامج، ربما تنفيذًا لقياداته بعد أن فضح توجهاتهم، ويبدو أنهم قاموا بتوبيخه ووجهوا له اللوم.
قال للمذيع بكل نطاعة: «أنا لم أقل إننا سنبيع مياه النيل، نحن ليس لدينا فائض -أصلًا- لبيعه وهذا للتوضيح».
قال له مذيع الجزيرة: لقد راجعتك خلال المداخلة وقلت لك: لقد فهمت منك أنكم ستبيعون المياه والكهرباء، وسألتك هل هذا صحيح وأجبتنى وقلت: بالتأكيد، ما المانع؟ إذا كانت هناك زيادة عن حاجتنا.
كذب مفتى وقال: أنا لم أقل إننا سنبيع مياه السد، نحن ليس لدينا فائض -أصلًا- لبيعه، هذا للتوضيح وأنهى المداخلة.
لا أدرى أيضًا من أين جاء السفير الإثيوبى بالقاهرة بهذه الغطرسة وهو يرفض مداخلة وزير الرى الأسبق، محمد نصر الدين علام، ومع ذلك ترفع نصر علام عن الإساءة، وقدم التحية إلى السفير الإثيوبى قبل بدء حديثه، لكن السفير الإثيوبى بمنتهى قلة الذوق رفض رد التحية !!
لا أدرى من أين تأتى إثيوبيا بهذه الثقة وهى تؤكد على لسان وزير المياه والرى والطاقة إنهم ماضون فى الملء الثانى كما هو مخطط له، ويلقون الدعم فى الداخل والخارج،
لا أجد مبررًا لرفض إثيوبيا المقترح المصرى السودانى بتشكيل «رباعية دولية» للتوسط بين الدول الثلاث، تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة.
ولأن للصبر حدودا فقد جاء الرد على غرور ومماطلة المفاوض الإثيوبى بتصريح قوى حاسم حازم للرئيس السيسى أثلج صدور المصريين، عندما أكد أن كل الخيارات مفتوحة فى أزمة سد النهضة محذرًا إثيوبيا من التعرض لنقطة مياه من حصة مصر.
الآن، يجب على الدبلوماسية المصرية أن تتوجه مع السودان إلى مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى تتصدى هذه المنظمات الدولية للأزمة وتمنع وقوع ما لا يُحمد عقباه بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية بسبب سد النهضة.
لا بد أن نلتف جميعًا حول قيادتنا السياسية، وأن نكون على قلب رجل واحد، مُساندين لأى قرار يتخذه الرئيس السيسى لحل هذه الأزمة،
ولا بد من تكثيف حملاتنا الدعائية بالخارج، عن طريق وكالات مؤثرة لشرح عدالة مطالبنا وفضح المزاعم الإثيوبية، وكذلك لا بد أن ندعم جهود وزيرة الدولة للهجرة، وما أعلنت عنه أن «صوت مصر وصل للعالم، بعدما أعد المصريون بالخارج فيديوهات عن أحقية مصر فى مياه النيل».
أما المصريون الشامتون، فأقول لهم: توقفوا فورًا، فلا يوجد أقذر ولا أحقر ممن يساند أعداء بلده فى هذا الظرف الخطير الذى يفرض على الجميع نسيان الخلافات والتوحد وأن نكون جميعا على قلب رجل واحد.
يجب أن نستثمر علاقاتنا المتميزة مع الدول التى تمتلك حق الفيتو، خاصة الصين وروسيا وفرنسا لضمان مساندتهم لعدالة قضيتنا.
لا بد أن يصل إلى القيادة الأمريكية الجديدة والرئيس بايدن أننا على حق وأن أى قرار غير منصف سيكون له تداعيات وخيمة على الجميع.
لا بد أن يكون هناك ضغط من الأشقاء بدول الخليج -الذين يساهمون بأموالهم فى بناء السد- على إثيوبيا وهم يعلمون جيدًا عدالة قضيتنا.
أتعجب من موقف الاتحاد الأفريقى الذى لم يستطع حتى الآن الضغط على إثيوبيا وردعها، يجب أن يعلم الجميع أنه لا مكان لأنصاف الحلول، ليس معقولاً ولا مقبولاً أن يموت المصريون والسودانيون ليحيا الإثيوبيون.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة